رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلام

هل سيعتذر وزير الداخلية لأُسرة القتيل مصطفى محمد أحمد «بائع شاى»، الذى قتله أمين الشرطة قبل يومين فى مدينة الرحاب؟. وهل سيُقبِّل رأس أُمَه، كما قَبَّل رأس والد قتيل الدرب الأحمر قبل شهر؟.. وكم رأسًا يستطيع وزير الداخلية أنْ يبوسها؟!.. وكم مِنْ الوقت يمتلك لترضية الذين يتضررون من سوْءِ تصرفات بعض رجال الشرطة؟!.. وهل يستطيع  الرجل مع كُل مسئولياته أَنْ يتفرغ لترضية المتضررين؟! وكم قتيل ينتظر ليبدأ فى إعادة هيكلة وزارته؟..

قلنا من قبل لوزير الداخلية، واليوم نكرر ذات الكلام ولكن نوجهه لرئيس الدولة.. الوقت يُدَاهِمُنا، ولا أحد يستجيب لمطالبنا بإعادة هيكلة جهاز الشرطة، وإعادة تأهيل رجاله للتعامل  مع البشر.. فهناك كثيرون أصابتهم جراح من أفراد وأمناء وضباط، لا يمحوها  ولا يُطَبِبُها تقبيل الرؤوس ولا كلام الترضية.. العلاج أكبر مِنْ مُجرَّد  قُبلة وكلمة أسف واعتذار.. العلاج يحتاج استراتيجية شاملة لتقويم الانحراف وتصحيح المسار.. العلاج أوله إعادة تأهيل أفراد ورُقبَاء وعُرفَاء ومندوبى وأمناء وضباط الشرطة، تاهيلًا شاملًا للتعامل مع البشر.. العلاج بتدريبهم على احترام حقوق الانسان.. العلاج بتغيير الفكر الشرطى والمفاهيم الخاطئة، وتنقيتها من روح الانتقام.. العلاج بتعويد رجال الشرطة على أنَّ المُتَّهم  ليس أبدًا مُدانًا، وأنَّ الحكم على المُتهمين ليس لهم، لأنه شأن أهل  الحكم.. العلاج بتعويدِهم أنَّ كل مَنْ يدخل عليهم قسم الشرطة يجب أنْ  يُعامل باحترام لآدميته على أنَه زبون على حق، والحُكم عليه بيد القضاء.. العلاج بتعليمِهم أنَّ مقولة: «المُتَّهم بريء حتى تثبت إدانته» هى حقيقة وواقع، وليست مُجرد شِعار.. العلاج بإفهامهم أنَّ مقولة: «الشرطة فى خِدمة  الشعب»، ليست أيضًا مُجرد شعار، بل هى حقيقة وواقع يجب أن يكون.. العلاج بإقناعِهم أنَّهم بشر، وليسوا حيوانات شرسة ومفترسة للبشر.. انزعوا مِنْ  نِفُوسِهم التعالى والتكبُّر والتجبُّر.. ازرعوا فيهم التواضع والرِفق  والسماحة.

أنا واحد من الذين تضرروا من بعض رجال الشرطة.. جميعهم ــ للأسف ــ  كانوا ضُباطًا، وفى كُلِ مرة كان الأمر ينتهى إلى لاشىء، بعد الاعتذار  وإبداء الندم والأسف وتقبيل الرأس، لكنَّ هذا لم يمحُ مِنْ ذهنى صورًا سيئة  لبعض رجال الشرطة.. وربما أنسى وغيرى من الذين تضرروا من مُنحرفى الشرطة  ما لحق بنا من أضرار، إذا ما رأينا ذلك الجهاز قد انصلح حاله، وتطهر مِن رجس  شياطينِه الذين شوَّهوا صورتَه ولوَثوا سمعته، وأشعلوا الفتنة فى البلاد..