رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل

أهناك حقائق مجسمة ناطقة لا يراد أن ترى أو تسمع، والأدق أن يشار إليها بحقائق ناطقة مجسمة يريد الاشتراكيون والشيوعيون وأربابهم أن ترى على شاكلة ما يرون فيها ولها وبها!.. أشارت الأستاذة الفاضلة فاطمة المعدول فى مقالها بـ «وفد» 27/1/2016 تحت عنوان (ثورة ولا حركة ولا هوجة؟!)، إلى عدة أمور عبرت فيها بوضوح عن وجهة نظرها المرفوضة من المصريين بعامة.. أحداث 23/7/52 ليست ثورة لأن الثورات لا تقوم بها الجيوش وإنما الشعوب حتى إن برر الفلاسفة المتحذلقون التسمية بأنها كانت انقلاباً عسكرياً أيده الشعب فأصبح ثورة!.. والمتابع المحقق لمسيرة الحركة المباركة اسماً، غير المباركة فعلاً، يرى أيضاً  أنها لم تكن انقلاباً عسكرياً.. وإنما لها تسمية أخرى (..؟..)!، ودور أمريكا فيها حتى الآن غير واضح أو معلن.. ويتجاهله الكثيرون!.. ما ترتب عليها من هزيمة منكرة من أصغر دولة بالعالم فى يونية 67 والمأساة المضحكة أنهم عبروا عنها بأنها مجرد نكسة وحولوا المسئول عنها لبطل أسطورى ملهم بينما من حرر مصر ورد لها اسمها وأرضها نعتوه بما ليس فيه.. آثار 67 ماثلة حتى الآن.. أين الجولان العربية؟.. أين أم الرشراش المصرية؟

أستاذة فاطمة لعلك تعلمين الفارق بين التبرير والإبرار.. والفرق بين غير مقتنع وبين لا أريد أن أقتنع!.. لا يوجد فى قاموس العسكرية ضباط أحرار وآخرون ضباط عبيد!.. ولأن الأصل فى الضباط الانضباط التام فى كل شىء.. ولذلك فهم فى غالبيتهم الساحقة منضبطون.. ومجرد أن يطلق البعض على أنفسهم الأحرار فهذه تشير إلى قمة عكسها عسكرياً!.. ومرة أخرى.. عندما سئل أ. د. يوسف زيدان عن أحداث 23 يوليو 52 قال ليتها لم تقع!.. وعبر عن نفس المعنى فضيلة الشيخ أ. د. أحمد كريمة الأستاذ بالأزهر الشريف بالرغم من أنه لم يعش هذه الفترة، فإن ما حدث كان خطأ!.. وهاكم فقرة رئيسية من حديث زكريا محيى الدين مع أ. فاروق جويدة ونشر بجريدة الأهرام: (كانت مطالبنا قليلة ولكن موافقة الملك فاروق على كل شىء أغرتنا بالمزيد من المطالب حتى وصلنا إلى قرار بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية وترحيل الملك خارج البلاد..).. أيضاً ما اعترف به البكباشى جمال عبدالناصر فى كتابه فلسفة الثورة: (فاجأنا الواقع بعد 23 يوليو قامت الطليعة بمهمتها واقتحمت سور الطغيان وخلعت الطاغية ووقفت تنتظر وصول الزحف المقدس فى الصفوف المتراصة المنتظمة إلى الهدف الكبير وطال انتظارها..).. وفى موقف وموقع آخر يقول إنه يعلم أن كثيراً  من المصريين لم يوافقوا على ما قمنا به ولكن الخوف منعهم!.. وفى اعتراف لكبير الحزب الناصرى السابق مسجل له وعليه: (إحنا عملنا ونفذنا اللى فى دماغنا ولو كنا أخذنا بالديمقراطية، الشعب ما كانش هيوافق على ما قمنا به!) ويجدر هنا - أيضاً - أن نشير إلى ما رواه كمال الدين حسين بـ «المسلمون» بالعدد 36 فى 2 يوليو 1981 من أنه اختلف مع عبدالناصر لضمه عدداً من الضباط المعروفين بسوء الخلق والانتهازيين وصارح عبدالناصر برأى زملائه ضباط المدفعية فأجابه ضاحكاً: (أنا كنت مضطر أجمع أى عدد من المندفعين والمغامرين ودول أنا جبتهم من غرز الحشيش والبارات..).. أما الدكتور ثروت عكاشة فقد قال فى مؤلفه مذكراتى فى السياسة والثقافة بالصفحة 104 من الجزء الأول: (وأعترف أننا كنا فيما انتويناه قبل ونحن نعد لهذه الحركة أن يكون قصارانا وقف الملك عند حده ورده عن طغيانه وتثبيت أركان الدستور وتمكين الشعب من حقوقه كاملة فلا يكون عدوان هنا أوهناك..).. ثم عاد ليقول فى ص 115 فى مجال مفاخرته بأنه أول من قال «أعلنوها جمهورية» ليبرز إسقاطاً آخر نصه: (وقد غضب اللواء محمد نجيب عندها لذلك وعد دعوتى خروجاً على المسيرة..).. وهاكم فقرة من مقال أ. د. عبدالعظيم رمضان أستاذ التاريخ فى «وفد» 17/8/1993: (وهذا ما جعلنا نصف بقاء ثورة يوليو فى الحكم فى إحدى مقالاتنا بأنه سطو على أمة!).. ماذا كتب أ. ثروت أباظة وكيل مجلس الشعب الأسبق فى مقاله (الفحيح) بجريدة الأهرام عما أسر به إليه أ. د. طه حسين عن مجموعة الأحرار؟!.. لعل أبرز ما جاء عن حقيقة يوليو ما صرح به الفريق أ. ح. محمد نجيب فى بداية الحركة للمصريين وللصحافة المصرية والعالمية ووكالات الأنباء سعت 1600 يوم 24/8/52 بما نصه: (قلناها صريحة إننا نريد تطبيق الدستور الذى ينص على أن بلادنا ملكية دستورية – هدف الجيش تطبيق الدستور وعدم تدخل الطفيليين لأن جميع المتاعب التى أصابت البلاد كانت منهم..)، وأيضاً ما قاله لمجلة التايم الأمريكية: (أما الجنود أنفسهم فكانوا يجهلون تماماً أنهم فى سبيل المساهمة فى إحداث انقلاب).. ولكن.. ولكن.. بعد أن انتهى كل شىء بعد أن غرر الأشاوس به!.. فقد قال: الآن أعترف بأن هذا كان خطئى الكبير!.. تقاسم مسئولية هذه الأحداث الشيوعيون والإخوان المسلمون.. لقد كان الاسم الحركى لجمال عبدالناصر عندما كان له صلات بالحزب الشيوعى هو موريس وكان ضمن خلية اليهودى كورييل وعندما وثق صلاته بالإخوان المسلمين كان اسمه الحركى هو زغلول عبدالقادر..يقول الكاتب لمعى المطيعى فى كتابه هؤلاء رجال يوليو بالصفحة 102: (وكان عضواً - جمال عبدالناصر - وليس مجرد معرفة فى تنظيم حدوتو الشيوعى «الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى» باسم حركى هو موريس) وهذه المعلومة مدونة أيضاً بالصفحة 102 بكتاب فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقورى «بقايا ذكريات» الناشر مؤسسة الأهرام تحت عنوان (عبدالناصر فى الإخوان وفى تنظيم شيوعى).. ثم ماذا عن أحد الأحرار الشيوعيين الذى أعلن صراحة أن الولاء للتنظيم الشيوعى مقدم على ما عداه!.. لم يسمع الشعب المصرى كلمة واحدة تشير إلى الثورة إلا فى يناير 1953!.. أما عن القائد الشجاع العظيم عرابى الذى جاء ذكره بمقال الأستاذة فاطمة فيجب الإشارة إلى حقيقة أنه رغم تحديه للخديو نفسه وعلناً فلم يُهن من رتبة أقل، فهل تعلمين يا أستاذة فاطمة ماذا فعل البكباشى جمال عبدالناصر حسين خليل سلطان مع أكبر رتبة عسكرية القائد الجسور قائد ليلة 23 يوليو 52 بلا منازع الفريق أ. ح محمد نجيب؟!.. أتجهلين أم تتجاهلين؟!.. وللمقال بقية إن شاء المولى عز وجل.