رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

 

(لماذا كانت حركة المحافظين بنكهة عسكرية؟.. لماذا يهرب المدنيون؟.. لماذا لا يقبلون الخدمة العامة؟.. لماذا رفضوا حتى مجرد الحضور لمناقشة فكرة التعيين كمحافظين؟!)

 

(1)

• ألووو.. سيادة المحافظ صباح الخير!

• أهلًا أهلًا معالى الوزير.. «مكالمة عزيزة»!

• ربنا يخليك.. مش عارف أقولها لك إزاى؟!

• اتفضل يا فندم.. أنا عارفها.. فيه حركة محافظين؟!

• بالظبط كده.. للأسف سيادتك مش معانا.. بنتمنى لك الخير!

• شكرًا يا فندم.. بس هو «ممكن آخد هدومى» من المكتب!

• طبعًا طبعًا.. تروح تاخدها، او حد يجيبها لك براحتك!

• هو أنا ممنوع أروح المكتب؟.. فيه حاجات شخصية بس!

• لالالالا.. إطلاقًا.. تروح وتيجى.. مفيش مانع!

• يعنى أروح جامعتى ولا إيه؟.. ده قرار نهائى يعنى؟!

• استنى لما يطلع القرار الجمهورى.. انت لسه المحافظ حتى الآن!

• أنا دلوقتى فى بيتى.. أفضّل ألا أذهب للمحافظة تانى!

• براحتك يا دكتور رضا.. تحيااااتى!

(2)

• ألووو.. والنبى حد يجيب لى هدومى وحاجاتى من المكتب!

• (باستغراب) ليه يا فندم.. مش حضرتك جاى بكرة؟!

• (بصوت غاضب) لأ.. أنا خلاص.. إقالة.. إقالة!

• (صراخ) إقالة إيه؟.. مش هنسكت.. هنولعها مظاهرات!

• اعملوا اللى انتوا عاوزينه.. بس هاتولى هدومى!

• يبقى الفساد انتصر.. الشريف مالوش مكان.. آه يا بلد!

• آآآآآآه.. ربنا يحفظ مصر.. ربنا يستر!

• مين بلغك؟.. مين قالك إنت ماشى!

• الوزير زكى بدر.. كنت عارف إنه هيعمل كده!

• بدر.. بدر إيه؟.. فين الريس؟.. فين السيسى؟!

(3)

• ألوووو.. خد عندك إقالة محافظ الشرقية رضا عبدالسلام!

• ليه؟.. أكتب الأول.. خد السبق الصحفى وبعدين نبقى نسأل!

• عاوزين تفاصيل.. إقالة ولا حركة محافظين؟!

• إقالة.. المحافظ طلب هدومه وحاجاته دلوقتى حالًا!

• هو ممنوع يدخل المحافظة؟.. فيه أى شبهات عليه؟!

• لأ.. شبهات إيه؟.. الله أعلم فيه إيه؟!

• بس أنا جالى خبر إنه فيه حركة محافظين بعد ساعات!

مناخ نشط للشائعات!

هذه ثلاث مكالمات حدثت.. سواء بهذه الطريقة، أو قريبة الشبه منها.. المشهد الأول.. مكالمة بين الوزير زكى بدر والمحافظ رضا عبدالسلام.. المشهد الثانى بين المحافظ ومدير مكتبه، أو أحد كبار موظفى المحافظة.. المشهد الثالث بين أحد الموظفين ومراسل قناة فضائية أو موقع صحفى.. بعدها انطلقت الشائعات والتعليقات تتحدث عن إهانات وإقالات وحركة محافظين.. مناخ الشائعات ينشط عبر فيس بوك.. يحدث ذلك لغياب البيان الرسمى دائمًا!

كان الحل بسيطًا وسهلًا.. أن يتم الإعلان منذ الصباح عن حركة محافظين.. ثم يحدث الاتصال بالمحافظين المستبعدين تطييبًا لخاطرهم، أو شكرهم على أداء دورهم فى خدمة الوطن.. ساعتها لا كنا نسمع شائعات، ولا نشارك فى اتهامات.. وربما كانت تُعتبر «معروفًا» من الوزير، حين يتصل بالمسؤول، بدلًا من أن يعرف من تليفزيون الدولة.. لكننا مازلنا نحتاج لنظام يقتل الشائعات فى مهدها، ويخرج الكل ولديه شعور بالرضا.. هكذا كنت أتصور أصلًا!

(حفل تسليم وتسلم!)

سيبقى حفل التسليم والتسلم، الذى انتقلت فيه السلطة رسميًا، من الرئيس المؤقت عدلى منصور، إلى الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى، هو الأهم والأبرز فى حياتنا السياسية.. وظننت أنها «سنة حسنة» سوف نشاهدها كثيرًا فى أى حركة تغيير وزارى أو محافظين.. لكنها لم تحدث للأسف.. إما لأن الوزير مقموص، أو لأن المحافظ غاضب.. وربما كانت حالة الصخب التى صاحبت خروج رضا عبدالسلام نموذجًا.. فكيف نقيم حفل تسليم وتسلم للقيادة؟!

فى الجيش تحدث مثل هذه الاحتفالات.. كل يؤدى دوره.. السابق يسلم القيادة.. الحالى يتسلمها.. كلاهما يؤدى التحية العسكرية للآخر.. وتمضى المسيرة.. كنت أود أن تمضى الأمور على هذا النحو.. لا يعنى أننى أطلب أن يكون الوزراء والمحافظون بنكهة عسكرية.. أبدًا.. أتحدث عن الطريقة.. أما عن تولى المدنيين فهى مسألة تحتاج إلى دراسة.. لماذا يهربون؟.. لماذا لا يقبلون؟.. الوزير زكى بدر قال إنهم رفضوا حتى الحضور للمناقشة.. فماذا جرى؟!