رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين

لم نعرف حتى الآن مصير مبنى وزارة الداخلية القديم.. ولا نعرف إن كانت الوزارة سوف تسلمه لوزارة الآثار كما سمعنا، أم سيكون مقراً للخدمات المدنية، التى تقدمها الوزارة مثلاً؟.. كل ما عرفناه أن هناك دراسة حول هذا الأمر.. عن نفسى كنت أتمنى أن يكون مساحة خضراء، ما لم يكن المبنى أثرياً.. عندنا تجربة سابقة عند نقل كلية دار العلوم إلى الحرم الجامعى، وتم تحويلها إلى حديقة عامة!

صحيح أن الوزارة نفسها تم نقلها منفردة إلى القاهرة الجديدة، لكن كنت أتمنى ان تكون فى إطار خطة دولة لنقل الوزارات، ومجمع خدمات التحرير إلى المحافظات.. كنت أتمنى أن تكون العاصمة الإدارية قد تضمنت دراسات الجدوى والنقل وتفريغ العاصمة، لتكون عاصمة تاريخية.. وكنت أتمنى مثلاً نقل المعسكرات أيضاً خارج الكتلة السكنية، بحيث يكون عندنا أكثر من رئة فى «قاهرة الزحام»!

الحكاية تحتاج إلى قرار شجاع.. وتحتاج إلى إرادة سياسية.. وكنت قد ناشدت الرئيس «السيسى» عندما كان مرشحاً أن يفعلها.. خاصة أنه الأكثر شعبية والأعلى مكانة عند محبيه.. وقلت بالحرف إن ذلك سوف يكون عربون محبة جديداً.. وبإمكان الوزارات أن تحصل على مساحات مثل وزارة الداخلية، لكن بشرط ألا تمتد عبر مئات الآلاف من الأمتار، بحيث يحتاج تأمينها إلى جيش جرار كما عرفنا!

الرئيس «السيسى» يستطيع أن يفعل ذلك ليشعر الناس بالتغيير الكبير.. نقل وزارة الداخلية خطوة كبيرة.. نقل مجمع التحرير أيضاً عمل عظيم.. المهم أن يتم توزيع خدماته على المحافظات.. فلا معنى لكى يأتى مواطن من بحرى أو من الصعيد لإنجاز شيء بسيط فى مجمع التحرير.. هذه الدولة المركزية العتيقة ينبغى أن تمضى فى طريق اللامركزية.. إنها الحل لتخفيف معاناة الناس بعد عقود من الاختناق!

غير معقول أن تكون وزارة الزراعة فى الدقى، وغير معقول أن تكون معاهد استصلاح الأراضى فى قلب المساكن.. وقس على ذلك وزارة الإسكان، وغيرها من الوزارات، فضلاً عن ماسبيرو، الذى يعمل فيه 45 ألف موظف.. ليه؟.. فمن يأخذ هذه القرارات غير رئيس منتخب؟.. لا يعنى ذلك أن تذهب الوزارات إلى العاصمة الجديدة.. وزارة الزراعة تروح الفرافرة، وماسبيرو يروح مدينة الانتاج!

نأتى إلى الأماكن الخالية بعد النقل.. هل تتحول إلى إدارات تابعة للوزارات المعنية؟.. هل يكون مكانها مكتب الوزير فقط؟.. هل يتم محوها من على وش الأرض، لتصبح مساحات خضراء؟.. أم يتفتق رأى الجهابذة عن تحويلها إلى فنادق، أو أبراج سكنية؟.. أخشى ما أخشاه أن تتحول إلى فنادق أو أبراج.. البعض يفكر فى المكسب السريع، وهو على المدى البعيد خسارة كبرى، لو فكرنا بشكل حضارى!

هذه الافكار ليست جديدة.. قلناها مراراً وسنعيدها أيضاً.. هدفنا أن تصل إلى صانع القرار.. هدفنا أن تكون هناك رؤية مستقبلية.. جاء الوقت لكى ننفذها على أرض الواقع.. الظروف مهيأة الآن.. سواء لنقل ماسبيرو أو مجمع التحرير أو وزارتى الزراعة والإسكان.. «السادات» رحمه الله كانت رؤيته أسبق منا جميعاً!

 

آخر كلام!

الأفكار كثيرة يعوزها التطبيق، وتعوزها الإرادة السياسية فقط.. فهل آن الأوان؟.. وهل نقدم حوافز حقيقية لمن يترك مسكنه ليخرج إلى الصحراء؟.. هل عندنا حكومة شجاعة؟.. هل نحن نحلم؟!