رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اسمحوا لى

في عام ١٩٦٩ تصدت الأستاذة الكبيرة سهير القلماوي فى مصر المهزومة الجريحة وأقامت أهم فاعلية ثقافية مازالت تثرى حياتنا حتى الآن وهى معرض القاهرة الدولى للكتاب وكان ذلك بمبادرة شخصية منها رغم بؤس الظروف المعنوية والمادية وخوف من الفشل أو حتى إفلاس الهيئة العامة للكتاب ولكن المعرض الصغير المحترم كان حدثاً مدهشاً ورائعاً التف حوله المثقفون والشعب فى تحد واضح للهزيمة.

واستمر نجاح معرض القاهرة حتى أصبح من أهم معارض الكتب فى العالم وأكبر معرض كتب فى الشرق الأوسط وأفريقيا هذا رغم جنوحه عن وظيفته الأساسية فى بعض الأوقات وتهميش الكتاب أمام الفاعليات الكثيرة الفنية والثقافية الأخرى، ولكنه كان يسير ويتطور ويحاول أن يتعايش مع الظروف الصعبة لعدم فهم دور معارض الكتب فى العالم كله حتى أصبح فى بعض الأوقات كسوق أو مولد وصاحبه غائب.

ولكن كانت المصيبة الأعظم للمعرض حينما استطاعت الرأسمالية المتوحشة مع حكومة ما قبل ٢٥ يناير هدم مبانى المعرض كلها رغم رفض واستغاثات محافظ القاهرة عبدالعظيم وزير فى تلك الأيام، وقد كانت الخطة الاستيلاء على أرض المعارض ومستشفى الأمراض العقلية ليقام فوقها مشاريع استثمارية.

وأصبحت أرض المعارض هى الأرض الخراب وبدلاً عن أن يفكر المسئولون فى وزارة الثقافة عن بدائل لأرض المعارض التى لم تعد تصلح  لجأوا إلى الحل الأسهل وهو إقامة المعرض فى خيام وأصبح المعرض يعانى مما تعانى منه مصر كلها وهى العشوائية!

حقيقة أن كل من تولى هيئة الكتاب غير مسئول عن هذا الوضع فإيجاد بديل  هو أكبر من إمكانيات وصلاحيات أى رئيس هيئة حيث إنه قرار سيادى يجب أن يتصدى له وزير الثقافة شخصياً مع القيادة السياسية ولكن لم نر أى خطوة أو حتى اعتراض على هذا الوضع المزرى.

وكنت أتصور كذلك أن تتضافر جهود وزارة الثقافة مع الناشرين الذين يملكون المال والرؤية ليكونوا شركاء حقيقيين فى إقامة معرض لائق بمصر وتاريخها.

إن على وزارة الثقافة أن تعمل جاهدة لإيجاد بديل لأرض المعارض الحالية، وأن تتبنى تفكيراً جديداً وفلسفة جديدة لإقامته فلا يجب أن يستسلم الجميع لنفس الأفكار والآليات القديمة، وأن تحدد أماكن للفاعليات بعيداً عن صالات العرض التى تعانى من الضوضاء والشوشرة على النشاط وليسأل الجميع أنفسهم هل يقام المعرض من أجل الكتاب والاحتفاء به؟.. أم يقام من أجل أشياء أخرى أهمها الزيطة والزمبليطة والاحتفاء وإرضاء كل الناس موهوبين وغير موهوبين!