رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اسمحوا لي

في نفس الوقت الذي كانت تشتعل فيه برامج «التوك شو» الليلية علي جميع قنوات التليفزيون الخاصة بين مؤيد ومعارض لقرار إقالة المستشار أحمد الزند، وكانت مواقع التواصل الاجتماعي تزغرد فرحا في أغلبها لإزاحته عن منصبه، كانت سماء مصر تعبر بشكل عملي وعنيف عن الحيرة التي يعاني منها الشعب المصري بسبب نخبته وحكومته، فكانت العاصفة الرملية الشديدة والبرق والرعد والرزع والتخبيط وتكسير الشجر ووقوع اللافتات.

وأصل الحكاية أن السيد الوزير المستشار عنيف مثير للجدل في أغلب أحاديثه، ولكنه كان مع حمدي رزق المحاور الوسطي المحنك علي طبيعته، لم يأخذ حذره فقد أعطاه حمدي رزق في الظاهر الأمان ولكنه في النهاية صحفي ومحاور «أولعوبان» ينتمي الي جماعته الصحفية الذين مهما اختلفوا فلديهم ثوابت يحافظون عليها جميعا فالحقيقة إنها جماعة واعرة لديها تاريخ عنيف مع السلطة وهي مثخنة بالجراح، حيث مرت بظروف كثيرة صعبة منذ ثورة يوليو 1952، بين تقليص أظافر وكسر وتشريد أقلام وإغلاق «صحف»، لذلك فالخونة بينهم أقلية»، وجميعهم يعملون ويقاومون لعدم عودة ما مروا به مرة أخري، وهم يتمسكون بحريتهم واستقلالهم بشكل كبير، فكان برنامج حمدي رزق والأسئلة القوية المفخخة التي رماها في رشاقة لاعب «البنج بونج» المحترف «هات وخد» مع الأدب اللطيف الذي يخنق، فكانت السقطة الكبري التي تلقفها كل أعداء المستشار من الإخوان والسلفيين والمثقفين والناشطين السياسيين والحقوقيين، كل منهم له أهداف ودوافع مختلفة ولكن اجتمعوا جميعا عليه في التجاوز في حق الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم.

فهل أصبحت الخطوط الحمراء الوحيدة في حياتنا هي التجاوزات الدينية أو ما يراه البعض تجاوزا في الدين الإسلامي فقط؟ وهل حينما يصرح وزير العدل بأنهم هم الأسياد والآخرون العبيد» عادي جدا، وهل ازدراء الناس والشعب عادي جدا؟

وبعد الإقالة سمعنا من بعض السادة القضاة والإعلاميين حديثا عجيبا عن أن المستشار قاوم الإخوان وكان أسدا، بل تجاوز البعض وسأل أين الشعب المصري؟ والحقيقة أني مذهولة من حكاية 30 يونية والتصدي للإخوان؟ فهل يا تري أصبح التصدي للإخوان الحجة التي يفعل بها الحكام في الشعب ما يحلو لهم؟ وهل تصدوا للإخوان بمفردهم؟ أم أن كل فئات الشعب والجيش والشرطة تصدوا أيضا وغامروا بوظائفهم ووجودهم ذاته.

ولنفترض أنهم بالفعل تصدوا وتعبوا فهل هذا سبب للتجاوزات في حق الناس، وهل هذا سبب لحصد المكاسب وتقلد المناصب وأن يظلوا جاثمين علي نفس الناس في المناصب والمنابر الإعلامية والتشريعية مهما فعلوا ومهما كانت أخطاءهم؟ لقد خرج الشعب في 25 يناير وخرج أيضا في 30 يونية دون أن يطمع في أكثر من العدل والعيش والحرية والكرامة وهي من أساسيات الحياة، ولم يطالب الشعب بعربة لكل مواطن ولا نوادي في كل حي ولا رحلات الي دبي، وحينما طالب الناس ببعض العدل في المرتبات المتدنية اتهموهم بالمطالب الفئوية، في حين أن المطالب في الوزارات السيادية لم تعد فئوية فقط بل تجاوزت ذلك لتصبح مطالب قبلية طائفية؟

إن الوزارات السيادية هي وزارات من أجل خدمة الشعب والوطن والعاملين فيها يعملون عند الشعب وليسوا أسيادا له.