رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلام

 

يدار العالم تماماً كما تدار القرى.. ففى الريف عندما يخطئ الغنى ذو النفوذ فى حق فقير ومتواضع فى القرية فإن الحكم ـ دائماً ـ لايدين الغنى بل يتم إنهاء الخلاف بالترضية، وأحياناً يُجبر الفقير على الاعتذار، رغم  خطأ الغنى فيه.

وقبل 13 عاماً أرغم كبراء العالم الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى على تعويض ضحايا «طائرة لوكربى»، التى اتهمت ليبيا بتفجيرها، وحولت ليبيا فى أغسطس 2003 مبلغ 2.7 مليار دولار أمريكى، لتعويض أسر 261 من ضحايا الطائرة، أودعت فى بنك التسويات الدولية فى سويسرا.. وحادث تفجير طائرة شركة بان أمريكا الذى وقع فى 21 ديسمبر عام 1988، تم توجيه الاتهام لمنظمة التحرير الفلسطينية بالضلوع فيه، ثم أشار الغرب بأصابع الاتهام إلى النظام السورى، ومع التخبط وعدم التوصل لأدلة أُشير الى إيران باتهامات غير موثقة بأى أدلة، واستقر الغرب فى النهاية الى تحميل ليبيا مسئولية تفجير الطائرة، ورضخت ليبيا وسددت التعويضات.

وقبل يومين صدر تقرير «تشيلكوت» عن حرب العراق، وأدان لتقرير بعد تحقيق طويل ـ كلًا من أمريكا وبريطانيا فى تدمير العراق بحرب غير مبررة، اعتمدت على وشايات ومعلومات مغلوطة وغير دقيقة.

والحرب على العراق أو الاحتلال الأمريكى البريطانى للعراق الذى استمر من مارس 2003 وحتى 2011، قد دمر العراق وأزال بنيتها التحتية والفوقية، وحمل العراقيين خسائر تجاوزت 100 مليار دولار، وراح ضحية هذه الحرب «116» ألفًا و«903» قتلى من العراقيين، وأكثر من «520» ألف مصاب، وشردت هذه الحرب «4.5» مليون عراقي فى دول العالم معظمهم لم يعد الى بلاده حتى اليوم.

وإذا كان الرئيس الأمريكى السابق «بوش الصغير» قد اعترف بأن قراره بالحرب على العراق، قد اعتمد على معلومات خاطئة، وتبعه منذ يومين تابعه تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى الأسبق بالاعتذار عن قراره بالمشاركة فى حرب العراق، فإن الواجب اليوم أن تتحمل أمريكا وبريطانيا مسئوليتهما وتكفرا عن  خطاياهما فى حق العراقيين والعرب أجمعين وإلزام المسئولين فى البلدين بتعويض العراقيين عما لحقهم من خسائر وتدمير وإزهاق أرواح.

ولعل هذا الموضوع يكون من أولى مهام الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، فى بداية عمله الجديد فى الجامعة، فقد آن الأوان أن يكون للعرب «جميعاً» قوة ضاغطة تعيد لميزان العدل الدولى التوازن بعد اختلالٍ.