رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


 
سيدى الرئيس عبد الفتاح السيسى أستسمحكم أن يسع صدرك لكلامى و من غير زعل يا ريس ، فأنت طالما ذكرت فى كلامك أنك مع الكادحين و مع الشباب و هذا ما شجعنى أن أوجه هذه الرسالة إليك لأنى من الكادحين و ايضا من الشباب ، و لذلك أريد أن تستمع إلىّ بعقل الحاكم و بقلب الأب .
فكلمات المديح من محيطيك كثير و أننى أكره مبدأ كله تمام يا ريس و لذلك أردت أن أنقل لسيادتكم و بكل صراحة بعض من الصورة الأخرى التى بدأت تظهر فى الشارع المصرى و التى قد لا تصلك ممن حولك .
ففى مطلع توليكم السلطة وعدت سيادتكم بأنكم مع محدودى الدخل و الكادحين و قد كررتها مؤخرا فى لقاء سيادتكم بمجلس نواب الشعب منذ يومين ، نظرا لأن شريحة محدودى الدخل هى الفئة الأكثر عددا فى مصر بل و أن منهم من لا يتجاوز دخله الحد الأدنى للأجور أصلا و لكن ستر ربنا موجود ، كذلك كلنا نتذكر مقولة سيادتكم فى أول توليكم السلطة عبارة ( بكرة تشوفوا مصر ) و عندها ملئنا الأمل و التفاءل بالتغيير الذى نأمله خاصة نحن الكادحين .و لكن مع الوقت فوجئنا بقرار سيادتكم برفع الدعم  عن المواد البترولية و الذى نتج عنه زيادة فى كافة السلع نتيجة أن أجرة نقل السلع قد زادت بناءا على زيادة الوقود . و تلاها زيادة فواتير المياه و الكهرباء و التى زادت بشكل ملحوظ جدا يا ريس .
كما وعدتم بأن لا زيادة فى أجرة المواصلات العامة و لكننا نشهد هذه الأيام بزيادة الأجرة حتى و إن كانت زيادة بسيطة بالنسبة لكم فهى كبيرة على المواطن الكادح . أما فى قرار سيادتكم برفع تعريفة الجمارك على بعض السلع لتصل 40 % فهذا أمر يخيفنى يا ريس . خاصة و أن هذه السلع ليس كما يتوهم البعض أنه أكل قطط و كلاب و لكن يوجد من ضمنها سلع مهمة و سوف ينتج عن ذلك ارتفاع أسعار باقى السلع الموجودة فى السوق خاصة و أن السوق المصرى خارج الإنضباط .
و هذا يا ريس يزيد العبء على كاهل المواطن المصرى ، و ستزداد معاناة الفقير و يزداد الفقير فقرا بل و الأسر المتوسطة ايضا بصورة كبيرة .
و مما يدهشنى بأن غلاء الأسعار هذا سيظهر جليا خلال الثلاثة شهور القادمة أى بعد انقضاء عامين على فترة رئاسة سيادتكم و التى وعدتنا بالتغيير الإيجابى للمعيشة  بعدها ، فكيف سنشعرنحن الكادحين  بالتغيير الإيجابى فى المعيشة و الأعباء تتراكم على كاهلنا و الأسعار تزداد من حين لأخر دون أى ضابط ، مما يزيد حالة عدم الرضا فى الشارع المصرى . و هذه مصر التى لا نريد أن نراها كهذا بل نريد أن نراها بما يتناسب مع مكانتها العليا .
و نظرا لأن سيادتكم كررت عبارة ( أجبلكم منيين ) فى أكثر من موقف ، و بما أننى يا ريس لا أحب إلقاء الكرة فى ملعب الأخرين أو الهروب من مواجهة حل المشكلات مثلى مثل العديد من الشباب ، و إيمانا منا نحن الشباب بضرورة المشاركة المجتمعية فى وضع مقترحات لحلول مشاكل بلدنا الحبيبة مصر فأنى أعتقد بأنه لكى نرى مصر فعلا كما اردنا فعليك يا ريس بدفع عجلة التنمية من خلال عدة أمور وهى :
** مصر لن ترتقى إلا بسواع شبابها و ذلك بإعطائهم فرصة للإندماج فى المناصب الإدارية المختلفة مثل رئاسة الأحياء بل و المحافظات و الهيئات ، و عليك بإعفاء كافة اللواءات من هذه المناصب فهم أخذوا كفايتهم و يجب عليهم إفساح المجال للدم الجديد .
** لماذا نرى هذا الفيضان من المستشارين فى كافة الوزارات و الذى يتقاضون مبالغ هائلة و فى النهاية لا يشعر المواطن بالتغيير ، فى حين لو أقامت كل وزارة حوارا مجتمعيا حول بعض المواضيع ستخرج بأفكار و نتائج هائلة لم تتوقعها و بأقل التكلفة و نكون قد فعّلنا فكرة المشاركة المجتمعية للمواطنيين و شعروا بأن لهم دور فى اتخاذ القرار السياسى مما يزيد من الإنتماء لديهم و إنهاء حالة الإقصاء التى يعانى منها الشباب فى الفترة الحالية .
** نرى كل يوم اعلانات لقرى سياحية و تجمعات سكنية على مستوى ربما لا تسكن الوحدة السكنية فيهم أكثر من أسبوعين فى العام فى حين الآلاف من الشباب لا يجد سكن ليزوج فيه فلماذا لا تجمع رجال الأعمال للمشاركة فى بناء وحدات سكنية فى كل محافظة للشباب على ألا تقل مساحتها 90 مترا ( كفانا ضيق فأرض مصر واسعة ) مقابل اعفائهم عن بعض ضرائبهم .
** صحة المواطنيين فى خطر يا ريس . و أصبحنا للأسف الشديد من أعلى نسب العالم فى الإصابة بأمراض الكبد و السرطان . و لما لا و تطالعنا برامج التلفزيون المصرى يوميا على مهازل و فساد يضر بصحة المصريين و التى منها المزارع السمكية التى تروى بمياة الصرف الصحى و الصرف الصناعى و اللحوم الفاسدة التى تسرب للأسواق دون ضابط أو رقابة و مياة الشرب التى تخلطها مياة الصرف الصحى فى بعض القري المصرية . كيف نتجاهل كل ذلك و نهتم ببناء مستشفيات لعلاج مرض السرطان و أمراض الكبد . أليس من الأولى يا ريس أن نعالج المشكلة من أساسها ونجفف مصدر الخطر الرئيسى بالتصدى الفورى لما ذكرته لمصادر المرض فى السطرين الماضيين .
** لماذا يخرج علينا السيد وزير النقل و المواصلات شاكيا بالخسارة التى تحققها هيئة السكك الحديدية فى حين أنه بفكرة بسيطة يستطيع أن يحقق الملايين من الأرباح . إذا ما اهتم بوضع إعلانات على القطارات و داخل المحطات و وضع شاشات عرض داخل قطارات السفر يتم من خلالها عرض إعالانات الشركات المعلنة  مقابل رسوم من تلك الشركات. فالفكرة بسيطة و مضمونة جدا و ستحقق الملايين بإذن الله .
** هل يرضى سيادتكم يا ريس ما قاله السيد المهندس رئيس الطرق و الكبارى مبررا الحالة المزرية للطرق المصرية بأن الطرق المكسرة و التى بها حفر تعمل على الحد من زيادة السرعة .
** هل يرضى سيادتكم يا ريس تجاوزات البعض من رجال الشرطة فى حق المواطنيين من تعذيب و قتل خلال الأشهر القليلة الماضية دون وجه حق .
** نحتاج يا ريس إلى إعادة هيكلة المرتبات فى الدولة ، فالشعب ليس كله قضاه أو ضباط يا ريس . فلدينا أطباء و مهندسين و مدرسين و موظفين و عمال و.......و........و........ و كلهم بلا يشك يسعون لعمل واجباتهم و قد يكون هناك فروق فردية بين كل شخص و أخر و هذا أمر طبيعى و قد يخطئ البعض ايضا و عندها يحاسب طبقا للقانون . و لكن أحساس الشعب بأنه يوجد فئة محددة هى المعنية بإهتمام سيادتكم فهذا يثير غضب الباقين و يزيد التقسيم فى الشارع المصرى .
** من أكثر الأمور التى تعكر صفو المواطن المصرى على فكرة التنسيق فى التعليم حيث يجد ولى الأمر أنه أبنه أو أبنته قد تم قبولهما فى مدرسة تبعد عشرات الكيلو مترات عن المنزل بسبب التنسيق مما ينتج عنه زيادة فى نفقات المواصلات و إهدار للوقت و إزدحام للشوارع و استهلاك السيارات للوقود بصورة أكبر و عندما يدخل الأبن أو الأبنة الجامعة نفس الشيئ بل تزداد المسافة لأضعاف ذلك مما يزيد العبء على كاهل الأسر . فى حين لو كان التنسيق طبقا لمحل سكن الطالب ستريح آلاف الأسر المصرية و بالتالى ستنخفض التكاليف لدى الأسر .
** من ضمن الأشياء التى أثرت سلبا على سلوك المواطن المصرى هى الأفلام و البرامج الغير هادفة و التى أصبحت تحتوى على ألفاظ و كلمات نابية و أفعال تعد من المعيبات فى مجتمعنا الشرقى المحافظ . و لذلك سيدى الرئيس لابد من تشديد الرقابة الفنية على هذه الأعمال بحيث يجب أن يلتزم صانعى هذه الأعمال بالقيم و المبادئ الهادفة فى أعمالهم و البعد عن الرذيلة و أشكال العنف التى غلبت على معظم الأفلام المعروضة مما يسوء سمعتنا أمام الدول الأخرى التى تُعرض فيها هذه الأفلام .
** لابد من تحقيق العدالة فى كافة الأمور و أن يكون القانون فوق الجميع دون محاباة حتى لا يشعر المواطن المصرى بالمحسوبية و التفريق و بالتالى يفقد الإنتماء .
** و أهم ملف يجب أن تتعامل معه يا ريس هو لم شمل المجتمع المصرى الذى تفرق و تبعثر من شدة الخلافات فأنت رئيس لكل المصريين المؤيدين لك و المعارضين . فأنا أؤيد سعيك لبناء علاقات قوية مع الدول الأجنبية و هذا شيئ مهم و لكن الأهم يا ريس هو بناء علاقة أقوى داخليا . فإذا كان البناء الداخلى قوى فهذا سيجعلنا أقوياء أمام الدول الأخرى ، فتوفير حياة كريمة للمصريين من خلال النقاط البسيطة التى ذكرتها لسيادتكم على السبيل لوضع أرجلنا على طريق التقدم .
و أخيرا يا ريس سواء اتفقنا أم أختلفنا فمصر هى الباقية و نحن الزائلون . حفظ الله مصر و شعبها و تحيا مصر .
رسالة من شاب مصر إلى رئيس مصر و من غير زعل يا ريس .