رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلام

 

كنا في العام 2001، وقتها كنت مشرفاً علي باب «العصفورة» الشهير.. وكان من ضمن الأخبار التي أعدها للنشر، خبر بعنوان «بالجزمة»، كان أحد الزملاء قد قدمه لي لنشره، وسمع المرحوم الأستاذ مجدي  مهنا ـ رئيس تحرير «الوفد» وقتها ـ النقاش وصوتي العالي في حدة مع الزميل صاحب الخبر، فجاء إلي مكتبي، وعرضت عليه الموضوع، فكان رأيه أن ننشر الخبر بعنوان آخر غير عنوان «بالجزمة»، أيدني مجدي مهنا،  وقال للزميل لا يليق أبداً أن ننشر خبراً بهذا العنوان الصادم، لأنه ينافي الذوق العام، وسنكون كمن رفع «الجزمة» في وجه القارىء،  وهذا لا يليق بصحيفة  محترمة..

اليوم ونحن في العام 2016، وبعد 15 عاماً من تلك الواقعة، أجد جميع الصحف وبرامج التليفزيون تتناول بلهفة أخبار «الجزم»  وتتحدث بشغف عن الأحذية، حتي إن إحدي الصحف قد اختارت المانشيت الرئيسي لها منذ يومين بعنوان بـ «الجزمة»، دون مراعاة للذوق العام... وتباري رواد مواقع التشبيك الاجتماعي في التراشق بالأحذية عبر صفحاتهم، وبات الضرب بالحذاء عقوبة المخالفة في الرأي.. وفتحت واقعة «الحذاء» في مجلس النواب الباب للانفلات الأخلاقي، والانقلاب علي التقاليد والذوق العام.. وصار «العيب» مباحاً، وقلة الذوق سمة، والانحطاط عنواناً للمرحلة.. ولم يكن من اللائق أبداً أن يعتدي نائب علي زميله في قاعة البرلمان بالحذاء، مهما كانت الأسباب، ولم يكن من الحكمة الإصرار علي الموقف، والتصريح بأنه سيتكرر في كل مرة يري فيها النائب زميله.. ولم يكن من المتوقع أن يمتدح بعض نواب الشعب هذا الصنيع المشين، ولم يكن من المعقول أن ينحدر مثقفون واعلاميون، ويحرضون علي الضرب بالحذاء، علامة من علامات الوطنية..

لست من دراويش توفيق عكاشة، ولست من المعادين أبداً لكمال أحمد، فكلاهما بالنسبة لي مجرد نائب في مجلس النواب، لا صلة لي بأي منهما من قريب أو بعيد، وليس بيني وأي منهما أي خصومة علي الإطلاق.. ولست من محبي اسرائيل، وأعي تماماً أنها العدو الأول للمصريين والعرب، وكلي ثقة أن ما  وقعه الرئيس الراحل أنور السادات مع الاسرائيليين من اتفاقات ما هي إلا اتفاقات للهدنة، وإن طال عمرها.. ولست مع التطبيع مع هذا العدو، وفي ذات الوقت لا أقبل أن أضرب من يخالفني رأيي هذا.. أرفض أن نري الناس تلبس الأحذية في أيديها، وتنطق القبح بألسنة الأحذية.. وللأسف بعضهم بات يفكر بعقل في داخله «جزمة»..