رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اسمحوا لي

ياليت الأخلاق كانت حبوباً يتناولها الشعب حتي يصبح مؤدباً وأخلاقه عالية، وياليت الانسان كان مجرد مكنة او انسان آلي ندوس علي ازرار الاخلاق فتخرج أخلاق مطابقة للمواصفات؟

 ولكن ويا للأسف الانسان كائن معقد من لحم ودم ومشاعر خصه الله سبحانه وتعالي بملكات وقدرات تميزه عن بقية المخلوقات وأهمها بالطبع التفكير والتذكر والتدبر، وهو ابن بيئته يتربي فيها ويعيش علي ارضها يأخذ منها ويعطيها، فكيف يتغير الطفل أو الشباب الصغير من محاضرة من داعية؟ أو شخصية لامعة مرموقة قد يكون ممثلاً أو سياسياً؟ أو تغيره لعبة أو تمثيلية أو رسمة تتحدث عن الحب والعطاء والأخلاق القويمة أو اعلانات تقول له لا تسرق لا تكذب؟ حب وطنك؟

 وهو يعيش في شارع لايستطيع السير فيه بأمان، حيث يعاني من فوضي المركبات والناس و من قذارة الأرض وقذارة الالفاظ! ويذهب الي مدرسة عبارة عن مبانٍ فقط لانه يتلقي العلم خارج اسوارها في الدروس الخصوصية والسناتر، ويتعاطي مناهج دراسية لا تعلم ولا تشجع الابتكار أو التفكير ولا التسامح بل هي مناهج متعصبة في اغلبها احادية الجانب، وتضع له نماذج للإجابات يجب ألا يخرج عليها الطالب وهي بدعة مدمرة لأي تفكير سليم او تعليم حديث بل هي عبارة عن حفظ واستظهار! واعلام لايسلم من سفالته احد حيث يتنافس فيه أغلب المقدمين بشكل يومي في الزعيق والشتائم وردح وفضح بعضهم البعض ولا يتورع أيضا عن فضح الافراد عند اول خلاف مع الحكومة او ذوي النفوذ، ومجلس امة يتبادل فيه النواب الضرب بالاحذية والأصوات العالية والاختلافات علي المصالح الشخصية والصغيرة. وعدالة بطيئة وغير ناجزة يضيع فيها كثير من الحقوق، وعدالة اجتماعية غير متحققة.

 بالطبع كم أتمني أن أعيش انا وأولادي واحفادي في مجتمع يسود فيه السلوك المحترم وان يكون بلدي عنوانا للإخلاق الحميدة، ولكن للأسف لايتحقق ذلك بحملات الشيخ عمرو ولا الدكتور زيد؟ فالواقع هو اقوي مؤثر وهو الذي يغير سلوك وعادات الناس والعدل هو الذي يجعل المواطن راضياً ومنجزاً، والتعليم الحقيقي والجيد هو الذي يعلم أطفالنا الاخلاق، والقدوة في المدرسة والإذاعة والتليفزيون والشارع هو الذي يعطي الامل للأجيال الجديدة وتكافؤ الفرص في كل شىء بعيدا عن الرشوة والفساد.

إن الحملات ماهي الا أداة مظهرية كاذبة لاتصلح حالا ولا تعدل ولا تقوّم سلوكاً واخلاقاً. وبدلا من الخطط الاخلاقية التي تنهمر علينا من جهابذة الحملة ليل نهار وبدلا من المشاريع الفنية والتربوية التي تدعو الي الاخلاق في المدارس والنوادي ومراكز الشباب، وبدلا من الملايين المهدرة فيما لاطائل له والجميع يعرف مصير حملات تنظيم الاسرة، وحنفية الست سنية، وقرش معونة الشتاء؟

عليكم ان تعملوا علي تنمية وتطور المجتمع، وأول مايجب فعله هو الحفاظ علي كرامة المواطن فيجد طعامه وعلاجه وتعليمه ومسكنه ووظيفة يستحقها دون من أو مُعايرة من أحد، وأن يعامل المصري بكرامة في الأقسام والمصالح الحكومية وأن تُسن التشريعات التي تحمي الشعب خاصة الفقراء والاقليات من تغول السلطة أو الأغلبية.

 وأخيرا أعطوه حريته في الفعل والقول والعمل.

 وإلا سيظل مجتمعاًَ قليل الادب ومزعجاً وعشوائياً ولن يكون علي مقاسكم لأن قلة الأدب متبادلة.