رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلام

كم سنة يحتاجها الصحفيون لتصحيح صورتهم التى شوهتها الأزمة الأخيرة بين مجلس النقابة ووزارة الداخلية.. أعتقد أننا ـ كصحفيين ـ سنحتاج لسنوات طويلة.. انقسام الصحفيين بين مؤيد ورافض لموقف مجلس النقابة من الأزمة، سرَّب للمجتمع صورة سيئة عن الصحفيين، وأيضًا الاعلاميين. وكان رأينا فى تلك الأزمة أنَّ وزارة  الداخلية قد أخطأت بِتَسرُعِها فى القبض على المَطْلٌوبَين، دون تنسيق مع مجلس نقابة الصحفيين. وأخطأ مجلس النقابة بإشعاله الموقف،

جموع الصحفيين، الذين باتوا يشعرون بأنَ مقر النقابة لم يَعُد بيتهم، ومجلس النقابة لا يُعَبِّر عنهم.. وقُلنا إنَّ الخاسر الأوحد من الأزمة هم الصحفيون عمومًا، فلم يعد هناك تعاطف كبير معهم فى الشارع. الرأى العام يصفهم بالتعالى، وتحدى القانون، وكأنَّ على رءوسِهم الريش.. الأصابع تُشير، والألسنة تصف الصحفيين بصفات لا يليق أن يتصفوا بها، واهتزَّت صورتهم وتشوهت عند غالبية الشعب للأسف الشديد.

ولعل أول خطوة لتصحيح الصورة وتجميلها مرة أخرى، أن نتجاوز تلك الأزمة سريعًا، لنبدأ وبسرعة فى مواجهة الانفلات الإعلامى الذى يسود الصحافة ووسائل الإعلام؛ نتيجة انفلات معلوماتى مستمد من شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، التى تزدحم بمعلومات، معظمها مغلوط ومُغرِض وكاذِب.. وحالة الانفلات الإعلامى والمعلوماتى هذه أثرت بشكل بالغ على المجتمع أيضًا، وشوشت على توجهاته، ونشرت فيه حالة أخرى من الانفلات الفكرى، والانحطاط الأخلاقى. وبات لِزامًا على نقابة الصحفيين أن تضطلع بدورها فى تطوير المهنة وتأهيل المنتمين لها، لأداء أعمالِهم الصحفية بحيادية ومهنية واقتدار، ولابد لتحقيق ذلك أنْ تستجيب النقابة لما طالبنا به كثيرًا، وإنشاء معهد لتأهيل الصحفيين وتدريبهم.

وإذا كانت صورة الإعلاميين ـ ومنهم صحفيون ـ قد اهتزت أيضًا بسبب مُناضلى الفضائيات، فإنَ على هؤلاء المُناضلين التوقف عن نِضَالِهم المُزيف؛ لأن هذا النِضَال المُغرِض لن يحل مشكلات البلاد، ولن يصنع شيئًا مفيدًا، ولن ينقل مصر خطوة واحدة فى الاتجاه الصحيح والسليم.. هؤلاء المناضلون الجُدُد يذكروننى بمناضلى الميكروفونات من الفلسطينيين الذين صدَّعُونا عقودًا بعبارات النضال الزائف وادعاءات الزعامة الكاذبة، ومات منهم من مات وحلَّ محلهم آخرون والنضال مستمر، وقضيتهم لم تُحل.. ولو أصبحنا على هذا المثل وهذه الحالة لأنتجت مصر مناضلين كثيرين، وبقى حالها على ما هو عليه إن لم يتدهور حالُها إلى الأسوأ.