رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل:

تحت عنوان «25 يناير ثورة شعبية فى المقام الأول» بوفد 10/2/2016 عرض وعرج أ.د محمود السقا فى سياق مقاله على النظم الملكية، والجمهورية وشعار مات الملك عاش الملك !.. وأضاف أن حسنى مبارك لم يقدم للدولة عملاً إيجابياً يشار إليه بالبنان وأن زمنه هو الزمن الأغبر.. والحق ومع احترامي وتقديرى الشديد له كأستاذ جامعى مرموق وكوفدى أصيل إلا أننى أختلف معه جذرياً فى عديد من النقاط التى أثارها بالمقال.. وبداية فالحقائق التاريخية – ما دامت حقائق - فإنها لا تحتمل غير معنى واحد وبالتالى لا معنى على الإطلاق لحقائق غير مؤكدة! الاشارة هنا بالدلالة.. فالحقائق غير الوقائع.. ثم ما هو المعيار الذى يكشف المؤكد من غير المؤكد؟!.. الحشود التى ضمتها الميادين واقع ولكن أين حقيقتها من حيث كيف ومتى ولماذا وقعت؟!.. ثم ما هو المقصود بترجمة الأحداث، مرة أخرى، وترجمة الأحداث غير تفسيرها! تفسير هذه الحشود وكيفية وأسباب وقوعها مختلف عليه من الأساس..أحداث 25 يناير لم تكن ثورة لا فى المقام الأول ولا حتى الأخير .. بل أزيد وأؤكد، من وجهة نظرى، وأقول بل لن تكون!.. أكرر.. ما وقع شىء وتفسيره شىء آخر..درجات الاختلاف متباينة ..هذا إن لم يكن هذا الواقع اصطناعياً!!.. أما عن بقاء الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك على سدة الحكم لثلاثين عاماً متصلة، فإن أحداً من المصريين ما كان ليوافق على بقائه لأكثر من مدتين متتاليتين مهما كانت أو سيقت الأسباب..ومع ذلك فالرجل لم يبتدع تلك الفرية فهى من مأثورات الزعيم الملهم جمال عبد الناصر!.. لم يكن لحسنى مبارك نظام ولكن منظومة.. وهو ومنظومته أحد حلقات نظام يوليو52! بمعنى كان يحكم بنظام مجموعة يوليو الأشاوس الأمجاد!.. والقول بأنه لم يكن له عمل واحد إيجابي مردود عليه بما سطره الدكتور مصطفى محمود فى كتابه سقوط اليسار والكاتب الصحفى عبده مباشر فى مقاله بأهرام 9 سبتمبر 2014.. فى عهد جمال عبد الناصر والسادات وحسنى مبارك رفض السد الإثيوبى وهددوا إثيوبيا بنسف هذا المشروع عند وضع اللبنة الأولى به.. نعم استمر مبارك فى الحكم من خلال استفتاءات كانت شكلية .. وهل كانت الاستفتاءات فى كل ما صدر عمن قبله صادقة وغير مزورة.. من الذى ابتدع استفتاءات الخمس تسعات؟!.. المحاكمة السياسية لعبد الناصر ومجموعته حتمية.. مقالى بوفد 31/12/2014.. هذه بعض اعمال مبارك التى يشار إليها بالبنان فقد قاد سلاح الطيران وصعد به إلى القمة فى حرب 73 ودافع عن كل حبة رمل من أرض الوطن.. وهل تعلم د.محمود السقا أنه عندما حاولت إثيوبيا البدء فى سدها خلال فترة السادات فإن حسنى مبارك أشرف على الطيران الذى دك الموقع وجعله صفصفاً خاوياً؟!.. أما ما عرج له أ.د السقا عن عهد ما قبل 52 فبكامل اليقين وبكل تأكيد وتوكيد فإن هذا العهد كان أفضل سياسياً واقتصاديا واجتماعيا وثقافياً من العهد الذى تلاه.. وعموماً وباختصار فليست كل الملكيات سيئة ولا كل الجمهوريات حسنة، وإنما المناط الحقيقى الملكيات لمن والجمهوريات لمن ؟!..هزيمة 48 لا تقارن بكارثة 67 ،أم الهزائم!.. السرقات التى حدثت فى العهد الجمهورى وتحديداً فى عصر الملهم لا مثيل لها فى التاريخ المصرى كله، مما يندى له الجبين..الملهم الذى لغى اسم مصر وحولها من دولة دائنة لبريطانبا العظمى إلى أخرى مدينة لطوب الأرض والجنيه الأخضر المصرى الذى نسب كل العرب عملتهم إليه «المصارى» إشارة إلى قوته حيث كانت قيمته فى سوق المال العالمى أعلى من الجنيه الاسترلينى!!.. أوصله الزعيم الملهم إلى حالة يرثى لها!.. إن المقولة التى طرحها الحكيم إيبور (إن الشعور بالظلم لا الظلم نفسه يولد الثورة) حقيقية ودقيقة ولكنها تعنى أيضا وفى المقابل أن الشعور بالظلم لا يعنى حتمية وقوعه! فقد يشعر إنسان أو مجتمع أو شعب بأن ظلماً حل به أو عليه لأسباب قد يظاهرها الشكل بينما تنتفى موضوعاً فيثور بينما أيضاً وفى المقابل مرة أخرى قد يكون قد وقع ظلم شديد على إنسان أو مجتمع ولكن لا يشعر به فلا يثور!..أما البداية البليغة التى صدر بها أ.د الجليل محمود السقا مقاله نداء فكرى إلى الشعب المصرى أن عليهم أن يعطوا للحقائق التاريخية المؤكدة نصيبها فى الفهم الصحيح والبيان العقلانى فى ترجمة حقيقة ما حدث يوم 25 يناير فى أحضان الوطن بمنتهى الفكر الحيادى للوقوف أمام التكييف الحقيقى لذلك اليوم المشهود فى عقد الزمن وفى حياة كل المصريين...) فأتفق معه فيها عند إضافة كلمة واحدة هى «أسباب» فى موضعين الأول لتكون العبارة (أن يعطوا لأسباب الحقائق التاريخية) بدلاً من أن يعطوا للحقائق التاريخية والثانى (التكييف الحقيقى لأسباب ذلك اليوم المشهود) بدلا من (التكييف الحقيقى لذلك اليوم المشهود).. واستبدال كلمة المشهود لتكون اليوم المشؤوم!..ولعلى بهذا المقال أستأذن فى غلق ملف 25 يناير 2011 على ألا أعود للكتابة عنه مرة أخرى حيث ألقيت بما عندى ولا أريد أن أطيل أو أزيد!.