رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

فى أحد أركان مبنى بوابة مركز الصحافة الدولية interationaalperscentrumnieuwspoort فى العاصمة السياسية لاهاى بهولندا رأيته جالساً يتصفح ذات التقرير الاستخباراتى الذى كنت قد حصلت على نسخة منه منذ أيام مضت، وهو جزء من ملف يتضمن قضية الإرهاب التى تشغل ساسة وحكومة الدول الأوروبية، إنه زميل صحفى قديم لم أره منذ سنوات طويلة، متخصص فى قضايا الشرق الأوسط وله كتابات متميزة فى موضوعات إسلاموفوبيا، اقتربت منه قائلاً: أتمنى ألا أزعجك، وقبل أن يرد نظر إلى متفحصاً وجهى بدقة، وحمدت الله أنه تذكرنى ووفر على جهد إنعاش ذاكرته الذى ثبت لى أنها حديدية، ووفر على أيضاً الحرج ودعانى للجلوس على ذات الطاولة.

تبادلنا الحديث نسترجع بعضا من أحداث سنوات الماضى، ثم بادرته بسؤال عما إذا كان قد انتهى من قراءة التقرير الذى بيده، واعتذرت موضحاً أنى لم أختلس النظر لما بيده، ولكن غلاف الملف مميز ولدى ذات النسخة، ضحك وقال على سبيل المداعبة: «لا، أنا لا أصدقك».

وسرعان ما دار الحديث حول الجرائم الإرهابية التى طالت عاصمتى فرنسا وبلجيكا مؤخراً، وأن تصريح رئيس جهاز الاستخبارات الهولندية منذ أيام لفت نظرى بقوله: «إن أجهزة المخابرات الأوروبية تفاجأت بوقوع الجرائم الإرهابية فى كل من باريس وبروكسل».. وجاء تعقيبه جريئاً واضحاً.. حكومات هولندا المتعاقبة على مدار 40 سنة أنفقت الملايين على سياسة الاندماج كان هدفها توطين الأجانب فى بلدنا، وقد فشلت وأهدرت أموال الشعب، لأن القائمين على تنفيذ هذه السياسة مصالحهم الخفية كانت هى صهر غير الهولنديين ومسح هويتهم الثقافية، فكانت النتيجة هى عناد من الأجانب وتمسكهم بذواتهم وشخصياتهم الحقيقية، وبالدرجة الأولى الدين والعقائد، خاصة الإسلام.

ومن هنا كانت الفرص سانحة والمناخ ملائما للمنظمات والخلايا الإرهابية فى جذب أبناء الجيلين الثانى والثالث من الشباب المسلم للدين أولاً، ثم التأثير عليهم بأفكار متشددة ومتطرفة للغاية، وبعد ذلك تجنيدهم للأعمال الجهادية المسلحة، وأخطرها الجرائم الإرهابية للأسف باسم الدين.

واستطرد قائلاً: «أخيراً قررت مؤسسات سياسية وثقافية فى أوروبا عمل خطط للاستعانة بشيوخ دعوة وفقهاء مسلمين معتدلين فى فتح نقاشات وحوارات من الشباب على غرار سياسة المراجعات الفقهية التى اتبعتها مصر من المتطرفين فى فترة السبعينيات، وذلك لمنع التشدد الدينى».

استمر الحديث فى مجالات أخرى وقلت له إن الحوار هو خير سبيل وأفضل الوسائل للوقاية من جنوح الشباب للتطرف وتشويه صورة الإسلام والمسلمين.

[email protected]