من نقطة الأصل
أشرف بتقديم مجموعة آراء محلية وإقليمية وعالمية عن الوفد ورجاله الأفذاذ أبدأها بقصيدة رثاء عن سعد باشا زغلول من نظم جلالة الملك عبدالله نشرت بـ«المصور» فى عهده الذهبى برئاسة تحرير فكرى باشا أباظة فى 24 أغسطس 1951:
ألا يا سعد سعد الصالحات وسعد الخطب سعد الحادثات
لقد فجعت برزئك كل أرض بهذا الشرق ناظرة لآت
فلا تبعد فكل فتى سيفنى ويلقى ما لقيت من الممات
فقد صرت العظيم لدى المنايا كما كنت العظيم لدى الحياة
رسمت لقومك النهج المعلى به سلكوا الطريق إلى النجاة
كأن الناس يوم وفاة سعد مثال للعقول الحائرات
وكل حديثهم «هل مات سعد» كأن الموت إحدى المعجزات
وأن الموت غاية كل حى سوى الذكر المقيم بلا افتئات
قضى سعد لتشهد كل أرض حياة الشعب فى تلك الوفاة
ومصر لا تموت بموت سعد فمصر فى البلاد الخالدات
وإن هى أنجبت سعدًا زمانًا ستنجب مثل سعد فى الصفات
هى الأم الولود لكل حر شديد البأس لم يخضع لعاتِ
عزاء يا بنى مصر وصبرًا فإن الصبر عند النائبات
فكم سعد أتى من قبل سعد سعود فيك ليست آفلات
ويا سعد البلاد عليك منى سلام فى العشى وفى الغداة
وإن تك قد قضيت عظيم شأن وقد ذللت أنف المعضلات
فإنك قد تركت على أناس عظيم العبء ليس من الهنات
فإن سلكوا سبيلك لن يضلوا وكانوا مثل شخصك فى الثبات
أو اجتمعوا على رأس عظيم فقد أمنوا مفاجأة الشتات