رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اسمحوا لي

منذ سنوات طويلة يعاني المجتمع المصري ومازال من سيولة في المفاهيم والأفكار وتحديد طبيعة العمل ووظائف كل جهاز في الدولة وحدوده وكيفية عمله في كثير من مناحي حياتنا فكان من الطبيعي أن تتعرض وزارة الثقافة وهي وزارة بطبيعتها رخوة وتخضع للأهواء لنفس التخبط والحيرة فلم نعد نتبين حقيقة مهام وزارة الثقافة ومبرر وجودها نفسه الذي أصبح غير محدد وقد تفاقمت الحالة بعد ثورة ٢٥ يناير وكثرة تغير الوزراء الذين بالتالي يغيرون ويبدلون في القيادات مما أحدث خلخلة في دولاب العمل، وأصبحت عرضة لتيارات شتي تتجاذبها وكل يريد الاستيلاء عليها وأولهم من يعملون فيها، حيث أصبحت المعايير غير واضحة وتوصيف طبيعة العمل لكل مؤسسة مرتبكت وغير واضح، حيث تداخلت الأدوار وضاعت معالم كل مكان، فهي ليست وزارة ملزمة بتقديم أعمالها بشكل يومي وعلي الهواء مثل وزارة الإعلام، ولا هي تستقبل الأطفال والطلبة في مقاعد الدراسة مثل وزارة التربية والتعليم، ولا هي تنتج منتجا يسبب لنا التسمم بشكل فعلي وتبقي فضيحة حقيقية! وهي تغري أيضا المثقفين والفنانين بمطالبتها بأدوار من أجل مصالحهم وتوجهاتهم فقط بمطالباتها وتغري الشعب والإعلام بأدوار أكبر من إمكانياتها وحجمها!! وتغري المتلمظين والناشطين الثقافيين المنتظرين الوقت المناسب لكي يورثوا أموالها وبنيتها التحتية الكبيرة من مسارح وقاعات ومبانٍ ثقافية وادارية ضخمة !! باختصار ضاعت البوصلة فلا أحد يعرف طبيعة المسرح الذي تقدمه هل هو خدمة ثقافية تقدم الأرفع والأروع أم خدمة لبعض النجوم الغاربة لتقدم المسرح التجاري بشكل فج، والحقيقة انني كلما شاهدت رئيس البيت الفني وهو يتحدث بكل الحماس عن أشياء مغلوطة بل ولا يعرفها أتعجب من أين يأتي بكل هذا اليقين؟ وهل العمل في الأقاليم وظيفة الثقافة الجماهيرية فقط أم وظيفة كل الوزارة؟ والعمل في الثقافة الجماهيرية في السنين الأخيرة، هل هو النغمة المناسبة والصحيحة لكونها ثقافة الجماهير؟ أم هي أيضا تعمل في أحيان كثيرة بشكل بعيد عن طبيعتها؟ وكلما سمعت كلمة المؤتمر العلمي أتعجب وأتساءل: ويا تري ستقدم جامعة القاهرة المؤتمر الشعبي؟ وكلما شاهدت المسرحيات التي تقدمها الفرق القومية شعرت بالانزعاج حينما تقدم «الحصار» لـ«كامي» أو «شكسبير» بشكل يقطع القلب من ركاكة الإخراج والإعداد أو من التعالي علي الجماهير وتقديم الغاز وأهواء للمسرحيين بعيدا عن طبيعة جماهيرهم.

أما حكاية السفر الي خارج البلاد فهي تحتاج الي مراجعة ورؤية مختلفة وترشيد الفرق المسافرة الي مهرجانات غير مجدية وتوفير هذه الأموال من أجل إرسال شباب المسرحيين والعاملين في الفنون الشعبية والسيرك ومسرح الأطفال لبعثات تعليمية حتي يتعلموا ويتطوروا مع العصر ويقدموا فنونا تليق بمصر.

إن أكبر إنجازات وزارة الثقافة بعد الثورة هي دعم وافتتاح ورعاية المهرجانات ومع احترامي لكل المهرجانات والعاملين فيها ونجاح بعضها وإخفاق الآخر، إلا أن المهرجانات التي لا مردود ثقافي أو فني لها بين الناس تصبح «جعجعة» بلا طحن وتصبح مجرد «زيطة» و«زمبليطة» ولا تليق بوزارة في بلد يعاني من أمية ثقافية وتنتشر بين شبابه أفكار ظلامية متخلفة تهدد وجود الدولة المصرية ذاتها، إن الوزارة تحتاج الي وضوح رؤية وتخطيط ومراجعة شاملة وعمل جاد قوامه العمل علي المفاهيم الحديثة والأفكار الجديدة التي تعلي من قيم المواطنة وقبول الآخر والعمل في منظومة متعاونة محددة المعالم وليست متنافرة أو علي الكيف؟