تحدث السيد رئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل عن خطة وزارة التربية والتعليم أثناء إلقاء بيان الحكومة أمام البرلمان يوم الأحد الموافق 27 مارس 2016. وأوضح سيادته أن الوزارة فى حكومته تستهدف تقليل الكثافة الطلابية داخل الفصول والارتقاء بأداء المعلم والإدارة المدرسية وتحسين جودة الحياة المدرسية وتطوير منظومة التعليم الفنى، ودعم عملية محو الأمية وتطوير المناهج الدراسية. وبغض الطرف عن أن الهيئة العامة لتعليم الكبار تتبع رئاسة مجلس الوزراء ولا تتبع وزارة التربية والتعليم، إلا أن وزارة التربية والتعليم قد أدت كل مهامها وتبحث عن مزيد من الخدمات لتقديمها للمجتمع المصرى.
وسأقتصر فى هذا المقال على تناول محور فقط يتمثل فى إشارة رئيس الحكومة إلى أنه حتى يتم القضاء على الكثافات الطلابية المرتفعة لا بد من بناء 52 ألف فصل دراسى، إضافة إلى 33 ألفاً أخرى لمواجهة احتياجات المناطق المحرومة، و15 ألف فصل لمواجهة الزيادة السكانية السنوية، وأيضا 50 ألف فصل أخرى للقضاء على الفترة الثانية.
ومن وجهة نظرى، فإن هذا الجزء هو أخطر ما قاله السيد رئيس الوزراء، فهو اعتراف رسمى بأن الكثافة الطلابية فى الفصول قد تتجاوز المائة طالب وبالرغم من ذلك تصر وزارة التربية والتعليم على ظلم الطلاب ظلما بيِّنا باتباع منظومة التقويم الشامل التى شرع فى تطبيقها وزير التربية والتعليم السابق الدكتور أحمد جمال الدين موسى بإصداره قرار 313 لعام 2011 الذى نص على أن تمثل درجة الانشطة 50% والامتحان التحريرى 50% من الدرجة النهائية لجميع المواد الدراسية من الصف الاول وحتى الثالث الابتدائى. أما الصفوف من الرابع الى السادس الابتدائى فتمثل درجة الانشطة 40% والامتحان التحريرى 60% من الدرجة النهائية لجميع المواد الدراسية. وتم تقليل درجة الانشطة فى المرحلة الاعدادية الى 30% و70% للامتحان التحريرى. واعتمد هذا القرار على نموذج التقويم الشامل الذى كان يطبق فى الولايات المتحدة الأمريكية، بغض الطرف عن أن الرئيس الأمريكى قد أمر بإعادة النظر فى هذه المنظومة.
وأدت شكاوى أولياء الأمور وأيضا شكاوى المعلمين من استحالة التطبيق الى صدور القرار الوزارى رقم 460 لعام 2013 والذى نص على تعديل درجات التقويم الشامل بحيث تكون الدرجة الكلية للمادة 100 درجة لكل فصل دراسى على حدة توزع على النحو الآتى:
-المرحلة الابتدائية:
40 درجة انشطة تربوية وتقويم شامل 60 درجة امتحان تحريرى فى نهاية الفصل الدراسى
-المرحلة الاعدادية:
30 درجة أنشطة تربوية وتقويم شامل
70 درجة امتحان تحريرى فى نهاية الفصل الدراسى
وهنا أوجه رسالتى الى المهندس شريف اسماعيل الذى اعترف بصعوبة توفير أراض لبناء مدارس جديدة، ولم يتعهد سيادته بخطه زمنية لالغاء الفترات المسائية من المدارس ففى ظل اعتراف الحكومة بتكدس الطلاب فى الفصول، يصبح تطبيق اسلوب تقويم يعتمد على حضور الطلاب وتعاونهم مع أقرانهم فى مجموعات صغيرة ومشاركتهم فى انشطة المسرح والاذاعة المدرسية وغيرها من الانشطة درب من الخيال فى المجتمع المصرى.
كان الله فى عون الطالب الذى ضاع بين أحلام المسئولين بإعداد مقررات دراسية فى ضوء أحدث الاتجاهات العالمية وتطبيق أنظمة تعلم تحتاج الى سنوات من العمل الجاد على تطوير البنية التحتية قبل الشروع فى تطبيقها. أخيرا، نحتاج الى تجربة مصرية فريدة تراعى الخصائص الثقافية والفكريه لطلابنا والخصائص الفيزيقية لمدارسنا وإلا فإننا نستمر فى ظلم أجيال من الطلاب.
مدرس ناهج وطرق تدريس اللغة الانجليزية
كلية التربية بالعريش
جامعة قناة السويس