رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

لا أعرف كيف تم الاتفاق بين ثلاثة من مقدمي برامج إخبارية حوارية من قنوات تليفزيونية مختلفة علي أن العلاج الذي تلقاه أصحاب حالات مرضية في عيونهم قد تم بدواء محرم استخدامه دولياً، مما أدي إلي إصابة بعض أصحاب هذه الحالات بالعمي جراء علاجهم بهذا الدواء المحرم دولياً!.

وقد سمح وقتي مصادفة بأن أتابع ما ورد بشأن هذا الحادث المؤسف الذي وقع في مستشفي كبير عام بطنطا عبر الحوارات التي أجريت بمعرفة الثلاثي الذي تولي إذاعة الخبر، ثم إجراء الاتصالات لتلقي التعليقات علي الحادث، بدء ببعض أهالي الضحايا الذين أصيبوا بالعمي، إلي محافظ الغربية، وبعض الأطباء الذين لم يشر أي واحد منهم إلي أن العلاج الذي تلقاه الضحايا في عيونهم كان بعقار محرم دولياً!، بل كان التعليق الرصين الذي تفضل به طبيب استشاري متخصص قد أكد بوضوح في الشق الأول من تعليقه أن الدواء الذي عولج به الضحايا ليس بالمحرم دولياً نافياً ذلك نفياً قاطعاً!، وأضاف أن الدواء الذي عولج به الضحايا مخصص للعلاج من السرطان!، وأن استخدامه في علاج العيون له سوابق!، لولا أن الضحايا للعلاج بهذا الدواء يعانون من أمراض أخري أهمها السكر مما كان له مضاعفات علي عيونهم!، ولم ينس هذا الاستشاري الكبير أن يؤكد أكثر من مرة أن الدواء المستخدم في العلاج ليس محرماً دولياً!

واستطاع بجهد جهيد تأكيد هذه المعلومة رغم تشويش المذيعة عليه ومحاولة مقاطعته!، وانتهت فقرة حوارها مع الاستشاري، لتعود فتؤكد علي أن الدواء محرم دولياً!.

بل ظهرت المشكلة أشد وضوحاً ومدعاة للسخرية عندما وجدت زميلين لهذه المذيعة التي تنفرد ببرنامج تغير اسمه من أجلها بعد رحيل زميليها من البرنامج الذي شاركتهما في تقديمه قبل إلغائه وإحلال البرنامج الجديد للمذيعة وحدها دون أن يقدم أحد للمشاهد سبباً لكل ما جري!، وأعود إلي زميليها اللذين يقدمان كل بمفرده برنامجاً مماثلاً في قناتين مختلفتين، فإذا بهما يصران علي أن الدواء الذي عولجت به الحالات في المستشفي بطنطا إنما هو محرم دولياً، وقد استشعرت أن هذا الإصرار علي التحريم الدولي إنما هو مقصود لذاته!، مهما أتي نفي لذلك من أطباء متخصصين والزملاء الثلاثة ليسوا أطباء كما أعرف!، لكن ما جري يأتي في سياق عادة أصبحت شائعة في جميع برامج الحوار - أو الثرثرة إن شئت الدقة - عندما يدعي أحدهم للحديث في برنامج من هذه الشاكلة كون أنه متخصص في موضوعه، فلا يترك من يحاوره من المذيعين والمذيعات فرصة لاكمال جملة مما يقول!، بل ويحاول محاوره إثبات التفوق علي صاحب التخصص وكأنه خصم له!، ثم نلاحظ أن المذيعين والمذيعات قد أصبحوا أشد ميلا لإثبات أنهم أصحاب حيلة واسعة لحصار الضيف حتي ينطق بما يراد منه قوله طبقاً لخطة مسبقة!، واستبسال المذيعين والمذيعات في مضايقة الضيف ونفاد صبره علي رأس الأسباب التي تجعل بعض الضيوف يحتجون علي هذا السلوك من مضيفيهم بترك الاستديو غاضبين.