رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

يحلو للبعض أن يتحدث عن شعبية الرئيس السيسى كل ما يصحو من نومه.. بعض هؤلاء يتحدثون عن تراجع شعبية الرئيس بسبب الأسعار وفتنة المنيا، وارتفاع سعر الدولار وتراجع الجنيه.. وأظن أن الحكاية ليست بهذه الطريقة أبدًا.. قياس شعبية الرئيس مهم على أى حال.. لكن أليس الأولى أن نسأل: ما علاقة الرئيس بفتنة المنيا؟.. هل كان الرئيس يحرض ضد الأقباط مثلًا؟.. هل كان يُغذّى الفتنة؟!

يشير البعض أيضًا إلى أن هناك محاولات وقيعة بين الرئيس والأقباط.. السؤال: من وراءها؟.. هل هناك طرف ثالث وراء الوقيعة؟.. فمن هو؟.. ما موقف الأقباط من هذا التحريض؟.. هل يبلعون الطعم، ويملؤون صفحاتحهم على مواقع التواصل بالنيل من الرئيس؟.. هل يدافعون عنه؟.. ما هو موقفهم؟.. أليس السيسى من ذهب إلى الكاتدرائية فى بداية عهده؟.. ما علاقة أى فتنة بشعبية الرئيس نفسه؟!

أعرف أن شعبية الرؤساء تتأثر بالأحداث.. أعرف أن ارتفاع الأسعار قد يكون له مردود سلبى.. وأعرف أن الدولار قد يكون مشكلة كبرى فى الواقع.. لكن هل يعرف الكثيرون أن الرئيس له مهمة كبرى؟.. هل يعرف البعض أن هذه الأزمات تتعلق بالحكومة قبل الرئيس؟.. فلماذا الرئيس مرة واحدة؟.. هذه هى الأزمة.. الناس تتكلم مرة واحدة عن الرئيس، تعلق أى شىء فى رقبته، لا ترى غيره!

فمن الخطأ أن نعلق كل شىء فى رقبة الرئيس أولًا.. أتحدث عن المنطق.. هناك محافظ إذا تحدثنا عن فتنة المنيا.. الرئيس لم يصنع الفتنة ولم يسكت عنها.. هناك حكومة إذا تحدثنا عن أزمة الدولار.. الرئيس ليس رجل اقتصاد.. ليس مسئولًا عن السياسات النقدية والمالية.. هو مسئول عن الأمن القومى للبلاد.. نجح فى ضرب الإرهاب، وإدارة دفة الوطن.. ولا تنسوا أن هناك حصارًا اقتصاديًا!

ربما نريد المصارحة والشفافية فقط.. نريد من يشرح لنا حالنا، ونريد حالة مكاشفة.. إحنا فين؟.. رايحين فين؟.. كثيرًا ما اتذكر هذه الأيام عنوان مقالى «على فين؟».. نحن إذن أمام مشكلة بجد.. نريد من الحكومة أن تتقشف.. نريدها أن تتخذ قرارات جامدة تتعلق بالتقشف الحكومى أولًا.. أى أن تكون قدوة، وتكون عندها المبادرة.. هناك مشكلة فى التوقيتات والسرعات، تنعكس على الرئيس شخصيًا!

الحكاية أيضًا لا تتعلق بفشل الحكومة فى إدارات الملفات الاقتصادية.. تتعلق فى جانب كبير منها بالحصار الغربى.. ارجع إلى أزمة السياحة.. ارجع كذلك إلى أزمة العملة الصعبة وارتفاع سعر الدولار فى عامين بنسبة 100%.. ارجع إلى دور الفضائيات فى ترويج فكرة «الدولة الفاشلة».. محاولة من نوع آخر لضرب شعبية الرئيس.. محاولة لكسر إرادة مصر، نوع من الوقيعة بين الرئيس والشعب!

آخر كلام:

شعبية أى رئيس تزيد وتنقص بالتأكيد.. يحدث ذلك فى العالم.. أيضًا يحدث فى مصر.. بأى معيار يحدث هذا؟.. إلى أى حد تأثرت شعبية السيسى بسبب ملفات الأسعار وأزمة الدولار والضرائب الجديدة؟.. من ناحية أخرى، ألا تلاحظ أن شعبية السيسى زادت بعد انقلاب تركيا، وإجراءات أردوجان باعتقالات عشوائية هنا وهناك؟!