رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

 

تخيل لمجرد التخيل، أن يأتى يوم تكتب فيه على صفحتك على موقع «فيس بوك» أى كومنت، فتجد اثنين من المخبرين على باب البيت، يلقيان القبض عليك، أو يطلبان بطاقتك ويحرران لك محضر مصنفات، ثم يتم التنبيه عليك فى المرة الأولى، أو يلزقك احدهما قلمين على قفاك، ثم يسحبان جهاز الكمبيوتر أو التاب، ويتم تسليمك لولى امرك.. بعد اخذ التعهد اللازم، بدل الشحططة فى الأقسام والسجون!

وتخيل أنك، فى لحظة ما، لا تستطيع أن تُنكر.. اللاب بتاعك والكومنت اصلى، وموقعك معروف وبيتك مالوف، واسرتك عارفة كل حاجة، والحكومة عندها بياناتك، وبيانات اللى خلفوك، من خلال الرقم القومى.. هذا ما فكر فيه احد النواب مؤخراً.. فقد طلب إغلاق فيس بوك وتويتر، باعتبار أن مصر تتعرض لمؤامرة كبرى.. وقال إن البديل عن الغلق هو الدخول ببطاقة الرقم القومى، لمن أراد الدخول طبعاً!

شوف بقينا فين يا قلبى، كما يقول العندليب عبدالحليم حافظ.. الفيس بوك على البطاقة.. أنت فى زمن البطاقة.. يعنى اقل من 16 سنة لأ.. وطالما انه لا يستطيع أن يقود سيارة بلا رخصة، كيف يدخل أماكن الكبار بلا بطاقة؟.. الفيس بوك للكبار فقط.. للناس العاقلة بس.. «الشباب الماسخ لأ».. وبهذا تحرم ملايين تستخدم الفيس بوك لأسباب اجتماعية أو تستخدم الماسنجر فقط للاتصالات.. كيف يُعقل هذا؟!

النائب المحترم هو جمال العقبى.. وقد قال نصاً: «إن لم نتمكن من إغلاق مواقع التواصل، علينا مراقبتها ومراقبة أى شخص يسىء إلى أى مسئول أو شخص دون وجه حق، حتى يتم إقامة دعوى ضده».. وقال «إن الهدف من وسائل التواصل الاجتماعى التطوير والتكنولوجيا، ولكن المصريين يستخدمونها خطأ بهدف التحريض على العنف».. هناك شىء صح فى كلام النائب، لكن الغلق جريمة كبرى!

وحين نعود بالذاكرة للوراء، كان المشايخ يحرمون «التليفزيون».. وقالوا إنه يشجع على الفسق والفجور.. وقال الشيخ الشعراوى فى حينها: التليفزيون فى ذاته لا شىء فيه.. السكين مثلاً لا شىء فيه.. الاستخدام فى الطعام حلال، والاستخدام فى القتل حرام.. وكذا كان الانترنت، وصولاً إلى الفيس بوك.. البعض يستخدم الانترنت فى مشاهدة أفلام بورنو.. وغيرهم يستخدمه فى البحث العلمى والدراسة واللغات!

ومن المؤكد أن كلام النائب ينطوى على الإحساس بمشكلة كبرى.. ومن المؤكد أنه فكر واجتهد واخطأ فى التقدير.. فلماذا لم يفكر مثلاً فى غلق المواقع الإباحية؟.. الفيس بوك ليس موقعاً إباحياً.. هو موقع مهم لتبادل الأفكار والمعلومات.. بغض النظر عن الاستخدامات السلبية.. وبغض النظر عن الاستخدامات التى تحرض على العنف.. هذه النقطة يمكن علاجها فعلاً دون غلق أو تكميم للأفواه!

قطعاً تعرف الحكومة أن الفيس بوك يقض مضاجعها، ويروج ضد انجازاتها دعاية سوداء.. وقطعاً هناك رجال يدعمونها فى البرلمان.. وأقول إن الدعم ليس بالغلق ولكن بالتوعية.. ليس بوجود مباحث حول كل جهاز كمبيوتر، وإنما بخلق روح إيجابية وشراكة مجتمعية، تجعل الشباب داعماً لا كارهاً أو محرضاً على العنف!

 

آخر كلام:

«فيس بوك» ليس موقعاً إباحياً ليكون للكبار فقط، كما أن فكرة غلقه تحول مصر إلى «سجن كبير».. فاحذروا!