رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صح النوم

كل عام وأنتم بخير، كل لحظة ونحن جميعا في رضا وراحة بال، الشعور بالرضا والقناعة أهم وأبقى من اللذة والمتعة والسعادة، السعادة شعور مؤقت أما الرضا وراحة البال فهي حالة دائمة وأرض صلبة ثابتة، والإحساس بالرضا لاينفي الطموح أو الأمل أو حلم الوصول للأهداف مهما كانت لذلك كان السعي للرزق أمراً ربانياً واضحاً (فامشوا في مناكبها وكُلُوا من رزقه)، وكما يقول الشاعر: وما نيل المطالَب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، كما أن السماء لاتمطر  ذهباً أو فضة، يحكي الامام الصوفي  جلال الدين الرومى إنه وهو شاب كان يتولى تجارة والده وكان أن ذهب لصلاة الفجر وقافلة التجارة تنتظره بالخارج وسمع الامام يقول إن الله يرزق كل  عباده حتى من في بطن الأرض وخرج الرومي وتحرك فإذا به يجد صقراً يقف على صخرة ويقذف بالطعام لسلاحف أسفل الجبل ويطير فيجتمع عدد أكبر من السلاحف منتظرين القادم وكان صقرا فيأتي لهم بالطعام ويطير، فقرر الرومي العودة عن السفر والذهاب للعبادة بالمسجد فسأله الإمام لماذا لم تذهب بتجارة والدك فقال له أليس الله الذي جعل الصقر يذهب ليأتي بالطعام للسلاحف اسفل الجبل بقادر أن يطعمني سأمكث لعبادته بالمسجد، فقال له الإمام ياابن الرومي ولماذا تكون سلحفاة وانت قادر أن تكون صقرا إن الله يحب صاحب اليد العليا اذهب لتجارتك فقد كان الأنبياء يعملون بالحرف والمهن ولو أرادوا لجعل الله التراب في اكفهم ذهباً، إذن احلم واعمل لتحقق حلمك ولا تلعن الظروف، مادمت حاولت ستشعر بالرضا وهو أسمى شعور لأن النتائج ليست بيدك ولو لم تأت كما خططت فتأكد ان الله يدخر لك ماهو أفضل وأن ماتصورت إنه خير ربما كان شراً، وحاول مرة أخرى، المثل يقول أعطني وقتاً وارمنى البحر وتفاءل، بلا تفاؤل ستفقد حماسك والحماس هو وقود سيارتك في طريق الحياة، الأمل هو قنديلك الذي يضىء ظلام الطريق وانفاق اليآس ويبددها جميعاً وبهذا النور يتولد الحماس فيعطي طاقة تدفعك للأمام، بلا تفاؤل انت تتحرك كالسلحفاة ولا  يمكن للإنسان أن يعيش بلا بصر ولكنه لا يمكن أن يعيش بلا أمل وتفاؤل، الأمل هو تلك النافذة الصغيرة،  التي مهما صغر حجمها،  فإنها تفتح آفاقاً واسعة في الحياة. الناس معادن.. تصدأ بالملل،  وتتمدد بالأمل،  وتنكمش بالألم. الثقة بالله أزكى أمل،  والتوكل عليه أوفى عمل. الإنسان دون أمل كنبات دون ماء،  ودون ابتسامة كوردة دون رائحة،  ودون إيمان بالله وحش في قطيع لا يرحم. المتفائل يقول: إن كأسي مملوءة إلى نصفها.. والمتشائم يقول: إن نصف كأسي فارغ. لولا الأمل في الغد لما عاش المظلوم حتى اليوم. أجمل وأروع هندسة في العالم أن تبني جسراً من الأمل على نهر من اليأس. هناك أشخاص هم الأمل بذاته. قد يتحول كل شىء ضدك ويبقى الله معك،  فكن مع الله يكن كل شىء معك. أنا متشائم بسبب الذكاء،  ولكني متفائل بسبب العزيمة. لماذا الخوف،  والشمس لا تظلم في ناحية إلا وتضيء في ناحية أخرى ؟ إذا فقدت مالك فقد ضاع منك شيء له قيمة،  وإذا فقدت شرفك فقد ضاع منك شيء لا يقدر بقيمة،  وإذا فقدت الأمل فقد ضاع منك كل شيء. العقل القوي دائم الأمل،  ولديه دائماً ما يبعث على الأمل. أحياناً يغلق الله سبحانه وتعالى أمامنا باباً لكي يفتح لنا بابا آخر أفضل منه،  ولكن معظم الناس يضيع تركيزه ووقته وطاقته في النظر إلى الباب الذي أغلق،  بدلاً من باب الأمل الذي انفتح أمامه على مصراعيه. الآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء. إذا نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود،  لرأيت الجمال شائعاً في كل ذراته. المؤمن كالورقة الخضراء،  لا يسقط مهما هبت العواصف. ليس المهم ما يحدث لك،  بل المهم ما الذي ستفعله بما يحدث لك. الأفضل دائماً أن نتطلع للأمام بدلاً من النظر إلى الخلف. يجب أن يكون احساسك إيجابياً مهما كانت الظروف،  ومهما كانت التحديات،  ومهما كان المؤثر الخارجي. قد تتحمل الألم ساعات،  لكن لا ترضى باليأس لحظة. لا تيأس،  فعادة ما يكون آخر مفتاح في مجموعة المفاتيح هو المناسب لفتح الباب. استعن بالله ولا تعجز، كل العظماء كانوا في جحيم اليأس يصطلون وعلى حافة الهاوية يهلكون ومن شدة المعاناة يتمزقون لكنهم بالعزيمة حولوا كل هذا لطاقة تحدي فولاذية وحفروا متاريس الاجتهاد والعمل والزحف للهدف، مصطفى كامل بعد دنشواي رأى الإنجليز يقبضون على كل وطني ويحاصرونه وخرست كل الأصوات وقيل له الزم بيتك وهددوه بالقتل لكنه صرخ  لا يأس مع الحياة،  ولا حياة مع اليأس. بيتهوفن قيل له كيف تؤلف موسيقى وانت اصم فقال أنا فقدت حاسة ولدي كل الحواس وصار الموسيقي  الخالد وغيره ممن لم يخلقوا لعجزهم شماعة الاعذار، من يريد ان يموت بيأسه يخلق شماعته ويصبح الانسان عجوزاً حين تحل الأعذار محل الأمل. لذلك تفاءل مع العام الحديد واقطف زهرة وقتك وكل لحظة ومصر فى أحسن حال.