صح النوم
:
عندما نضجت اكتشفت أننى أعيش وهماً كبيراً اسمه «الأنا»
أول أمس فوجئ هاني شاكر نقيب الموسيقيين بهجوم شرس ضده من بعض الإعلاميين والصحفيين الذين يعلم القاصي والداني أنهم يعملون بالريموت كنترول وأنهم تلقوا تعليمات من أحد أسيادهم وهو من أهم المتحكمين الآن في الميديا والصحافة والإعلام الإلكتروني بالهجوم الشرس على هاني شاكر لأنه وقف ضد حفلات عبادة الشيطان واعتبرها خطراً على الفن والمجتمع والذوق العام وأن مهمته كنقيب لاتتوقف فقط على منح هذه الحفلات تراخيص أو منعها حسب القانون ولكن أيضاً مراقبة ماتقدمه للشباب وهل يؤثر على الذوق العام أم لا، والحقيقة أنني ناقشت هذا الموضوع عبر برنامج صح النوم واستضفت شابين شاركا في هذه الحفلات أحدهما عازف لموسيقى الميتال والآخر أدمن لصفحة الميتال المصري على الفيس بوك، واعترف الأول أن المهرجان الاخير لحفلات الميتال أحيته فرقة من فرق حفلات عبدة الشيطان وهي معروفة في العالم كله وناقشنا فكر عبدة الشيطان وطقوسهم وتاريخهم وأسعدنا أن يعترف العازف بذلك ويعلن أنه قرر عدم مشاركتهم وأن عزفه فقط سيقتصر على حفلات ساقية الصاوي لانها تقدم نوعاً من الميتال لا ترتبط بعبدة الشيطان ويحصل على التراخيص والموافقات من الجهات الرسمية، ورغم أن أدمن صفحة الميتال كان يحاول بكل قوة إنكار أن الحفل الذي حضره مع المدعوين من عدة بلدان وعواصم عالمية أقيم في ملهى ليلي رخيص بوسط البلد لم يكن شرعيا وأنه لم يقدم فيه ممارسات عبدة الشيطان لكن ماعرضناه من صور للحفل كان فيها نفس الشخص وأشار بنفسه لموضعه في الصور جعله يتلعثم في كلامه والمفاجأة كانت ادخال صوت أكبر منظم لهذه الحفلات على الهواء ويدعى نادر وتمت مواجهته بصوره هو شخصياً على صفحته وهو يدعو الأطفال لحفلات عبدة الشيطان وعرضنا صوره الشيطانية على الشاشة وكذلك إعلاناً ترويجياً له عند سفح الهرم نشره على صفحته على الفيس بوك وكلها أدلة وأسانيد تؤكد انتماء الحفل لعبدة الشيطان بطقوسهم المعروفة لكن ما إن تمت مواجهته حتى وجدته يطلب قبل أي كلام أن يعتذر هاني شاكر له هو ومن معه ويصف هاني شاكر بقوله (الشىء اللي اسمه هاني شاكر) وهنا لم امتلك أعصابي وقلت له أنت قليل الأدب ونكرة، هاني شاكر قيمة وقامة ورمز وتاريخ وأنا أول مرة أسمع عنك وأوقفت المكالمة معه، الغريب انني وجدت نفس الشخص يظهر في عدة قنوات بعدي ليهاجم هاني شاكر بضراوة والاغرب ان هناك إعلاميين سمحوا له بذلك بل وشاركوا في حملة الهجوم على هاني من زاوية انه يمنع ويصادر حرية الشباب والإبداع وغير ذلك من منطق الباطل الذي يلبسونه ثوب الحق، وأنا واثق أن أحداً من هؤلاء الذين هاجموا هاني لصالح حفلات المدعو نادر وزمرته لو أن إحدى بناتهم أو أحد أبنائهم كان مشاركاً في الحفل لخرست ألسنتهم تماماً، إنني لا أدافع هنا عن هاني شاكر المطرب الذي يجسد تاريخ أمة وذاكرة شعب ورمزاً فنياً شامخاً رغم أنفهم ولكني أدعم هاني شاكر النقيب الذي يجلس على كرسي أم كلثوم وَعَبَدالوهاب والذي عليه وعلينا الآن إعادة وجه مصر الحضاري في الفن والغناء والموسيقى بعد أن دمرته الظلامية الوهابية والمتطرفون من ناحية والفوضى والتغريب والانفلات من ناحية أخرى بعيداً عن الفن المصري الوسطي والذي نشأ في المعابد قبل نزول الأديان والرسل وكان المعلم في بيت الحياة يعلم طقوس الدين مع دروس الموسيقى قبل أن تعرف البشرية فكرة الإله الواحد، نحن مع هاني شاكر الذي يؤدي مهمة وطنية وقومية ضد كل من يهاجمونه ولذلك أطالبه بالصمود وعدم الاستقالة الدي كتبها أول أمس لأن الاستقالة تعني الانسحاب من المعركة في قلبها وأنت لست من شيمك الهروب أو الانسحاب، لأنك فنان بحجم وطن وقلب لكل عاشق وأمير القلوب بحق ومن له هذه الصفات لا ينسحب من جرذان أو غربان جعلوا حديقة مصر مستنقعاً وسوف نطهرها معك ونعيد لمصر وجهها ورونقها معاً، لا تنسحب ياصديقي الفارس هاني شاكر.
اقرأ نفسك بنفسك ولو طلبت تهييس.
زمان قالت لي جدتي ماتقعدش مع نفسك كتير، ولم أعرف سبب النصيحة ربما لأنني كنت طفلاً منطوياً، وعندما كبرت اكتشفت أن أقراني دون المستوى، وعندما نضجت اكتشفت أنني أعيش وهماً كبيراً اسمه «الأنا»، إنك لن تبلغ الجبال طولاً، حاولت أن أصادق كل أنواع البشر فاكتشفت كما يقول سارتر إن الآخرين هم الجحيم، وكما يقول ابن الرومي في جلسته مع المتصوف الأعظم شمس التبريزي لا تغرنك الوجوه واتبع قلبك، خلف بعض الوجوه نفوس من نفث ابليس فاحذرها ودع روحك تنير لك السبيل، ويقول إن هناك النفس الراضية تلك نعمة وهناك النفس المطمئنة تلك سنام الرضا ويقين الإيمان وهناك والعياذ بالله النفس الطماعة وقرينتها النفس الدنية من الدناءة أو الحضيض، ومن صفاتها التكالب على الدنيا الدنيئة والتبذل والنفاق ومصاحبة ذوي السطوة والمال للانتفاع بهم والكذب ونكران الجميل ونقض العهد والغدر والخيانة، وللأسف عندما أنظر حولي أجد أن المرء محاصر بهذا النوع من البشر، هؤلاء يعرفونك عندما تقبل الدنيا ويعرفون من خبر جعلك الله سببا فيه وعندما ينقلب مجن الحياة وتعطيك ظهرها تجدهم تبخروا بسرعة البرق وإذا وجدت فرداً منهم ذكرك بخير فاعلم أن نفسه كبيرة وبيئته راقية وهو من الراضين المرضيين ممن قال فيهم المتنبي (إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإذا أنت أكرمت اللئيم تمردا) طيب لو أننا نعلم طبيعة اللئيم والخسيس فلماذا نحزن؟، أهو غباؤنا الذي يجعلنا نتصور أن الحشرات ستغير طبيعتنا البيولوجية أو العقرب سيدعك تنام هادئاً عندما تدفئه في حضنك، إنها طبيعة الحياة التي لا نعطي لأنفسنا فرصة لتدبرها، منذ خلق الله آدم كان في الجنة ينعم بنعمه وخلفه الخالق كاملا فيها لا ينقصه شىء وكان سعيداً بذاته حتى وسوس له الشيطان فاشتكى لربه انه يشعر بالملل وانه يريد من يؤانس وحدته فخلق له حواء من ضلع أعوج وفرح بها اول الزمان وشكر ربه وصاح بفرحة هيستيرية من فرط فرحه ثم وجدها تثرثر كثيرا وتسأله عن كل شىء وتسير للشجرة المحرمة وتغريه بصوت إبليس، زعق آدم وصرخ يارب خذ هذا الكائن الذي لا أفهمه أنه حول حياتي للجحيم وأنا في جنتك فأخذها الله وبعد فترة شعر آدم بالوحشة والغربة فصرخ يارب أنا لا أطيق الحياة بدونها وكنت لا أطيق الحياة معها أعدها لي وانا راضٍ بقضائك وعادت ومعها وسوسة الشيطان ليأكل من الشجرة وسمع كلامها وكان نصيبه الطرد ليخرج معها للأرض بعضهم لبعض عدو، كان آدم كاملا في الجنة وكانت حواء بالتبعية كاملة حتى سولت لهما نفساهما أنهما سيبلغان السعادة والهناء بالأكل من الشجرة والنتيجة أنهما تحولا ناقصين على الارض، كل منا له شجرة يتصور انه بالحصول عليها سيصير اسعد مخلوق على الارض، معظمنا يرى في المال شجرته، اخرون يرونها في المنصب أو الجاه أو الشهرة أو الأولاد أو الأطيان أو الفلل ومن يحرم من شجرته يعيش في تعاسة الحرمان وبؤس الطلب، لذلك قال سيدنا علي كرم الله وجهه من طلب شيئاً صار عبده ومن زهد في شىء صار نده، من وقت لآخر حاول أن تحصن نفسك بقراءة وجوه من حولك ولا تغرنك الحياة مهما أقبلت ففي إقبالها فراق لراحة البال وقانا الله وإياكم، اقرأ نفسك من وقت لآخر وهَيِّس معاها بلغة اليومين دول، والأيام دول نداولها بين الناس
رباعيات الغيطي
إياك تموت وانت حي
إياك تموت وانت واقف
الموت لوحده جي جي
لو بص لعنيك وانت خايف