رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

(فما ذنب العجول والخرفان؟.. عالجوا الأخطاء أولاً.. ساعتها سوف يستقر الزمالك.. وربما تنضبط دولة الأمناء.. غير هذا لا تذبحوا العجول والخرفان.. وفّروا فلوسكم!)

 

قرأت الخبر وضحكت.. الخبر يقول : أمناء شرطة بالإسماعيلية يُصالحون الشعب بـ«خروف».. التفاصيل تقول إن عدداً من الأمناء ذبحوا خروفاً أمام نقطة سرابيوم، ووزعوا اللحوم على المواطنين.. قلت: وما ذنب الخروف، فى جريمة اراتكبها أمين شرطة؟.. يعملها أمين شرطة ويقع فيها الخروف.. لا أتصور أنهم يذبحون خروفاً فى إشارة إلى أن الإخوان لا مكان لهم.. وربما يكون قرباناً لطرد النحس مثلاً!

للأسف فرض أمناء الشرطة أنفسهم على المشهد.. خطفوا الأضواء من مؤتمر الكوميسا بشرم الشيخ.. خطفوا ساعات الهواء من هيكل وغالى.. خطفوا اهتمام الرئاسة والحكومة.. ضربوا كرسى فى الكلوب.. تقاسموا عناوين الصحف وصفحاتها مع مؤتمر شرم.. تراجعت المساحات الممنوحة للأستاذ، وعميد الدبلوماسية المصرية.. أعادونا من جديد إلى زمن حاتم فى فيلم هىّ فوضى للمخرج العبقرى خالد يوسف!

مع ذلك هناك فريق آخر لم يرتعد من العين الحمراء التى أظهرتها الدولة.. بعضهم تظاهر أمس أمام مديرية أمن الشرقية.. إيه حكاية الشرقية؟.. هل هناك يد للإخوان فى مظاهرات الأمناء؟.. هل هناك تحريض؟.. هل التسامح الذى حدث معهم من قبل، أغراهم بممارسة المزيد من الطيش؟.. ما هو الحل؟.. يقال إن أفراد الشرطة أزعجوا السلطات قديماً.. ويقال إن الحل كان على طريقة «مذبحة القلعة الشهيرة»!

 

(شوكة فى ظهر الوطن!)

دولة الأمناء اربكت الدولة.. بدت أخطر من الإرهاب نفسه.. أعترف أنهم اصبحوا شوكة فى ظهر الوطن.. وللأسف فى لحظة كان من المفترض انهم يحافظون على استقرار الوطن وأمنه.. صحيح هناك من يستنكر التجاوزات.. لكن صوتهم أقل من اصحاب الصوت العالى.. ليس كل امناء الشرطة مسجلين خطر.. لكن النقاط السوداء تشوه الثوب الأبيض بالتأكيد.. ولو دفع الإخوان «نصف عمرهم» ما فعلوا ما فعله الأمناء!

عندما ذبح أمناء سرابيوم الخروف، وقفوا يهتفون «الشرطة والشعب إيد واحدة».. هل يصدق الناس أنهم إيد واحدة فعلاً؟.. أم سيخرج الناس من هذه الأحداث بمفهوم «إن كان دراعك أمين شرطة اقطعه»؟.. فقد ساهمت الأحداث الأخيرة فى تعكير المياه بين الشعب والشرطة.. خاصة إذا نظرت بدقة إلى تفاصيل اللوحة.. هناك «تراكم» و«ميراث قديم».. الحكاية ليست حادثة فردية، كما قال بيان الوزارة قبل تدخل الرئيس!

لابد من وقفة حاسمة.. ليست كمذبحة القلعة، كما رأى البعض.. ولا بالمحاكمة العسكرية وحدها.. مطلوب رؤية شاملة حول قبول دفعات جديدة.. من يدخل الشرطة؟.. ماذا يتعلم؟.. متى يحمل السلاح؟.. ما هى ثقافته؟.. تسليح الأفراد بوسائل عصرية مثل الاسبراى.. تفكيك أندية الشرطة، بعد أن اصبحت مراكز قوى حقيقية.. غير هذا، فلا تذبحوا الخرفان أبداً، ولا تقدموا شيكولاته، ولا مياهاً معدنية للجمهور.. الله الغنى!

 

(السقوط الثانى للشرطة!)

سؤال: هل تشهد الشرطة «السقوط الثانى» ولكن، هذه المرة، دون ثورة؟.. الداخلية وحدها تستطيع الرد على هذا السؤال.. فى 28 يناير 2011 سقطت الشرطة بسبب الثورة.. فهل تسقط، لا قدر الله، بسبب أمناء الشرطة؟.. مدير أمن الجيزة السابق محسن حفظى، اتهم الإخوان أنهم السبب فى الكارثة.. قال إنهم «أعادوا 12 ألفاً من المفصولين بسبب سوء سلوكهم، واتهامهم في قضايا رشوة وتعاطي مخدرات»!

المفاجأة أن هناك خبراء من الوزن الثقيل، حذروا من انهيار الشرطة مرة اخرى.. وهو أمر يدعو لسرعة التحرك.. من أول مؤسسة الرئاسة، مروراً بالحكومة، وانتهاء بوزارة الداخلية.. الأمر خطير.. خاصة إذا كانت الشرطة لن تسقط وحدها.. وهناك إجراءات كثيرة ينبغى اتخاذها.. لا اتحدث عن المحاكمات العسكرية وحدها.. مهم إجراء فرز شامل لهم، وسحب السلاح من الأمناء، مالم يكونوا فى مهام رسمية محددة!

 

آخر كلام!

عندما توالت هزائم الزمالك وهروب المدربين، ذبح مجلس الإدارة عجولاً بربع مليون جنيه، بهدف طرد النحس.. وعندما قامت قيامة دولة الأمناء، ذبح بعضهم خرفاناً لطرد النحس أيضاً.. فما ذنب العجول والخرفان؟.. عالجوا الأخطاء أولاً.. اعترفوا بالمشكلة وعالجوا اسبابها.. ساعتها سوف يستقر الزمالك وينتصر.. وساعتها سوف تنضبط دولة الأمناء.. غير هذا لا تذبحوا العجول والخرفان.. وفّروا فلوسكم!