عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

للموسيقار محمد عبدالوهاب إحساس مرهف بمشاعر الناس عموماً، والفلاح خصوصاً فى موسم حصاد محصول القمح، فغنى له أغنيته الشهيرة من تأليف شاعره المعتاد حسين السيد لكى يتآلف الصوت الجميل مع الشعر الجميل قائلاً:

«القمح الليلة.. ليلة عيده      يارب تبارك وتزيده

النسمة عرفت مواعيده        هزت من شوقها عناقيده

- كلام حلو يترجم اليوم بمليارات الدولارات التى نستورد بها ملايين الأطنان من قمح العالم لإشباع الملايين المتزايدة من شعب مصر بالخبز الحاف الذى كنا نشتريه بمليم لرغيف الذرة من الفلاح، ثم ارتفع لنصف قرشين ثم قرشاً، ثم قرشين حتى وصل حالياً لخمسة قروش بالبطاقة التموينية وخمسين قرشاً أو ثلاثة وثلاثين قرشاً لمن ليست معه بطاقة تموينية.

- ولقد عيَّرنا أحد السفراء الأمريكيين فى عهد الرئيس مبارك لأن أمريكا تزود شعب مصر بثلاثة أرغفة من كل خمسة يأكلها المواطن المصرى، مما جعل أساتذة الجامعات يعقدون مؤتمرات علمية ويقدمون للحكومة مشروعات لزراعة القمح فى طول الساحل الشمالى وأرض العوينات والوادى الجديد، ولكن الرئيس مبارك الذى حكمنا ثلاثين سنة كان يرد علينا بأن استيراد القمح من الخارج أرخص من زراعته فى مصر التى اعتمدت على استيراد أربعة أخماس قمح الخبز من شتى بقاع الدنيا حتى تنبه نظام الحكم الحالى لاستراتيجية إنتاج أرضنا من القمح، فشجع الفلاح المصرى على زراعته رغم ارتفاع تكلفة الطن عن المستورد، ونجحت هذه السياسة فى زيادة إنتاج القمح المصرى هذا العام ونجحنا فى حصاد خمسة ملايين طن من أرضنا وسواعدنا، وفرحنا بذلك فى مقالات منشورة لم تمض عليها أيام حتى أصابتنا نكسة وطنية بسبب الفساد الذى كشفت عنه لجنة تقصى الحقائق البرلمانية التى تكشف عن وقوع تزوير على نطاق واسع فى كميات القمح الموردة لشون التخزين وعدم مطابقة الكميات الموجودة بالمخازن مع المثبت بالسجلات والأوزان، وسرقة متحصلات بمليارات الجنيهات تحقق فيها النيابة العامة.

- الغشاشون الذين زوروا لسرقة لقمة العيش من أفواه شعب مصر قد أفسدوا علينا فرحتنا بالخمسة ملايين طن قمح من أرضنا لأول مرة .. ولو كانت تلك السرقات تمت فى دولة تطبق الشريعة الإسلامية فى الحدود لكانت عقوبتهم الجلد فى ميدان عام وغيره من العقوبات جزاءً وفاقاً.