رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

أهم ما يمكن أن يُحسب لحكومات الرئيس السيسى، نقل الوزارات والمبانى الحكومية من وسط البلد.. وهى بالفعل أحلى الأخبار التى تسمعها أو تعرفها.. منذ أسابيع تم افتتاح مبنى وزارة الداخلية للتجمع الخامس، وأمس الأول تم افتتاح مبنى النيابة العامة.. هذه نقلة نوعية كبرى تحسب للرئيس السيسى نفسه.. وقد أسعدنى أن وزارة الإسكان تتلقى رغبات وطلبات الوزارات لنقلهم بالطريقة نفسها!

إخلاء وسط البلد كان حلمًا.. حاربنا كى يحدث على مدى سنوات.. والآن الرئيس السيسى وحكوماته المتعاقبة يفعلون كل شيء فى هدوء.. حتى أننا لا نعرف متى بدأت الإجراءات؟.. نحن نُفاجأ بالافتتاحات تلو الأخرى.. ومعناه أنه يتصرف بلا ضجيج.. ثم يحدث النقل إلى مبانٍ فاخرة حضارية.. وقد شاهدنا ذلك فى مبنى وزارة الداخلية، ومبنى النيابة العامة.. والأخير تم تصميمه على هيئة معبد فرعونى عريق!

قرأت خبراً مهماً أن وزارة الإسكان خاطبت جميع الوزارات لمعرفة متطلبات كل وزارة على حدة، سواء عدد المبانى أو الموظفين والمساحات المطلوبة، تمهيدا لنقل مقار هذه الوزارات، فى مركز المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة. وأوضحت الوزارة أن تصميم المقار سيجعلها مبانى ذكية، تعتمد على الصالات المفتوحة للموظفين، والمكاتب المستقلة للقيادات فقط، أسوة بالوزارات على مستوى العالم!

معناه أن التجربة سوف تُصبح محل التطبيق، وأن إخلاء القاهرة العتيقة لا جدال فيه.. أي أنه لن يكون مثل تجربة مجمع الوزارات فى مدينة السادات.. فقد بناه الرئيس السادات، ولم يتم النقل وسكنه العنكبوت.. وبعدها تم التصرف فيه وبقيت الوزارات فى مكانها تُخرج لسانها للجميع.. يبقى أن نعرف هل سيتم نقل مجمع الخدمات بالتحرير أم لا؟.. وهل سيتم تفكيك الخدمات فعلاً ونقلها للمحافظات أم لا؟!

هذه شهادة للرئيس السيسى.. حين يتم إخلاء القاهرة وتفريغها من كل المبانى الخدمية بلا أى آثار أو أضرار فهذه شهادة للرجل.. وأشهد أنه يجرى ولا ينام.. يحاول أن يغير شكل مصر، وليس القاهرة وحدها.. هناك مشروعات فى كل مكان.. وهناك مصانع ومحطات كهرباء.. كيف لو كان قد جاء هذا الرجل فى ظروف مختلفة؟.. كيف لو كان قد جاء عام 2000 مثلاً؟.. إنه يدرك معنى أن الشعب يُحاسبه!

الرئيس السيسى يحاول كل يوم أن يضع فى رصيده وكشف حسابه مشروعاً جديداً.. يحاول أن يقدم كشف حساب عامين، كأنه يقدم كشف حساب فترة رئاسية كاملة.. هناك مشروعات أخرى لا يكشف عنها.. هناك أفكار لم يفاجئنا بها.. أتمنى أن يكون من بينها نقل المعسكرات أيضاً.. أتمنى أن يكون من بينها إتاحة نهر النيل للمصريين.. أعرف أنه يتحمل أعباء كبرى.. لكن هذا الرجل قدها وقدود!

آخر كلام:

لا تستهينوا أبدًا بإخلاء القاهرة.. هذه وحدها تجعلنى «أصوّت» من الآن لصالح فترة رئاسية جديدة.. معضلة مصر فى زحامها القاتل.. بالمناسبة الزحام قاتل اقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا.. يعنى إهدار ملايين ساعات العمل.. يعنى ضياع عمر الناس فى المواصلات.. فحين يُقدم على إخلاء القاهرة فى صمت، أرفع له القبعة!