رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

لا نحب مصر بالأغاني وحدها، ولا نعبر عن حبّها بالمظاهرات.. إنما نحب مصر بالتنمية والبناء.. كثيرون يفهمون الحكاية غلط.. لا يقدمون أي شيء غير الكلام.. لا يعملون أي شيء غير قعدة الفيسبوك.. وهاتك يا نضال.. لو كان النضال بهذه الطريقة ما كانش حد غلب.. النضال الحقيقى في سيناء.. حيث الشعب والجيش إيد واحدة فى مواجهة الإرهاب والفقر.. فى ذكرى التحرير، ذهبت إلى أرض الفيروز!

عشت فرحة السيناوية فى بئر العبد.. التقيت أسود الجيش هناك.. الفريق أسامة عسكر، واللواء حمدى بدين، واللواء رأفت الدش، واللواء محمد الزملوط.. كان هناك وزير التنمية المحلية أحمد زكى بدر، والمحافظ عبدالفتاح حرحور يمثلان الحكومة.. الرسالة هى المهمة، والمهمة هى الرسالة.. مكافحة الإرهاب والتنمية.. وفى قرية الخربة كانت فرحة الناس بعد إعادة إعمار القرية بجهد المجتمع المدنى!

تحولت العشش والخيام إلى بيوت حضارية، فيها المياه والكهرباء.. وتم تخطيطها على أعلى مستوى، بحيث تكون المنازل على هيئة «هلال» حول ملاعب القرية ومركز الشباب.. شيء رائع.. الفرحة كانت من القلب، والاحتفالات الشعبية كانت تؤكد وجود عمل حقيقى ملموس.. الانتماء يبدأ من التنمية.. يبدأ من الشعور بأن المواطن له بيت وقطعة أرض.. بيت يعيش فيه، وقطعة أرض يُدفن فيها!

تحول حلم العيش الكريم إلى حقيقة على الأرض.. الصورة التقليدية عن البدو أنه يسرح بالغنم، وينام إلى جوار نخلة وتجمعه بأسرته خيمة، لم تعد إلا فى أفلام السينما.. الآن هناك بيت بدوى محترم.. فيه سيراميك وحمام آدمى وأسرّة عصرية.. وكهرباء ومياه نقية.. لا يعنى هذا ألا يكون عنده خيمة فى الأرض، او غنم أو نحو ذلك من حياة البدو.. معناه ان الدولة لم تنسه، ولم تهمله، ولكنه فى القلب دائماً!

مرة اخرى، لا يعنى هذا أن الغناء للتعبير عن حب الوطن شيء مرفوض.. فقد عبّر مطربو سيناء والفرقة البدوية عن حب مصر.. ورددوا على مسامعنا أعذب ألوان الغناء.. ورأينا تابلوهات راقصة لفتيات صغيرات للترحيب بضيوف القرية.. وكانت فرقة سيناء للرقص الشعبى، قد استعدت لأعياد سيناء بتابلوهات جديدة، تعبيراً عن فرحتهم بتحرير الأرض.. والذين يحررون الأرض لا يبيعون الأرض أبداً!

حين وصلت إلى مقر الاحتفال، فى ضيافة الشيخ سليمان الزملوط، واللواء محمد الزملوط، انتحيت جانباً مع اللواء حمدى بدين.. وما أدراك من هو حمدى بدين؟.. يعرفه الإخوان والنشطاء.. يحفظهم عن ظهر قلب.. قال «اللى عاوز يناضل ييجى هنا.. واللى خايف يروح».. ثم تساءل «فين الإرهابيين؟».. وكأنه كان يقول لكل المناضلين بالكلام «بطلوا كلام واشتغلوا».. وأظن ان عنده ألف حق فيما قال!

لن تصدقوا أن إعادة إعمار قرية الخربة، تمت بجهود المجتمع المدنى.. لن تصدقوا أنها كان ثمرة تعاون بين رجل الأعمال أحمد ابوهشيمة وجمعية الأورمان.. السؤال: أين أموال المشروع القومى لسيناء؟.. اين الـ 75 مليار جنيه؟.. لماذا لم يظهر اثرها على قرى سيناء؟. اين ضيعت حكومات مصر هذه الأموال؟!

 

آخر كلام:

النضال فى سيناء، وليس فى الميادين.. الذين حرروا الأرض وبذلوا العرق والدم، لا يمكن ان يفرطوا فى حبة رمل.. جيشنا وطنى شريف لا يبيع.. اذهبوا هناك لتروا «اسود مصر» كيف تحمى الوطن؟!