رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اسمحوا لى

قد تختار السلطة من يمثلها، وقد يختار المثقفون والنخبة من يرفعونه ليكون نجم المرحلة، ولكن السلطة والمثقفين لا يعطون للفنان إلا تاج الجزيرة الوهمى، وتظل للشعب الكلمة الأخيرة والعليا فى وضع ممثل أو مغنى فى مكانة أسطورية.

وأمامنا أكثر من تجربة حينما اختار حسنى مبارك محمد ثروت مغنياً للبلاط، واختار المثقفون على الحجار مغنياً لهم، ولكن الشعب اختار عمرو دياب ووضعه على القمة وأصبح الهضبة!، واختارت النخبة المثقفة أحمد زكى الممثل العظيم معبراً عنهم، ولكن الناس والشعب اختاروا عادل إمام الذى أصبح الزعيم، وكان عبدالحليم المغنى الأعظم فى العصر الحديث وفجأة ظهر عدوية الذى أستقبله المثقفون باستهجان وسخرية، وأصبح أسطورة فى عز سطوة صوت وحب الجماهير لعبدالحليم!، حتى إن عبدالحليم غني له السح الدح إمبو فى إحدى حفلاته.

واللافت بشدة أن النخبة أو المثقفين أثبتوا أن اختياراتهم ليست المناسبة للشعب  دائماً، بل إن اختيارات الشعب هى الأوقع والتى تدوم فهم يختارون من يمثلهم أو يعبر فى مراحل فارقة عن تطلع إلى التغيير بعيداً عن السائد والمألوف، فتتماهى شخصية الممثل أو المغنى الذى يختاره مع أحلامه أو إحباطاته وقد لا يكون بالضرورة هو الأقوى صوتاً أو الأشطر فى التمثيل أو الغناء أو الأجمل فى الشكل بل الأقرب إليهم، فسعاد حسنى مثلاً لم تكن أجمل جيلها!، ولكن الناس اختارتها لتسكن قلوبهم حتى الآن لأنها سكنت قلوبهم، والغريب أن الشعب حينما يختار لا يخطئ الاختيار أبداً فمن كان يتوقع أن يظل عادل إمام الزعيم والبطل الأكبر شعبية وجماهيرية أكثر من أربعين عاماً؟.. ومن كان يتوقع أن تعيش أغانى عدوية كل هذه السنين رغم الكتابات التى كانت تدينها وتسخر منها؟

لذلك أتعجب من  النظرة الاستعلائية والتحليلات التى تحتقر اختيارات الجماهير وازدرائها البطل الشعبى الجديد محمد رمضان، والحقيقة أن مسلسل (الأسطورة) يتميز بالأحداث الميلودرامية والمبالغات والفجاجة فى كل شىء، ولكنه يداعب أحلام الجماهير المقهورة تحت وطأة الظروف السيئة التى تعيش فيها بل ويعطيهم الأمل فى الصعود ولو عن طريق الحرام والفساد، وكيف يدينون الفساد وهم يلمسونه ويعيشون فيه فى حياتهم اليومية؟

إن الشخصية المتجبرة الفاسدة التى يؤديها محمد رمضان ناتجة من الواقع الذى نعيشه ومن فساد الأجهزة التى تتحكم فى الشعب، لذلك يصبح البطل المخلص للطبقات المطحونة والمظلومة، وبالطبع تجاوزت جماهيرية محمد رمضان الشاب الأسمر اللطيف حدود الطبقة الشعبية لتشمل شرائح كبيرة من الشعب.

لا تدينوا الأسطورة الجديدة ولا تحتقروا أذواق الجماهير، بل ابحثوا عن السبب الذى أفرز ظواهر محمد رمضان فى الحياة ثم الفن.