رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اسمحوا لي

 

 

كانت بعض التعليقات والتصريحات على ترشيح قطر ممثلاً لها فى اليونسكو مستفزةً، وتثير الدهشة، حيث تعكس خوف ورعب من المرشح القطرى!! فهل أصبحت قطر قوةً ثقافيةً عظمى حتى تخاف منها مصر؟ وماذا تملك قطر حتى تحدث كل هذه الجلبة؟ أم أن المسألة من يستطيع شراء المنصب، وهل يا ترى المناصب تشترى؟ والحقيقة أن مشيرة خطاب المرشحة المصرية ردت على الأقلام التى تتناول هذا الموضوع فى إجابات غاية فى الذكاء والدبلوماسية.

لكن هل يا ترى تستطيع رمال النفط أن تشترى تاريخاً؟ هل تستطيع أموال النفط أن تبنى آثاراً؟ وأن تصنع بأثر رجعى طبقات متراكمة من المجد والانكسار والعظمة مرة أخرى؟

لقد تأسست اليونسكو 1945، وكانت مصر من البلاد التأسيسية، وقد صدقت، أيضاً، على الميثاق التأسيسى عام 1946، مع 20 دولة، هى أستراليا، والبرازيل، وتركيا، وتشيكوسلوفاكيا، والجمهورية الدومينيكية، وجنوب أفريقيا، والدنمارك، والسعودية، والصين، وفرنسا، وكندا، ولبنان، ومصر، والمكسيك، والمملكة المتحدة، والنرويج، ونيوزيلندا، والهند، والولايات المتحدة الأمريكية، واليونان.

والآن تتبع اليونسكو 191 دولة، ومقرها الرئيسى فى باريس. ولها أكثر من 50 مكتباً وعدة معاهد تدريسية حول العالم، وللمنظمة خمسة برامج أساسية، هى التربية والتعليم، والعلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والثقافة، والاتصالات والإعلام.

 وتدعم اليونسكو العديد من المشاريع كمحو الأمية والتدريب التقنى وبرامج تأهيل وتدريب المعلمين، وبرامج العلوم العالمية، والمشاريع الثقافية والتاريخية، واتفاقيات التعاون العالمى للحفاظ على الحضارة العالمية والتراث الطبيعى وحماية حقوق الإنسان.

فأين قطر الدولة العربية الصغيرة من كل هذا مع احترامى لكل إنجازاتها!! وهل لأنها فازت بتنظيم كأس العالم لكرة القدم ستفوز أيضاً باليونسكو؟

إن من حق قطر هى وغيرها أن يترشح، ومن حقها أن تطمح فى المنصب بالدعاية بالأموال والأشياء الأخرى التى تملكها قطر، ولا تملكها ولا تعرفها مصر طوال تاريخها، ولكن الذى أتعجب منه هو ارتعاش البعض من مجرد علمهم بترشح قطر! فهل يا ترى تنسحب مصر من أجل الشقيقة الصغرى؟ أم تبحث لها عن «بير بترول» من أجل الترشح؟ أم تجلس وتضع يدها على خدها وتبكى عدم وجود أموال؟ ولكن كل من يفكر بهذه الطريقة ينسى أو يتناسى أن مصر غنية جداً بثقافتها وتاريخها ومساهماتها في تاريخ العالم.

إن رمال النفط لا تستطيع أن تصنع آثاراً فوقها، وأموال الغاز لا تستطيع أن تكوِّن شعباً كبيراً عظيماً، ساهم فى الحضارة الإنسانية منذ فجر التاريخ قد يكون فقيراً، ولكنه غنى جداً، وقد يمرض ولا يموت.

إن مصر تستحق، إن مصر تستحق، ومشيرة ابنتها اللامعة العالمية تستحق ونحن نستحق.