رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

لا أجد وصفاً أبلغ من صفة «ضحايا» أصف بها طلاب الثانوية العامة، فهم شباب فى مقتبل العمر حولتهم وزارة التربية والتعليم إلى فئران تجارب، فبين حين وآخر، تقوم الوزارة بإصدار حزمة قرارات هدفها تضييق الخناق على طلاب الثانوية العامة بدعوى تطوير منظومة الثانوية العامة التى لا يعلم المسئولون عن التعليم فى مصر أنها لا تحتاج إلى تطوير وإنما تحتاج إلى نسف وإعادة بناء من جديد.

تارة يصدر قرار بتطبيق درجات للسلوك وتفعيل منظومة الغياب الإلكترونى ونجد السيد وزير التربية والتعليم لا يهتم نهائياً باعتراض الطلاب وأولياء أمورهم، ثم نجد السيد رئيس الوزراء يتدخل بإصدار قرار بتجميد هذه القرارات! أما الطالب فهو حائر لا يدرى ماذا ستفجر له وزارة التربية والتعليم من مفاجآت! وأولياء الأمور فى حالة تأهب دائم لأى قرارات تتسم بالتخبط وعدم مراعاة الصالح العام للطلاب من وجهة نظر الطلاب وأولياء أمورهم.

وبالرغم من أننى تحدثت كثيراً عن التخبط فى قرارات وزارة التربية والتعليم وتخوفت من أن يفاجأ طلاب الثانوية العامة بتطبيق القرار الخاص بأن تخاطب 30٪ من أسئلة الورقة الامتحانية مهارات التفكير العليا، فقد حدث ما تخوفت منه، حيث نصت مواصفات الورقة الامتحانية المطورة على أن تصل نسبة الأسئلة التى تعتمد على المستويات العليا من 20 إلى 30٪ حسب كل مادة على حدة.

وهنا لن أتحدث عن طالب لم يتدرب على مهارات التفكير من مراحل التعليم غير الإلزامية حتى مراحل التعليم الإلزامى وتدرب طوال حياته على النمطية والبعد عن التفكير والحفظ والتلقين، وإنما سأتحدث عن معلم لا يمتلك وعياً كافياً بمهارات التفكير وكيفية تدريسها وكيفية تصحيحها، معلم تربى على ثقافة نموذج الإجابة، معلم أفسد عقول أجيال بتدريبهم على الحفظ والتلقين، فكيف له أن يؤتمن على وضع درجات تتعلق بالفهم وإعمال العقل فى التحليل والتركيب والتقويم والإبداع!

وأتيقن عين اليقين أن الوزارة ستتراجع عن هذا القرار لأنه من غير المنطقى اختبار طلاب فى نهاية السلم التعليمى على مهارات لم يتدربوا عليها مدة تزيد على عشر سنوات دراسة.

كما أن تعميم مثل هذا القرار يتطلب التجريب على عينة ممثلة لجميع فئات الطلاب فى المرحلة الثانوية من بينات متنوعة وتحليل النتائج إحصائياً قبل اتخاذ قرار التعميم على جميع الطلاب، وأخيراً، نجد مواصفات الكتب المدرسية فى جميع المراحل الدراسية تتضمن مهارات التفكير ولكن نفتقد التطبيق على أرض الواقع، فبدلاً من تفجير المفاجآت، فلتراجع الوزارة منظومتها بصورة كاملة ولتقوم بتطبيق التدريب على مهارات التفكير من مرحلة الروضة، كما يتعين على وزارة التربية والتعليم تقديم دورات تدريبية لأولياء الأمور لتقديم التوجيه والإرشاد فيما يتعلق بمساعدة الطلاب على تنمية مهارات التفكير لديهم، وهذا يعنى أن يكون التفكير أسلوب حياة تتبعه الأسرة فى المنزل ويستخدمه المعلمون فى المدارس بما ينعكس إيجابياً على جميع مناحى الحياة لدى الطلاب وبهذا تقف مصر على الطريق السليم.

إن أرقى استثمار تستخدمه الأمم هو الاستثمار البشرى لأن العقل البشرى هو أفضل رأسمال، فعندما تحترم وزارة التربية والتعليم عقول الطلاب، ستجنى مصر ثمار النجاح والتقدم والمنافسة العالمية، ويمكن فى هذه الحالة أن نقول «بعقول شبابها، تحيا مصر».