رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يبدوأن الأفكار الشمولية أثرت على مفهوم الدولة لدى البعض. الدولة طبقاً للتعريف البسيط هى قطعة أرض محددة الحدود يعيش عليها مواطنون يكتسبون جنسيتهم طبقاً لولائهم لبعضهم البعض وطبقاً لحقوقهم وواجباتهم، وطبقاً لطلبهم ورغبتهم فى ذلك، ويدير الأملاك المشتركة على المشاع نظام حكم سياسى وإدارى يتحدد أداؤه من خلال منظومة حكم ويختار المواطنون أصحاب الوطن النظام ومنظومته وكل هذا وذاك يسمى الدولة.

القضية فى كل ذلك الأمر من هو صاحب الدولة, بالتأكيد هو المواطن الذى ينفق على نفسه وعلى أملاكه المشتركه من خلال ما يقوم به من عمل خاص أوعام وما يملكه من ثروات على المشاع يشترك معه مواطنون آخرون فى ذلك. عند إتفاقنا على هذه التعريفات البسيطة نستطيع بضمير سليم أن نقول إن كل مواطن هوالدولة.

يخلط البعض فى الدول المتخلفة والشمولية بين الدولة ونظام الحكم ومنظومته, ويكتفون بمطالبة هذه النظم بتوفير المأكل والمشرب والملبس والمسكن والعلاج والأمن والدفاع والعدل والتعليم... إلخ. وكأن هذه النظم ومنظوماتها تقوم بعمل مرضعة قلاوون وكأن المواطن رضيع حديث الولادة لا يملك من أمر نفسه شيئا سوى البكاء إذا جاع أوأصابه العطش والبكاء إذا أسهل أوأمسك والبكاء إذا تعرق من حر الصيف أو أصابته قشعريرة برد الشتاء, والبكاء إذا كان مريضاً يحتاج إلى من يقومون على علاجه والبكاء إذا فقد الأمن والآمان!

هويفكر فى النظام والآخرين من المواطنين وقطعة الأرض التى يعيش عليها كما يفكر فى أمه وأبيه عليهم أن يفعلوا وعليه أن يطلب! الموقف للراشدين يتعلق بما ينتجه هؤلاء الراشدون وهل هوكاف لحياة جيدة أم بائسة، وما اختاروه من نظام حكم ومنظومة حاكمة لتدير إنتاجيته وثرواته الطبيعية كانت محدودة أم وفيرة؟

القضية بالرغم من تعقيداتها وتفاصيلها التى يكمن الشيطان فيها واضحة, تحتاج فقط أن يحدد هذا المواطن الذى هو جزء من الدولة أوالدولة نفسها ماذا يريد وماذا يمكن أن يفعله وما هى حقوقه التى يجب الحصول عليها طبقاً لما يفعل ويقدم؟

لم يعد هناك مكان للدولة المرضعة والنظم الأبوية والماماوية فقد انتهت الأفكار التى تطالب بامتلاك النظام الحاكم لأدوات الإنتاج لضمان عدالة التوزيع فوصلت إلى نتيجة أن لا إنتاج وبالتالى لا يوجد عدالة فى توزيع ما قيمته صفر!

لقد ماتت هذه الأفكار الشمولية الأبوية ودفنت بجوار أصحابها  بعد البؤس والشقاء الذى عانت منه الشعوب التى رزحت تحت حكم أفراد ظنوا أنهم ملائكة  يمتلكون العدل والنقاء اللازمين لإقامة المدينة الفاضلة, واكتشفوا عند الممارسة أنهم بشر يصيبون قليلاً ويخطئون كثيراً وأن الكثير منهم هم شياطين أوأقرب! من أراد أن يتقدم عليه أن يعمل بإخلاص واتقان وينتظر المقابل عندما يستحق ويظهر نتيجة عمله، عليه أن يدرك أن ما يقدمه لإخوانه وأهله من تضحيات ومعونات هو له أولاً قبل أن يكون للآخرين, وأن النظم الحاكمة ليست سوى وسيلة لإدارة شئونه تعمل لديه مقابل أجر يستطيع تغييرها إذا فشل فى العطاء وفشلت فى الإدارة. لا يمتلك المصريون فى الوقت الراهن رفاهية البكاء واللطم والنواح، بل ما أمامهم فقط هوالعطاء والعمل والأمل قبل أن يفقدوا الوطن وعندها لن يجدوا لا المدينة الفاضلة ولا الدولة المرضعة؟ عن المصريين أصحاب الدولة أتحدث.

استشارى جراحة التجميل