رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

هل دقق شباب الصحفيين فيما نشرته جريدة الأهرام الصادرة أمس فى اشارتها إلى حوار نشرته ودار بين زميلنا الكبير مكرم محمد أحمد والمستشار الجليل وزير العدل أحمد الزند؟ ولست فى معرض الاشارة إلى أهمية بالغة حملها هذا الحوار لما أدلى به الوزير ودقة ورصانة الاسئلة التى توجه بها مكرم إلى الوزير، فما قدمه الثنائى فى هذا الحوار يثير الاهتمام ويلفت الأنظار إلى دقة التوقيت الذى اختاره مكرم ووافق عليه الوزير أحمد الزند ليدلى بكل ما فى جعبته من أسرار ومعلومات مهمة تدور حول ما وعد به عموم المصريين غدا مما سيفجره بإذاعة ما لديه!، وفى قضايا كل يوم وكل ساعة مما يشغل مصر كلها الدولة والبرلمان والحكومة والناس، ولكننى شئت أن أبدأ هذا المقال بتساؤلى عما إذا كان شبان الصحافة قد دققوا فى الإشارة التى نشرها الأهرام أمس إلى حوار مكرم مع الوزير، لقد نشر الأهرام إشارته بعبارة «كتب مكرم محمد أحمد»، وهو من هو فى عداد شيوخ مهنة الصحافة والمخضرم المهم للغاية بمقالاته وتعليقاته فى الأهرام وغير الأهرام، وعلى قدر الأهمية البالغة التى يمثلها الحوار من حيث توقيته شديد الذكاء وانفراد الأهرام به فإن «مكرم» الكبير قدرا وفعلا ومهنة قد كتب اسمه بالعبارة التى سجلتها شأنه فى ذلك شأن ما يصطلح على استخدامه فى نشر أخبار أو موضوعات خبرية صغيرة لشباب وناشئة المهنة الصحفية، مما درجنا عليه فى شبابنا ونحن نبدأ الطريق أيام أن كان لمهنة الصحافة تقاليدها الراسخة التى لا مجال للمجاملات فيها بالهوى والغرض مما ينتشر فى صحافة هذه الأيام!، لكن مكرم محمد أحمد يعرف قدر نفسه جيدا، وليس فى حاجة إلى افتعال قيمة أو قدر لكى يضخم من حجم اسمه!، مع أن الحوار الذى أشارت إليه الأهرام قد حمل سبقا مهما رأت فيه الأهرام أن يكون المانشيت الرئيسى لصفحتها الأولى.

وهذا درس بليغ ولا شك يجعل الشاب اللبيب والشابة النابهة من شبيبة مهنة الصحافة حاليا يخفون من لهفتهم على استعجال الزمن كى يمضى بهم سريعا إلى القفز على الصفحات الأولى وتضخيم أسمائهم بصرف النظر عن أهمية ما ينشرون، وانعدام الأهمية التى تجعل استحقاق نشر ما يكتبون غير وارد!، وهل يلفت أنظار الناشئة أن زميلى وابن جيلى مكرم محمد أحمد بكل ما يملكه من الدربة والحنكة قد حرص على اصطياد التوقيت الذى اختاره ليحاور وزير العدل، والذى كان بدوره مقدرًا لأهمية الإدلاء بما لديه فى هذا التوقيت، لكن هذا الحوار بين مكرم محمد أحمد والوزير جاء بدرس آخر للكثير من أبناء مهنتنا وليس الشباب فقط فمكرم فى ثمانينيات العمر - أمد الله فى عمره - مازال يحتفظ بيقظته المهنية كاملة يقرأ ويواصل تتبع ما تبثه شاشات وإذاعات العالم لتأتى مقالاته وتعليقاته طازجة دائمًا، ولا يلاحظ المتابع لما يكتبه مكرم أنه يسود المساحة المخصصة لمقاله بما يملأ المساحة فقط كما يفعل البعض!، وهو حريص على تأكيد انتمائه لمدرسة الخبر التى انحدر منها وهى مدرسة مازالت حية نابضة فى الأهرام، وقد حافظ مكرم على تلمذته فى مدرسة محمد حسنين هيكل التى كثيرا ما عبر ناظرها عن اهتمامه بالحصول على الخبر الجديد قبل أى أمر، وظل يمارس هذا الحرص الخبرى حتى وهو على قمة الأهرام، وهذه كلها دروس لمن يريدون التعلم وعندهم قابلية لذلك.