رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

لا هى تمثيلية ولا هى انقلاب.. الذين قالوا إنها تمثيلية يتجاوزون الحقيقة.. والذين يقولون إنها انقلاب، لا ينطبق عليه وصف الانقلاب.. يعنى من ناحية هى تمثيلية لأ.. لا يتصور عاقل أن يقوم كل هؤلاء بهذه التمثيلية لأى سبب.. ولا هى انقلاب حقيقى.. لكنها نصف انقلاب، أو انقلاب خائب.. لم ينفذوا شكل ومضمون الانقلابات بحذافيرها.. وكانت النتيجة أنهم وقعوا فى المصيدة، واصبحوا غنيمة!

لم أبالغ حين وصفت الانقلاب فى موضع آخر، بأنه انقلاب سوسن، لأن قادة الانقلاب لم يستعلموا عقولهم فى أى شىء.. ولم يتعاملوا مع الحكاية بدراسة.. فلم يعتقلوا الرئيس وحكومته وبرلمانه وقادة أجهزته.. أى انقلاب يكتفى ببيان والسلام؟.. وبالتالى كان مشهد الاستسلام والزحف وخلع الملابس.. وخسر الجيش وانكسر معنوياً.. وخسرت تركيا و"سقط" أردوجان فعلياً، وإن انتصر مؤقتاً!

لكن ما لفت نظرى أن مصر كانت كبيرة جداً عن الصغائر.. ابتعدت عن أى شىء يخص تركيا.. لم تتدخل فى الشأن الداخلى.. أتحدث عن مصر الرسمية.. الرئاسة والحكومة.. دعك من رجل الشارع أو الرأى العام.. لم يظهر على مصر انها فرحانة أو شمتانة.. انشغلت الرئاسة فى أمورها الداخلية، واستعدت لحضور قمة رواندا لحل مشكلات القارة السمراء.. ولم يتصرف السيسى مثل أردوجان!

التزام الصمت نعمة.. هكذا كانت حالة مصر.. يقولون إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.. فلم يصدر بيان رسمي عن مؤسسة الرئاسة  أو تعليق من وزارة الخارجية على انقلاب تركيا، سواء بالإيجاب أو السلب.. ولا يعنى هذا ان مصر لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم.. معناه أنها كبيرة جداً.. ومعناه أنها تراقب ولكن بشكل يليق بمكانتها وتاريخها.. فلا هى تفرح ولا تشمت ولا تخرج لسانها!

الفارق كبير بين تصرفات أردوجان، وتصرفات الرئيس السيسى.. تخيلوا الحكاية بهدوء.. تخيلوا موقف أردوجان لو تغيرت الأدوار، لا قدر الله.. تخيلوا موقف الإخوان.. من هنا كان موقف مصر محايداً ومحترماً.. لا أتحدث عن مشاعر هنا أو هناك تتمنى لأردوجان أن يذهب إلى الجحيم، أو يروح فى داهية، دى نقرة ودى نقرة.. الموقف الرسمى محترم.. فقط طالبنا بتعديل فى بيان مجلس الأمن!

ربما لم نرفض الانقلاب مثل السعودية، وقطر، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، وإيران، وبريطانيا وفرنسا، وروسيا.. لكننا لم نؤيده أو تكون لنا يد فيه.. هكذا كان موقف مصر.. صحيح أن الصحف صدرت بمانشيتات تقول «انقلاب عسكرى يطيح بأردوجان.. والجيش يحكم البلاد».. لكنه سوف يبقى موقفاً غير رسمى.. وهو موقف يمكن أن يحسب لمصر فى وقت من الأوقات!

آخر كلام:

الصمت الرسمى المصرى كانت له دلالة.. كان يعبر عن قيمة مصر.. لا هى تهلل ولا هى تشمت.. إنما تنتظر خيارات الشعوب وتحترمها.. الانتخاب وحده لا يكفى كأداة ديمقراطية.. هناك ممارسات ديمقراطية وهى الأصل.. واعتقد أن الخريطة التى ظهرت فى اليوم التالى لتطهير القضاء والجيش، تعنى أن التغيير قادم!