رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صح النوم

الإخوان مثل السلفيين والاثنان خرج من رحمهما تنظيم داعش وإذا أردت التثبت فارجع لكتابات حسن البنّا والمودودى وسيد قطب وقبلهم ابن تيمية وابن عبدالوهاب وابن بار وابن عثيمين، واقرأ وحلل ما ذكره الحوينى وابن يعقوب  وبرهامى والشحات وغيرهم من رموز السلفية المصرية،ألم يقل الشحات ان آثار الفراعنة أصنام وعلى مرسى ان يمحوها لأنها دليل كفر كما كانت تغطى بالقار أو الزفت وقد حرض الشحات اتباعه فى الأيام السوداء لحكم الإخوان المجرمين ان يغطوا تمثال عروس البحر بالبلاستيك الأسود وظل التمثال كذلك حتى جاء اللواء طارق المهدى ونظفه وأعاد إليه رونقه، اننا وفى عام واحد كشفنا ورق التوترات فكر الإخوان واذرعهم الداعشية والآن الدولة تحارب الإرهابيين الذين رضعوا فكرهم عبر العقود وترجموا الفكر للرصاص والأحزمة المفخخة وحروب باسم الدين لاعلاقة لها برب السماء ورسول الاسلام، هؤلاء لا يعرفون سوى القتل والغل على المجتمعات وهم مرضى نفسيون لأنهم انعزلوا عن المجتمع ولم يختلطوا به وعاشوا فى مجتمعات مغلقة لا يرون غيرها ولذلك حرموا الحياة علينا وكفرونا عندما رفعنا قيمة ومعنى الحب وهم يكرهون الآثار والتاريخ الإنسانى والفن والأدب والفن التشكيلى والموسيقى لأنها جميعا ابداع بشرى يرقى بالانسان من حالة الحيوان لحالة الآدمى العاقل والعاطفى وهو ما نادت به كل الأديان والرسالات، ومنذ أيام هدمت داعش تمثالاً آخر للخليفة العباسى الثانى أبوجعفر المنصور وحسب علماء الآثار وخبراء اليونسكو فإن داعش هى ثالث جماعة في التاريخ تحطم هذا الكم من التراث الإنسانى بهذه البشاعة بعد التتار وجماعة طالبان، ومن يقرأ التاريخ جيدًا يشعر  ان هناك أوجه تشابه بين الثلاثة التتار وطالبان وداعش وأولها سحق من يخالفهم فى الرأى ومحو سيرته بالدم والعنف والتلذذ بالتمثيل بجثته، كان التتار يضعون أعداءهم على الخوازيق ويسملون عيونهم ويذبحونهم  ويضعون رؤوسهم على الجسور ويعلقونهم  من أرجلهم على فروع الأشجار بعد سلخهم وهو ما فعلوه طالبان وتفعله الآن داعش وفعله فى زمن الحكم العباسى أبوجعفر المنصور مع الأمويين ومع كل من رفض بيعته من الخوارج أو العلويين أو الشيعة أو غيرهم من الفرق التى تصارعت على السلطة لا لرفعة الاسلام أو تقدم وصلاح المسلمين وإنما حرص على الدنيا وطمعا فى السلطان كما فعلت جماعة الإخوان، أما وجه الشبه  بين داعش وأبوجعفر المنصور فهو الادعاء بأنهم يمثلون الله على الأرض وأنهم مسلمون وغيرهم كفار ربما يكون منهج التكفير والاقصاء عند الفرق الأخرى كالإخوان والسلفية وجماعات الإسلام السياسى وذلك لسبب أساسى  انهم شربوا من منبع واحد هو كتب سيد قطب وفكر الحاكمية لله لكن ما يجعل داعش شديدة الشبه بطريقة أبوجعفر المنصور انه لم يهتم بحرب أعداء الأمة والمتربصين بالعرب والمسلمين من الروم وقتها وإنما أعلن، كما فعلت داعش، انه سيحارب المسلمين الذين اعتبرهم زنادقة ومنافقين لأنهم لم يبايعوه وحينما يتخلص منهم تماما يتفرغ لاعداء الأمة وهو نفس منطق داعش الآن التى ترفض محاربة إسرائيل وسنقول الأسباب كما سيأتى، الشبه الآخر بين أبوبكر البغدادى والمنصور ان كلاهما كانت عينه على بغداد بل إن المنصور هو من أسس بغداد ووسعها واعتبرها عاصمة الامبراطورية العباسية تحت يده وهو ما يحلم  به البغدادى الجديد أمير داعش، ورغم ان الأشهر فى فجوره وسفكه للدماء هو أبوالعباس السفّاح شقيق المنصور وخلفه فى الخلافة عام ٧٥٤م لكن المنصور الذى حكم ٢٢ عاما اتخذ شرعية العنف تارة  والدهاء والمكر  تارة وهو من استخدم أبومسلم الخراسانى وجعله يكون جيشا من النساء فى خراسان -كما فعلت داعش كتيبة الخنساء،  كما انه جند من كل الجنسيات الاسلامية غير العربية  ليحاربوا آخر خليفة  أموى مروان بن محمد أثناء هروبه وبعد تسلم العباسيين الحكم انقلبوا على اعدائهم ومنهم الخراسانى نفسه.

أليس هناك أوجه تشابه بين داعش العباسيين وداعش عصرنا الحالى، ثم ان مقولة أبوجعفر المتصور أنا سلطان الله فى أرضه هى نفس العبارة التى قالها البغدادى فى أول خطبة  له نحن نحكم بسلطان الله وغيرنا يحكم بسلطان الشيطان.

ما علاقة كل ذلك بأوباما، الإجابة فى كلمته بالبيت الأبيض منذ أيام والتى علق فيها على ما يحدث فى العراق وقال إننا سنسير بخطوات أسرع فى دعمنا لداعش والقبائل وطبعا لم يتدارك الخطأ واضطر البيت الأبيض لتصحيح الكلمة فى بيان قائلاً إن الرئيس كان يقصد الجيش العراقى وليس داعش، والغريب ان أوباما اعترف فى ذات الخطاب ان داعش وليدة الوجود الأمريكى منذ ٢٠٠٣، يعنى داعش صناعة أمريكية بامتياز، وما لم يقله أوباما ولن يقوله إن التخطيط لداعش  منذ احداث سبتمبر وتبلورت الفكرة فى عهد بوش الابن الذى اعتمد خطة الشرق الأوسط الجديد وتفاصيل المخطط فى كتاب مهم اصدره الباحث الراحل عادل الجوجرى بعنوان (برنارد لويس سياف الشرق الأوسط مهندس سايكس بيكو ٢).

ولمن لا يعرف فان برنارد لويس مفكر صهيونى ظهر فى كل ميادين ما يسمى بثورات الربيع العربى وكان ضيفًا مقيمًا فى قناة الجزيرة وهو أول من تآمر مع ادعياء الثورات ومولهم وللأسف بعضهم لم يكن يعلم انه بصورة غير مباشرة تحول لمجرد أداة لتنفيذ مخطط تم طبخه فى تل أبيب.

ومن يقرأ كتاب الجوجرى المدعم بالوثائق يعلم ان المخطط هو تفتيت وليس تقسيم الدول العربية لخمس وعشرين دويلة مع اختفاء سبع دول اختفاء كاملاً وهى أكبر الدول بالمنطقة والتى لديها جيوش لصالح استقواء إسرائيل وإعلان دولتها الكبرى من  النيل للفرات.

داعش هى أول مقلاع أو معول للهدم وتنفيذ مخطط سايكس بيكو ٢، حيث كانت الأولى سنة ١٩١٦، وقسمت الأمة العربية لدول وحدود لصالح المستعمرين الأوروبيين، والآن هدف سايكس بيكو الجديدة اعلاء إسرائيل وفرض سيطرتها على المنطقة لتصبح دولة وحيدة كبرى ويعترف برنارد فى الكتاب بأن استخدام الصراعات الدينية والعرقية هو الباب السحرى لتفتيت الدول وإعادة رسم المنطقة وأنهم اتفقوا مع كل الفرق والعصبيات الموجودة على مساعدتهم على منحهم دويلات صغيرة ومعظمهم اما زاروا تل ابيب سرا أو التقوا قيادات الموساد فى أماكن سرية أيضًا وابرزهم أبوبكر البغدادى الذى كان معتقلا فى جوانتانامو وتم تجنيده.

 يشمل المخطط  -حسب كتاب الجوجرى وكلام برنارد لويس الصهيونى -ويهدف إلى تفتيت المنطقة إلى  خمس وعشرين دويلة صغيرة وأصحاب الدويلات منها على سبيل المثال لا الحصر حماس والإخوان والشيعة والدروز والمورانة والأقباط والأكراد والنوبة وهلم جرا، انه تقسيم على أساس عرقى أو دينى ولتذهب الأوطان ولغة الضاد والوطن العربى الكبير إلى الجحيم ،يا أمة ضحكت من جهلها الأمم على رأى المتنبى.