رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلام

 منذ فترة تنطلق شائعات وإشارات من السعودية ومن مصرأيضًا، تُشير إلى وجود خلافات فى الرؤي بين القيادات فى البلدين، يعكسها فتور ــ يراه البعض ــ  فى العلاقات. ولا يكاد يمر يوم إلا وتسمع عن مقال هنا وآخر هناك يُشير إلى خلاف.. وظلَّ كثيرون فى البلدين يعزفون على نغمة الخلافات والفتور فى العلاقات. ورغم النفى الرسمى لوجود خلافات بين البلدين إلا أنَّ العازفين ظلوا يعزفون، وظل الاعلام هنا وهناك يعزف أيضًا على أوتار الخلافات «المزعومة»، ودخل على الخط رواد مواقع التواصل الالكترونى، وجميعهم صنعوا بأيديهم «أزمة»، ويتوهمون «فتنة» يُشعِلُونَها. ونسوا أنَّ سياسات الدول لا يرسمها الاعلام وعوام الناس.

     وتأتى زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز المُنتظرة لمصر اليوم، لتؤكد أنَّ العلاقات المصرية السعودية علاقات راسخة وعميقة وقديمة، تحكمها ثوابت، ولا تُحرِكُها أهواء الموتورين من رواد مواقع التواصل والتهبيل الاجتماعى. وتكتسب زيارة الملك سلمان أهمية، ليس لأنها الأُولى له بعد توليه الحكم، بل لِكونِها تأتى فى وقت تغطى المنطقة اضطراباتُ وأحداثُ غير مسبوقة، وبعد لغطٍ إعلامى غطَّى على حقيقة العلاقات، وحاول التشويش على الزيارة والتشكيك فيها.

     ولا ينسى المصريون للملك سلمان حُبَه لمصر، وقيادته عام 1956 لمجموعة من شباب العائلة المالكة، للتطوع فى صفوف الفدائيين، لقتال الانجليز فى مدن القناة دفاعاً عن مصر.

وقد شرفت بلقاء الملك سلمان عام 1987 فى القاهرة، وكان أميراً للرياض، ومسئولًا عن معرض «السعودية بين الأمس واليوم، الذى زاره 4 ملايين مصرى، واستمر 24 يومًا. وسمعت منه وقتها كلامًا بليغًا عبَّرَ به عن وطنيته، وعن حبِه الكبير لمصر والمصريين. وفتح مكتبًا فى المعرض التقى فيه بعدد كبير من الصحفيين والفنانين والمُثقفين والسياسيين، وقدم فى تلك اللقاءات ــ بذكاء شديد ــ انطباعًا لكل من قابله أنه مَحَط اهتمامه، وأنَّ بينهما معرفة قديمة. ولأننى سمعت من الرجل كلامًا صادقًا عن مصر، مازال صداه فى عقلى، فإننى لا أُصدِق أبدًا ادعاءات عن كراهية الرجل لبلدنا..

زيارة الملك سلمان التى يبدؤها اليوم للقاهرة تحتاجها مصر والسعودية، لتكوين رؤية  مشتركة لإدارة الأزمات التى تواجه المنطقة، التى باتت مُشتعلة بالاضرابات والمؤامرات..