رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل

الكمال لله وحده جل جلاله وتقدست أسماؤه وآلاؤه.. كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.. نعم نيف وستة عقود مضت ولم يحاكم أحد من عتاة الدكتاتوريين، أصحاب شرعية استلاب الشرعية تحت قناع ألبسوه ثورة!.. ما حدث لحسنى مبارك يتشابه فى غير ما تطابق، فى وجوه عديدة لما صبه الأشاوس المغاوير على الملك الأسبق فاروق وألصقوه به! ومعه الأحزاب الشرعية التى كانت قائمة وراسخة شعبيا!.. مبارك كانت له يقينا أخطاء عديدة، والمفارقة أن معظمها لم يحاسب عليها ومنها تنامى الكليات والمعاهد الخاصة التى أنزلت كالصواعق على رؤوس وعقول المصريين وكانت بمثابة الخنجر المسموم الذى أصاب التعليم الرسمى فى مقتل، وكلها صدرت بقرارات سيادية رئاسية!.. وبدون تشاور تماما كما فعل الملهم بتحويل الجامع الأزهر العتيق المؤثر إلى جامعة غير مؤثرة!.. هاكم العينة.. جامعة روسية.. جامعة كندية.. جامعة بريطانية.. جامعة ألمانية.. جامعة كذا!.. وجامعة كذا.. اختلط الحابل بالنابل.. تعليم حكومى رسمى.. تعليم خاص.. تعليم استثمارى!.. وإلى العديد.. العديد منها تحت مسميات مختلفة.. شقة فى عمارة نسبوها لمعهد عال!.. ومع ذلك كان لمبارك إنجازات وبطولات عسكرية لا يمكن تجاهلها وما كان ينبغى تلطيخها انتقاما لأخطائه!.. هناك رؤية واعتبارات أخرى.. لا جدال فى أن حسنى مبارك دفع وحده فاتورة استحقاقات تاريخية بها وفيها مظالم لا حصر لها، حاقت بمصر والمصريين وفاقت كل تصور وتخطت أسوار الحق والعدل منذ أحداث 23/7/52 التى نعتت تطاولا على التاريخ والحقيقة بثورة 23 يوليو!.. مرة أخرى.. كان لمبارك انجازات إلا أن الثائرين والهائجين والمنتفضين حشدا واحتشادا تجاهلتها كلية.. ومن سخرية القدر أن كان تصاعد ورواج نغمة وأحقية الدفع بالشباب لتولى كافة المواقع القيادية فى عهده تحديدا حيث باركها وتابعها وحفز لها بلا ضابط ولا رابط!!؟.. ربما لأنه كان يرى فى عبد الناصر زعيما وملهما وقائدا فذا تولى قمة السلطة وهو فى ريعان الشباب!.. وربما – أيضا – رأى فى نفسه امتدادا له بتوليه رئاسة الدولة وهو فى عنفوان العمر!.. نكرر.. توسع بلا حد فى انشاء مدارس ومعاهد وصلت إلى القرى والنجوع دون مقومات أساسية، وكان دائما يباهى بأن أعدادها فاقت بعدة مرات كل ما أنشئ منذ عصر محمد على وحتى السادات!!.. ومن المفارقات أن احتشد أو حشد ضده المنتسبون لهذه المدارس والمعاهد، عندما سدت فى وجوههم أبواب الوظائف بعد أن حملوا شهادات ممهورة بشعار الجمهورية من الدبلوم إلى الليسانس والبكالوريوس!، ولأن حامليها مقتنعون تماما بأنهم مستحقون لكافة الوظائف بلا قيد ولا شرط!، حتى ولو كان معظمهم يجهل إجادة كتابة اسمه بأى لغة!!.