رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلام

غالية السيد سليمان عواد، اسم لم يتوقف أمامه أحد، هى مجرد شخص عادي وإن كان اسمها «غالية». ماتت على قارعة الطريق، ولم تكن مادة ضمن هيافات الفضائيات الليلية، ولم تكن عنوانًا فى صفحات الحوادث بالجرائد الصباحية. ولو أنها من النشطاء لكانت حديت المدينة والقرية، ولأصبح خبر وفاتها «مانشتًا» فى صدر الصفحات الأولى للصحف، ولكانت حكايتها محور الكلام فى برامج التليفزيون، لكن الست «غالية» مواطنة مصرية بسيطة مثل الملايين غيرها، فقد ماتت دون أن تحتج منظمة العفو الدولية، ولا أى جمعية من جمعيات حقوق الإنسان الممولة من الخارج، لأنها لا تَهُم الخارج، وأيضًا لا تَهُم الداخل.

ماتت غالية السيد سليمان عواد فى الشارع وسط زحام المحتشدين أمام مديرية التموين بالقليوبية لتجديد بطاقة التموين. كانت زجاجة الزيت وكيلو سكر بالنسبة لها- وللملايين غيرها- قضية حياة أو موت، فماتت فى الزحام، ورحلت وروحها تلعن كل المسئولين الذين جعلوا من الدعم وسيلة للتلاعب بالشعب، والتدليس عليه، والمُتاجرة به، والتباهى والمَنْ على الناس بما تقدمه الدولة  لهم، رغم ضآلته.

وقضية الدعم رغم خطورتها، فإنَّ دولًا كثيرة قد سبقتنا فى تحويله إلى دعم مادى؛ لضمان وصوله للمستحقين، دون رميهم فريسة بين أسنان جشع التجار وأصحاب المخابز. ولوزير التموين الدكتور خالد حنفى أقول: أدرس من الآن وفورًا تحويل الدعم التموينى للسلع والخبز إلى دعم مادي يُضاف إلى بطاقات ائتمان تموينية تسمح لصاحبها شراء أى سلعة، ومن أى مكان. هذا الإجراء لو تم سيقضى على جشع جماعات الضغط والجشع والاستغلال من أصحاب المخابز وبقالى التموين، وسيسمح بالتنافس فى السوق، وسيقضى على السلع الرديئة والخبز الردئ. اعطوا للمستحقين  ثمن رغيف الخبز، وثمن السلع التموينية، واتركوهم يشتروا حاجاتهم من أى مكان وبالسعر المُنافس. اسمحوا للراغبين تشغيل مخابز جديدة تعمل فى صناعة الخبز بدون دعم، وبدون مشاكل، وبدون سرقة. اسمحوا للراغبين تأسيس وتطوير محلات البقالة لتكون منافذ لبيع السلع غير المُدعمة، بدلًا من مشاكل التموين اليومية..  ففى مصر 21 مليون بطاقة تموينية، تخدم 70 مليون فرد، حصتهم من الدعم السلعى ودعم الخبز، يتجاوز  32 مليار جنيه.. وعدد المستحقين، ورقم الدَّعم كبير جدًا يُشجع على الاهتمام، واتخاذ قرار حاسم وقوى بتحرير سوق التموين والخبز، لتحكمه المُنافسة.. أمامك ياوزير التموين مجلس النواب، أحسِن العرض واكشف تلاعب المتلاعبين، وفساد الفاسدين، وسرقات السارقين، وستجد دعمًا قويًا من الشعب ونوابه. أحسن عرض مزايا تحويل الدعم إلى مبالغ نقدية فى بطاقة ائئتمان، يشترى صاحبها العيش والسلع من أى مكان وبالجودة العالية، أو يسحب قيمة الدعم نقدًا من أى ماكينة أو مكتب بريد فى الدولة.. لا تخشَ على منصبك، ولا تخشَ إلغاء وزارتك، فإن بقاءها سيكون ضروريًا لتنظيم السوق ورقابته، وأنت ستبقى وزيرًا وربما ستكون رئيسًا للحكومة، فلِم لا؟!

إنَّ غالية السيد سليمان التى ماتت فى زحام المُحتشدين أمام مديرية التموين، ليست الوحيدة التى ماتت بسبب رغيف العيش، فقبلها العشرات ماتوا فى طوابير العيش وطوابير البوتاجاز، ولو أنَّهم نشطاء لم يكن الوضع على ما هو عليه.. إنَّ أرواح هؤلاء تلعن كُل مَنْ يتراخى أو يتوانى أو يستهتر بحق الشعب فى أن يصل إليه دعمه دون وسطاء فاسدين، جشعين، لصوص، فشلت كل الجهود فى وقف فسادهم وجشعهم وسرقتهم.