رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نداء فكري إلى الشعب المصري قاطبة، بكل أنماطه: عمالاً وفلاحين ومثقفين ومفكرين مسلمين وأقباطاً عليهم أن يعطوا للحقائق التاريخية المؤكدة نصيبها في الفهم الصحيح والبيان العقلاني في ترجمة الأحداث بمنطق العقل السديد والفكر السديد والقضية المطروحة عن حقيقة ما حدث يوم 25 يناير في أحضان الوطن بمنتهي الفكر الحيادي للوقوف أمام التكييف الحقيقي لذلك اليوم المشهود في عقد الزمن وفي حياة كل المصريين.

وليعلم هؤلاء الذين يرون في ذلك اليوم المشهود رأياً آخر، عليهم أولاً أن يعودوا بذاكرتهم ويقفوا على الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي كان مع الحكم والقائمين عليه، رئيساً وحكومة والنظام المعمول به وقتئذ، مع حاكم أمضى عمراً بأكمله تخطي الثلاثين عاماً ولم يقدم للدولة عملاً ايجابياً يشار اليه بالبنيان، بل كان يردد دائما «أنه مادام في صدره قلب ينبض بالحياة سيظل حاكماً للبلاد».

وقد اقترنت هذه العقيدة المأساوية، سواء أعلن أم يحاول أن يكون ذلك سراً في صدره وزوجته «سيدة مصر الأولى» في ذلك الزمن الأغبر، كل كان يعمل لجعل نظام الحكم «نظاماً ملكياً» بمعنى أنهم كانوا يمهدون لكي يكون ابنه جمال «خليفة من بعده لحكم البلاد» ترديداً لشعار الحكم الملكي «مات الملك يحيا الملك».

<>

في منتهى الايجاز عودة لذلك اليوم الخالد يوم 25 يناير حيث استيقظت الأمة قاطبة في شتى البلاد شيباً وشباناً، رجالاً ونساء، حتى الاطفال في مواكب من كل الجهات الأصلية والفرعية صوب ميدان التحرير في قلب العاصمة القاهرة والتي أصبحت حسب المثل الشعبي الحكيم «لقد كانت مقهورة فأصبحت القاهرة».

ليعلم الجميع أن تعبير ثورة بمعناها ومضمونها يتفق تماماً مع ما قام به الشعب تعبيراً صادقاً عما في الصدور أو حسب الذين كيفوا حقيقة الثورات منذ فجر التاريخ، بدءاً من الثورة الشعبية المصرية الفرعونية إبان عصر الأسرة السادسة حسبما عبر عنها «الحكيم إيبوور» قامت ثورة ضد الملك واشتركت فيها الأمة قاطبة واستطاع هذا الحكيم أن يطرق القصر الفرعوني ويواجه الملك بما حدث في البلاد من سوء ودمار، وخاطبه قائلا في قصره مع الحاشية «إن هؤلاء الذين حولك يغذونك بالأكاذيب».

قم لنرى ماذا حدث للبلد من دمار «.. وهب الشعب ليكتب تاريخ الثورة الشعبية الأولى في التاريخ، والسبب قاله حكيم الثورة الحكيم إيبوور»:

«إن الشعور بالظلم لا الظلم نفسه يولد الثورة»

وفي نفس الاتجاه الفكري والفلسفي قال به فيلسوف فرنسا «أبير كامي» في مؤلفه:

L'Hom me revelte أي «الإنسان ثائرا»

وصدق الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي في قصيدته «إرادة الحياة».

إذا الشعب يوماً أراد الحياة

فلابد أن يستجيب القدر

ولابد لليل أن ينجلي

ولابد للقيد أن ينكسر