رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

أحوالنا

حينما كان الإعلام المسموع والمرئى نتاج عمل جهة واحدة هى اتحاد الإذاعة والتليفزيون كانت الشكوى التى تتردد فى وسائل الإعلام خاصة فى الصحافة المقروءة تنصب على الرقابة، وعندما ألغيت الرقابة فى وقت لاحق استطاعت مؤسسة الإذاعة والتليفزيون بتقاليدها الراسخة ضبط إيقاع الأعمال المذاعة عبر الأثير والشاشات وانحصرت الشكوى من الرقابة سواء كانت رسمية أو ذاتية فى تضرر المبدعين من التعدى على حريتهم فى التعبير.

ومع تقلص دور الإعلام الرسمى وتزايد دور الإعلام الخاص فى الإنتاج والبث بدأنا نسمع شكاوى الجماهير من الإعلام المنفلت الذى يصل إليهم فى البيوت دون رقيب أو حسيب، وقد تركزت شكاوى الجماهير من الإعلام المنفلت الذى يصل إليهم فى البيوت دون رقيب أو حسيب. وقد تركزت شكاوى الجماهير فى موسم رمضان الحالى فى الإعلانات التى رأى فيها البعض خروجاً على العادات والتقاليد بينما تمادى البعض الآخر فى تشدده ورأى فيها انتهاكاً لأخلاقيات المجتمع والدعوة إلى إشاعة الفاحشة والرذيلة والعياذ بالله، وقد انتهز أصحاب الفكر السلفى هذا المناخ ونفخوا فى نيران الاستياء الشعبى التى لم تقف عند حدود محتوى الإعلانات ومضامينها بل امتدت إلى طول فترات الفواصل الإعلانية وطغيانها على المواد المذاعة، وكان مشاهدو الأعمال الدرامية فى طليعة الذين تضرروا من طول الفترات الإعلانية حيث إنها تفسد عليهم متعة المشاهدة، وتحرمهم من الاندماج مع أحداث المسلسلات.

كما شكا قطاع كبير من كثرة الإعلانات التى تدعو إلى التبرع إلى جهات خيرية ومن وتيرة تكرارها، وتساءلوا عن مشروعية إنفاق هذه المؤسسات الخيرية جزءاً لا يستهان به من أموال التبرعات على الإعلانات، ولا شك أن هذه نقطة جديرة بالمناقشة وتتطلب التعامل معها بشفافية، وثمة شكوى أخرى من انتهاك الإعلانات حقوق الملكية الفكرية لمبدعى العديد من الأعمال الموسيقية التى جرى استخدامها بعد استبدال كلماتها الأصلية بكلمات هابطة لخدمة أغراضهم الإعلانية، ونظراً لأن الإعلانات تمثل شريان الحياة الرئيسى لكل القنوات الفضائية الخاصة فإنها ستستمر فى أداء دورها دون توقف، والمطلوب هو تنظيم هذا القطاع المهم بما يضمن استمراره بالصورة التى يرضى عنها المجتمع، مع وضع مدونة سلوك وميثاق شرف إعلانى تلتزم به جميع القنوات، وتكون عباراته محددة غير فضفاضة وتتوافق مع مصر الغد، الدولة العصرية الحديثة، وحتى لا يستغلها أصحاب النزعات السلفية فى فرض آرائهم تحت ستار أخلاقى.