رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«دراسة تاريخية بمناسبة فتح البرلمان المصرى المعاصر أبوابه مستقبلاً عدداً لا بأس به من المرأة، توكيداً وتدعيماً لمعنى الحضارة المصرية منذ فجر التاريخ».

نفتح باب التاريخ المصرى الفرعونى لنؤكد في ضوء الوثائق التاريخية وما أجمع عليه المؤرخون أن المرأة الفرعونية تمتعت بحقوقها جميعاً: العامة والخاصة علي قدم المساواة.

ومما هو جدير بالإشارة أن مركز المرأة بالنسبة للمجتمعات البشرية القديمة حرمت من كل الحقوق، وكانت تخضع لرب الأسرة، ويمثل ذلك ما كانت عليه المرأة خاضعة للوصاية الدائمة، ولم يكن لها أى إرادة في اختيار زوجها، أو تتملك أية أموال، وكان ذلك عند الرومان وعند اليونان اللذين يمثلان المجتمع الأوروبى القديم.

<>

لتعود إلى المرأة المصرية والتي كانت دون سائر البلاد بالشخصية القانونية كاملة وبرهان ذلك ما قدمته لنا وثائق التاريخ وأكده إجماع المؤرخين، الذين أرخو لمصر الفرعونية وقاموا بزيارتها:

هيكاتيوس أو هيكاته عام 549 ق.م وهيرودوت زار مصر عام 430 ق.م (صاحب العبارة الشهيرة «مصر هبة النيل» وديودور الصقلى زار مصر عام 44 ق.م واسترابون البونتى زار مصر عام 25 ق.م.

ومع هذه المعرفة ما نطقت به التماثيل وما جاء بالنقوش علي المسلات وجدران المعابد، وما ثبت من وثائق تمثلت فيما أفصحت عنه أوراق البردى.

فى ضوء ما تقدم نشير الآن تباعاً إلي المركز الاجتماعى للمرأة، ونواصل المسيرة التاريخية لنقدم باقي معالم الشخصية القانونية وأبعادها في مقال لاحق.

 

المركز الاجتماعى للمرأة في مصر الفرعونية

تكاد لا تجد مجتمعاً بشرياً قديماً أو حديثاً اعترف بحقوق للمرأة مثل تلك التي منحها القانون الفرعونى للمرأة المصرية القديمة.

وهذا العطاء القانونى قائم في نظرنا علي عاملين رئيسيين:

أولاً: عامل الطبيعة حيث عاشت مصر في عزلة.

ثانياً: عامل الاقتصاد والإنتاج.

أما عن عامل الطبيعة، فلقد ذكرنا أن القانون المصرى كتبته الطبيعة من خلال الإدراك والحس للإنسان المصرى ومن قلب الطبيعة تكون المساواة، فلا فرق بين ذكر أو أنثى في نظر الطبيعة إذ الكل حسب قانونها سواء، الذكر والأنثى ممثلاً في الزوج والزوجة، والأخ والأخت.

وأما عن العامل الثاني فإنه من المعلوم تاريخياً أن المرأة قديماً كانت محرومة من حقوقها لأنها لم تكن عنصراً إيجابياً في المجتمع، أي أنها «كم مهمل عاطل»، أو كما قال بعض العلماء في علم الاجتماع والاقتصاد عبارة عن «أفواه جائعة تأكل ولا تشبع» ومن ثم كان التخلص منهن فضيلة فكانت ظاهرة «وأد البنات» والباقيات منهن ناقصات الحقوق.

أما في مصر الفرعونية، فقد كانت المرأة المصرية منذ فجر التاريخ كانت «معطاءة» وعنصراً إيجابياً في الحياة، هي الأولى التي اكتشفت فن الزراعة وجرفت الماء من نهر النيل وزرعت كل أنواع النباتات فاخضرت الأرض بعد قفرها وفقرها وساعدت في الزرع وجني المحصول، وبنت بسواعدها مع الرجل بيوتها من فروع الشجر وأوراقها، وكيفية حياتها جنباً إلي جنب تساعد زوجها، وهذا الدور الإيجابى كتب لها «الوجود القانوني» فكانت لها إرادتها في الزواج وتملك الأموال وإنجاب الأولاد وسارت سفينة الحياة في بحر الوجود هنيئة سعيدة.

وفي ضوء ذلك الذي قلناه ونعيده لنستخلص منه آيات بينات عن المركز العالى للمرأة المصرية في عصرها القديم:

قال الحكيم «بتاح حوتب» إلى ابنه وهو يعظه:

«يا بنى إذا كنت رجلاً حكيماً فكون لنفسك أسرة».

وجاء الحكيم آنى ليقرر: «من كان حكيماً يتخذ لنفسه في شبابه زوجة تلد له أبناء، فإن أحسن شىء في الوجود هو بيت الإنسان الخاص به».

وأضاف قائلاً: «أن يتخذ المرء لنفسه زوجة وهو صغير».

ويؤكد: «إن السعيد من كثرت عياله، فالكل يوقرونه من أجل أبنائه».

ويقول زوج غاب ليحارب في جيش الفرعون وإثر عودته علم بوفاة زوجته فتوجه إلي قبرها باكياً وقال والدموع تملأ مشاعره الحزينة ووجدانه، وأنه حقاً دستور كل زمان ومكان لحياة زوجية قوامها الحب والمودة والتفاهم فتكون السعادة.

«ماذا فعلت بك من سوء حتي أجد نفسى في هذه الحالة السيئة التى أنا فيها الآن؟ قد كنت زوجتى عندما كنت في سن الشباب وكنت عندك ولم أتخل عنك، ولم أدخل علي قلبك أي هم، وعندما كنت أرؤس ضباط جيش فرعون وجنود العربان جعلتهم يحضرون ليخروا سجداً بين يديك، وقد جلبوا أنواعاً وأشكالاً من الأشياء الجميلة لكي يضعونها بين يديك ولم أخف عليك شيئاً طول حياتك.. ولم أفعل بك سوءاً ولم أخنك، وعندما مرضت بهذا المرض الذي اعتراك استحضرت كبير الأطباء فصنع لك الدواء».

وهذا تعبير صادق عن أعظم العواطف الإنسانية من زوج قبل زوجته.