رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اسمحوا لي

 

 

كانت وما زالت الحفلة الأهم والتي يرتادها أكبر عدد من المشاهدين وتحوز علي أعلي الإيرادات في السينما المصرية هي حفلة ٩، وقد قدمت السينما المصرية علي مدار تاريخها الطويل أفلام حركة وأفلاماً رومانسية وكوميدية وأفلام راقصات عوالم ومحظيات وأفلام نبلاء وأولاد شوارع ولكنها ابتعدت بشكل لافت ومثير للدهشة عن أفلام الرعب؟ فهل يا تري ابتعدت لأنها لا تستطيع تقديم هذا النوع من الأفلام؟ أم لأنها لا تحب أن تزعج روادها؟ والحقيقة التي يجب ألا نغفلها أن السينما المصرية مهما تدنت أو سقطت فهي لم تصل أبداً حتي في أسوأ الظروف إلى خدش حياء روادها بشكل فج كما يحدث الآن في البرامج الليلية التي تبث من الإعلام الخاص والتي أصبحت تقتحم منازلنا كل يوم بداية من التاسعة مساء وتستمر في أحيان كثيرة حتي مطلع الفجر!

لقد دخلت القنوات الخاصة بيوتنا ورحبنا وسعدنا بوجودهم في حياتنا علي اعتبار أنهم الإعلام المنشود الذي اشتقنا إليه طويلاً بعيداً عن الإعلام الحكومي الموجه والمسيس منذ بداياته، والذي كان قد وصل إلى مرحلة من الانفصال التام بين ما يبثه وبين الشارع المصري.

كانت البدايات تبدو شجاعة ووطنية وكانت أغلب البرامج سياسية يحكمها المنطق ومصلحة الوطن حتي ولو اختلفت الآراء، ورأينا لأول مرة أطيافاً عديدة من الشعب كانت محظورة تماماً علي الشاشات الحكومية ثم كانت ثورة ٢٥ يناير فتألقت وانتعشت هذة القنوات، وكانت في صعود وهبوط طوال السنوات السابقة إلى أن استقرت الأحوال وتشبع المشاهدون من البرامج السياسية الهادئة والعقلانية، لذلك انصرف الكثير من المشاهدين من أمام الشاشات التليفزيونية خاصة حفلة التاسعة، وعاد المشاهدون يرتادون القاعات السينمائية والمسرحية مرة أخري. فكانت الكارثة والطامة الكبري حيث خلعت أغلب البرامج ورقة التوت وشاهدنا ورأينا أعراضاً تستباح، وسباباً يليق بالحواري، وبرامج كوميدية إما غليظة ولا تصلح للشاشة!! أو فجة وترتدي ثوب الفضيلة وتدين الشعب غير المتربي وغير المؤدب الكسول الوحش! أو هرتلة وزغزغة لا تليق بشاشات محترمة بل تصلح لحفلات السمر في المدارس الثانوية، أو برامج منوعات عمادها راقصة ومطرب وهات يا ضحك وكركرة؟

ولكن تظل الكارثة الحقيقية في البرامج التي تدعي البحث عن الحقائق وعرض المشكلات وهي مشكلة في حد ذاتها، حيث انعدام المهنية والضمير ليس الإعلامي فقط؟ بل الضمير الانساني والوطني، والمؤلم والمدهش ان من يقدمونها يهاجمون الأفلام والمسلسلات التي تعتبرونها مسفة حتي قبل أن تعرض! ويهاجمون التصرفات الشائنة أو القرارات التي قد يعترض عليها البعض، ولكنهم في عروضهم الليلية يحطمون كل قواعد الأخلاق ويشعلون الحرائق ويسببون الفتن الدينية والسياسية بين أبناء الوطن الواحد، ويصبحون هم أكثر إسفافاً وأكثر انحطاطاً من كل ما يعترضون عليه، مع حرصهم الشديد علي عرض كل ما هو شاذ وحقير ومتدنٍ في هذا الوطن بشكل فج ورخيص من أجل أكبر عدد من المشاهدين لجلب أكبر حصة إعلانات للبرنامج.

إن السينما المصرية تقدم خيالاً في ساعتين والأفلام تصنع من أجل أن يعيش المشاهد لحظات من البهجة والاستمتاع تعينه علي حياته الصعبة، أما ما تقدمه القنوات الفضائية في حفلاتها الساعة التاسعة يومياً هي في أغلبها أفلام رعب ابتلي بها الشعب المصري تزيد الفرقة والاحتقان وهي للأسف خالية من معني الوطن.