رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

بصراحة، هل احتفلت بعيد الحب؟.. هل تعرف يعنى إيه فلانتين؟.. هل اشتريت وردة؟.. أم استبدلتها بوردة من «الإنترنت»؟.. عن نفسى، لو لم أكن صحفياً لوددت أن أكون بائع ورد!..لازم يكون عندك بديل لو الشغلانة بااااظت.. ممكن كمان أرجع البلد وأشتغل فلاح.. بلاش.. ممكن أروح الفرافرة، لأن غابات الأسمنت أكلت الأرض.. فى كل الأحوال، عمرى ما كنت هابقى راجل أعمال.. بعدين اقولك ليه؟!

طيب خلّينا فى عيد الحب والورد.. مين يشترى الورد منى؟.. أكيد مش هقف فى الإشارات، ولا هغنى زى ليلى مراد.. ممكن تبقى عندى افكار مبتكرة لبيع الورد.. ايوة عندى افكار.. جايز تسألنى وليه ما تعملش كُتب؟.. سوق الكتب واقف زى سوق الصحافة.. لازم بديل من بعيد.. وممكن تسألنى ليه ما تبعش افكارك؟.. فى العالم الأفكار ليها تمن.. إنت قولتها فى العالم ليها تمن.. فى مصر لا يوجد أى تمن للأفكار!

القضية ليست فى البضاعة.. القضية فى السوق.. ممكن تعمل بضاعة جيدة ومهنية وسوقها واقف.. السبب لأن الرديء كتير.. العملة الرديئة طردت العملة الجيدة من السوق.. يعنى الحكاية بالمقلوب.. علشان كدة اضمن مهنة «الفلاحة».. لأن الأرض ما بتكدبش.. وخلينا أفسر لك ليه مش هابقى راجل أعمال؟.. اللى يشتغل فلاح ما يعرفش يبقى راجل أعمال.. الفلاح صادق.. راجل الأعمال عنده مواصفات تانية!

عصر الورد الإلكترونى!

أعرف انك تهمس وتقول: بالشكل ده، عيد الحب باااظ، وسوق الورد باظ؟.. لأن عصر الانترنت بيحلها بكلمة وبوست ووردة إلكترونية، وأغنية «هاتى بوسة يا بت»، وكل عيد وأنت طيب.. مين هيشترى الورد منك؟.. وفين القدرة الشرائية للشباب، وأغلبهم بلا عمل؟.. ومن يعمل عاوز صدقة.. لأ مش للدرجة هنزّل سعر الورد، ليكون فى متناول الشباب.. لازم نشجع ثقافة الورد والحب، وتكون فى متناول اليد!

هتقول هناك مافيا لن تسمح لك.. صحيح هناك مافيا، وفى كل خرابة عفريت.. لكن لازم نقاوم.. ولازم ننتصر.. مش هنسيب كل حاجة تبوووظ.. فيه جمعيات حماية المستهلك.. وفيه جمعيات الرفق بالإنسان، وفيه جمعيات خيرية هتشترى الورد، وتوزعه على الشباب مجاناً.. لا تضحك ولا تستخف.. المجتمع كله هيتحرك.. الورد زى رغيف العيش.. عاوزين إنسان.. يحس ويحب ويشترى الورد.. لازم!

لا تفهمونى غلط.. أنا لا أروّج لبضاعتى فى المستقبل.. مهم أن يكون فى حياتنا وردة.. زمان احتفظت بوردة ناشفة فى أجندتى عدة اعوام.. أنت ايضاً فعلت ذلك.. وغيرنا فعلها.. سوق الورد مثل سوق الخبز.. وحين أبيع الورد فى المستقبل، سأجعل نسبة للسوق المحلى.. جايز تكون النسبة الأكبر للتصدير.. هم هناك يقدرون الورد.. يزرعونه فى الشرفات وفوق الأسطح.. يحبون الحياة.. الورد يعنى الحياة!

 

 

 

 

لو اشتريت وردة!

تخيلوا.. شيء واحد كان يستطيع أن ينتشلنى من هذه الأفكار.. لو أننى اشتريت وردة.. لو أننى وجدت من يأخذها.. ولو حدث هذا ما فكرت فى الصحافة ولا الفلاحة.. كنت سأعيش اللحظة فقط، وأنعم بالحب والشوق واللهفة.. تخيلوا لو شاهدت فيلماً رومانسياً ما فكرت فى شيء.. ربما نسيت مهنة المتاعب.. وربما نسيت سوق الثقافة والكتب.. كنت هغنى لأم كلثوم أنا حبيت فى عنيك الدنيا كل الدنيا.. حتى عواذلى وحُسّادى!

السؤال: هل تقنع المرأة المصرية بوردة، أم لا يملأ عينيها غير الذهب والمجوهرات؟.. الأرقام تقول إن حجم المبيعات فى سوق الذهب لا يتجاوز 15% فقط.. معناه أن القدرة الشرائية انخفضت جداً،  حتى عند القادرين.. ومعناه أننا لا يوجد عندنا بديل غير الوردة.. فهل تصلح الوردة «شبكة عروسين»؟.. هل تكفى «كلمة حلوة»؟.. هل الوضع الاقتصادى سيفرض شروطه قسراً على العلاقات الإنسانية حباً وزواجاً؟!

آخر كلام!

ابحث فى داخلك عن وردة، تخفف عنك آلام الحياة.. وردة حقيقية مش إلكترونية.. خلّى كل الأيام عيد حب.. مش لازم يبقى 14 «فبراير».. كل يوم يعدى عليك حلو عيد حب.. مش لازم العيد يبقى محدد بيوم، ولا إجازة رسمية.. أحسن حاجة أن الفلانتين مش اجازة.. مصر ضربت الرقم القياسى فى الإجازات.. يمكن عندما نعمل نقدر نعيش الحياة، ونقدر نشترى وردة، ونقدر نلاقى الشخص الحقيقى اللى يستحقها فعلاً!

 

(ابحث فى داخلك عن وردة، علشان تعيش إنسان.. بلاش وردة إلكترونية.. لكن هل يصلح بوكيه الورد «شبكة عروسين»؟.. هل الظروف الاقتصادية ستفرضه قسراً).