رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

(لا نحب النفخ ولا نريده.. فقط نكره تصوير مصر باعتبارها دولة فاشلة.. عيب جدًا أن تظهر فجأة موجة استدعاء وزراء مبارك، فى ثرثرة الإعلام الليلى!)

فرحت مصر بفوز منتخب اليد.. سرت حالة من الابتهاج والشعور بالانتصار.. كأن الناس تريد أن تفرح.. كأننا وجدنا ضالتنا فى خبر مفرح، وسط كل الظروف والأخبار المحزنة، من القتل والترويع وتشييع الجنازات.. هكذا بدت الصورة.. سواء لأن الرئيس السيسى هنأ المصريين فورًا من أديس أبابا، أو لأن الإعلام أبدى حالة ابتهاج بالفوز.. فى المقابل كان هناك استنفار رسمى لإنقاذ مركب الصيادين فى بورسودان!

لا أرى شخصيًا أن هناك حالة نفخ فى خبر فوز منتخب اليد.. أراه باعتباره نوعًا من التشجيع للعبة أخرى غير كرة القدم.. أراه بداية للاهتمام بألعاب أخرى مثل ألعاب القوى.. أراه بداية انتصارات رياضية تُسعد المصريين.. ولا مانع عندى من التركيز على الخبر لإشاعة البهجة أيضًا.. فقد اهتم الرئيس بالفوز، واهتم أيضًا بسلوك الجماهير.. وحياهم، بما يعنى انه يطمئن الجماهير أيضًا، باقتراب عودتهم للمدرجات!

صحيح أن انتصار منتخب اليد، وتأهله للأولمبياد ليس الانتصار الوحيد مؤخرًا.. فوز مصر بمقعد الأمن والسلم بالاتحاد الإفريقى انتصار أيضًا.. يعنى عودة مصر مجددًا إلى مكانتها الطبيعية.. ويعنى أن الدولة المصرية تتحرك فى اتجاه إيجابى.. لا اقول ذلك من قبيل النفخ، ولكنى اقوله من قبيل أن الدولة المصرية قادمة.. وأنها ليست فاشلة، بحيث تظهر فجأة موجة استدعاء وزراء مبارك، فى ثرثرة الإعلام الليلى!

لا تشيعوا اليأس ولا تبثّوا الفزع!

هل دورنا أن نبثّ الحزن والفزع فى نفوس الناس؟.. هل مهمتنا أن نشيع اليأس بين المواطنين؟.. أم أن المنطقى ان ندعم مصر فى ظروف نعرف قسوتها؟.. لا أقول ننشر الوهم.. لكن مهم أن نشجع اللعبة الحلوة كما يقولون.. ليس شرطًا أن نكون كلنا نقادًا، وأن نكون كلنا مدربين.. دعونا نتفق على شىء.. نشجع اللعبة الحلوة، وننتقد اللعبة الوحشة.. على الأقل أن نكون موضوعيين.. على الأقل أن نكون مهنيين!

الاهتمام الرئاسى بغرق مركب فى بورسودان، هو نفس الاهتمام بالشباب المصريين الذين كانوا مختطفين فى ليبيا.. حالة الاستنفار تستحق التحية.. وتستحق التقدير والاحترام.. حين ترعى الدولة مصالح الشعب رعاية كاملة.. حين يكون التطبيق العملى لليمين الدستورية.. تحترم الدستور والقانون، وترعى مصالح الشعب رعاية كاملة.. هذه المفاهيم نتأكد منها كل يوم.. يعطينى الأمل أن الدولة المصرية على التراك!

على الأقل لم تخرج اصوات من هنا أو هناك تلوم الصيادين.. لم تقل «إيه اللى ودّاهم هناك؟».. فيه أوقات لا يصح فيها الكلام، لكن يصح فيها الفعل أولًا.. تحرك المنظومة بهذا الشكل يؤكد أن مصر صاحية.. يشير إلى اننا دولة فيها حيوية.. ليست كتلك الدولة التى تيبست ونامت وشخرت، أثناء غرق العبارة السلام 98.. فلم تستيقظ إلا بعد الكارثة، وكانت المركب قد راحت فى الأعماق، والتهمتهم أسماك القرش!

الفارق كبير جدًا!

القصة وما فيها أن الأمر لا يتعلق بمركب صيد.. لأ.. الأمر يتعلق بالتحرك الفورى.. الرئاسة تُصدر تعليمات واضحة.. الخارجية تجرى اتصالاتها.. القوات البحرية تُحرك القطع البحرية للانقاذ.. لم يقل الرئيس فى اثيوبيا، ولم يقل إنه لا يدرى.. كان مبارك يشاهد المباراة فى مصر ولم يتحرك فى 2006.. ربما قال «خليهم يتسلوا».. ربما كان يريد أن يعرف كيف يلاعب سمك القرش المصريين فى البحر الأحمر؟!!

المثير أن هناك اصواتًا تُصور الدولة على أنها فاشلة.. سواء فى مجال التنمية أو حتى الرياضة أو الدبلوماسية.. فى مجال الاستثمار تسمع اصواتًا لا يعجبها العجب، ولا الصيام فى رجب.. تنتقد وزراء المجموعة الاقتصادية.. المالية والاستثمار والصناعة تحديدًا.. تقول إنهم فاشلون.. هذه الأصوات تستدعى فى المقابل غالى ورشيد ومحى الدين.. معناه فى النهاية أن الثورة كانت كارثة.. أطاحت بالناس الطاهرة!

 

آخر كلام!

مصر ستمضى وستنجح.. ما دامت صاحية، وما دامت تعمل من خلال منظومة.. فمن هنا نبدأ.. كانت الثورة تريد أن تكون هناك دولة مؤسسات، لا دولة فرد.. ستبقى مصر دولة مؤسسات.. وإن حادت سنقومها بكل قوة.. سننحاز للدولة لا للنظام.. وسننحاز لأى نظام يخدم الدولة.. لا يبيعها ولا ينهبها ولا يتخابر عليها.. عندئذ سننتصر.. ليس فى كرة اليد فقط، ولكن فى كل الألعاب.. وقبلها فى مباراة التنمية والعلوم!