رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

(لا شىء مستحيلاً.. عندنا مقومات العبور إلى شاطئ الرجاء.. المهم أن تؤمن بقيمة الرجال، وتعمل بروح الفريق.. فعلها الفريق فوزى فى الجيش زمان.. ويفعلها السيسى الآن!)

 

قضيتُ يومًا رائعًا فى بيت الأمة.. أتنقل بين الصحيفة والحزب.. أتأمل الناس والجدران والتاريخ.. رجعتُ بالذكريات ربع قرن من الزمان.. وحين عُدت قلت «لسّه الأغانى ممكنة».. الله عليك يا منير يا ملك القلوب.. تقريبًا حال الوفد مثل حال مصر.. ربما صورة كربونية.. فكما تمتلك مصر كل مقومات النجاح، الوفد أيضًا يمتلك كل مقومات النجاح.. يستطيع ان يعبُر من شاطئ اليأس إلى شاطئ الرجاء.. المهم أن يكون عنده «صانع أمل»!

المفاجأة أن الابتسامة عادت مرة أخرى للمكان.. من أول الاستعلامات، حيث يستقبلك عم اسماعيل مدير الحركة، بابتسامة لا تخلو من رجاء «ارجع بقى»!.. حتى تشرب القهوة عند مدام فاطمة «الصندوق الأسود».. مرورًا بغرفة الأخبار، والتصحيح، والتحقيقات، والخارجى، والرياضة، والفن.. حركة غير عادية.. فماذا جرى؟.. هناك روح جديدة واجتماعات وماكيتات.. حالة أخرى، صنعها «المايسترو سيد عبدالعاطى»!

سأتحدث هنا عن الصحيفة، لا عن الحزب.. ربما يكون للحزب وقفة أخرى.. قلت إن الوفد يُشبه مصر.. نعم يُشبه مصر.. كما يُقال فإن مصر على ناصيتين، وعلى بحرين، وفيها قناة السويس ونهر النيل.. إذن لماذا هى كذلك؟.. الإجابة هى السياسات والإدارات.. الوفد يقع على أربع نواص، وعنده مقومات كبرى.. المهم أن تعيد بناءه، وأن تضع خطة حرب.. ان تشعر بالهزيمة وتتصالح مع الآخر، وأن تستدعى الاحتياط!

(الإيمان بقدرة الجنود!)

عندما تأملتُ ما يجرى، تذكرتُ ما فعله الفريق أول محمد فوزى فى الجيش بعد هزيمة 67.. لم يقف مكسورًا، ولم يفقد الأمل.. كان يعرف قيمة الجندى المصرى.. أول شىء أن تؤمن بقدرات جنودك.. وسيد عبدالعاطى يفعل ذلك الآن.. وضع خطة إعادة البناء، ونزل إلى الوحدات، واستمع للجنود، ودرس طلبات القادة بشأن التسليح.. هذا ما يحدث فعلًا.. وها هو عبدالعاطى يرسم خطة العبور، ورئيس الأركان وجدى زين الدين ينفذها!

لم يعرف الفريق فوزى اليأس.. فقد قام بإعداد خطة لتطوير الأداء، وعودة الانضباط، وإعادة تنظيم القوات المسلحة.. لم يستورد جنودًا من الخارج.. هم نفس القادة ونفس الجنود.. هم من خاضوا حرب الاستنزاف، وحققوا نصر أكتوبر 73.. المهم أن يكون هناك «صانع أمل» وأن يكون هناك من يؤمن بالرجال.. أول شىء لا تكسر مجاديف الناس.. هم من صنعوا «مجد الوفد» أيام المليون نسخة.. و«نعم يستطيعون» مرة اخرى!

لا أخفى شعورى بأن سيد عبدالعاطى كان أشجع من كثير منا، ولا أخفى شعورى أننا كنا أكثر أنانية منه.. فمنذ بدايات «عبدالعاطى» كان يعمل فى «سلاح المدفعية» بقسم التحقيقات، فى عهد الفيلدمارشال مصطفى شردى.. وفاز بأرفع الجوائز الصحفية.. يعود الآن فى ظروف بالغة القسوة، لكن يميزه إصراره، وإيمانه بالجنود.. وهكذا كان أنور الهوارى حين عاد بعد حريق الوفد، يؤمن بقدرات الناس والمكان و«قيمة البراند»!

 (روح الفريق أولًا!)

ليست هذه السطور لرفع الروح المعنوية فقط، مع أن رفع الروح المعنوية مهم للغاية.. وليست لتشجيع زميل سوف «يدخل فى خناقة».. لا.. هذه سطور يعى كاتبُها قيمة جميع أفراد الكتيبة، وقدراتهم الفعلية على الأرض.. الفكرة هنا هى عودة الروح.. وعودة الرغبة فى العمل كفريق، وليس «وان مان شو»، فالصحافة عمل جماعى أصلًا.. وحين يعمل الفريق بروح طيبة، ينعكس على الأداء، ويحسُّه «القارئ المحترف»!

أقول باطمئنان، إننى واثق من عبور الوفد، بشرط تهيئة المناخ العام، وتحسين بيئة العمل.. وكل شىء سهل.. المهم أن يتم تحديد الهدف بدقة، وتفادى أى كعبلة.. وأظن أن الإجراءات التى لمستُها بنفسى، تُنبئ عن هذه الرغبة، وتعرف طريقها للعبور من شاطئ اليأس إلى شاطئ الرجاء.. فقد أعاد «عبدالعاطى» الروح، واستدعى قوات الاحتياط، ووضع النصر أمام عينيه، وهكذا كان يُشبه الفريق فوزى بصورة من الصور!

كلمة أخيرة!

لا تنظر خلفك أبدًا حيث «مرارة الهزيمة».. انظر أمامك حيث النصر.. لا تقُل كيف؟، فالذين صنعوا الانتصارات لم تكن عندهم أسلحة نووية، صنعوها بإرادة جندى عنده عزيمة وإرادة.. حطّموا خط بارليف الحصين.. غيروا النظريات وكسروا التابوهات بماكينة مياه، وسلالم خشبية بدائية.. الإمكانيات إذن ليست هى الفيصل، مع إيمانى بأهميتها.. لكن تبقى الإرادة هى الأهم، ليعود الوفد إلى «صدارة المشهد».. فعلًا لا وهمًا!