رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

 

 

 

من عامل بسيط في أحد مصانع الغزل والنسيج لباحث وتربوي علي درجة عالية من الثقافة والتدقيق العلمي, رأيته لأول مرة في إحدي الندوات التي عقدها المجلس القومي لشئون الإعاقة لفت انتباه الحضور بمناقشاته الإيجابية ومداخلاته الثرية الواعية, رأيته رجلا وقورا وتوقعت أن يكون أستاذا جامعيا متخصصا في مجال تعليم ودمج ذوي الإعاقة. أو باحثا كبيرا في علم النفس التربوي. وما لفت نظري أيضا أنه شخصيا ليس من ذوي الاحتياجات الخاصة. قلت له, أحب أتعرف علي حضرتك يا دكتور فوجئت به يقول لي «أنا مش دكتور ولا حاجة أنا أب لشاب شاء الأقدار أن يولد بإعاقات عديدة جسدية وعقلية. لكنه قابل للتعليم والتأهيل. ومنذ أن رزقني الله بـ«أحمد» انقلبت حياتي رأسا علي عقب. والحمد لله نجحت في أن أحول مأساتي ومأساة ابني الي مشوار نجاح. ورغم أن زوجتي توفيت بعد سنوات قليلة من ميلاد أحمد إلا أنني لم أفكر في الزواج بأخري وقررت أن أصبح أبا وأما لابني وبصراحة لم أرد أن يتضرر أحد من خدمته وكان في سنوات عمره الأولي وحتي بلغ 10 سنوات تقريبا أعامله كطفل وليد. إلا إنني بالصبر واتباع برامج التأهيل والعلاج النفسي جعلته شابا شبه عادي يخدم نفسه بنفسه والأهم من ذلك أنني علمته القراءة والكتابة وتعلمت معه أمورا لم أكن أعلمها من قبل ورغم تعليمي البسيط اشتريت كمبيوتر وأدخلت خدمة الانترنت وبدأت أقرأ كثيرا عن تأهيل الأبناء في مثل حالة ابني ولأنني عامل بسيط ودخلي يادوب «علي قد أكلنا وشربنا» لم يكن في استطاعتي أن ألحقه باي مدرسة متخصصة أو أواظب مع أي طبيب في علاجه وجلسات التخاطب. ولكن كانت أهم القضايا التي تشغلني هي كيفية أن أجعل ابني طفلا ثم شابا عاديا يعيش في المجتمع كأي فرد فيه وصرت ادعو الله ليل نهار ان يمد في عمري حتي يصل الي بر الأمان. ولعل أكثر ما كان يهمني هو ما يطلقون عليه الدمج وقرأت كثيرا عن الدمج التربوي ومعناه كما قال «ااجارد» الذي يعتبر على الرغم من قدمه -من أكثر تعريفات الدمـج شمولية وشيوعاً، فهو وعلماء آخرون يرون أن المقصود بالدمـج «هو دمج الأطفال غير العاديين المؤهلين مع أقرانهم دمجاً زمنياً، تعليمياً، واجتماعياً، حسب خطة وبرنامج وطريقة تعليمية مستمرة تُقر حسب حاجة كل طفل على حدة، ويشترط فيها وضوح المسئولية لدى الجهاز الإداري والتعليمي والفني في التعليم العـام والتربية الخاصة. يعني ببساطة «تربية وتعليم الأطفال غير العاديين في المدارس العادية مع تزويدهم بخدمات التربية الخاصة». واستطرد قائلا: إن من شـأن الدمج التربوي أن يعمل على إيجاد بيئة اجتماعية يتمكن فيها الأطفال غير المعاقين من التعرف بشكل مباشر على نقاط القوة والضعف عند أقرانهم المعوقين مما يؤدي إلى الحـد، أو التخلص من أية مفاهيم خاطئة قد تكون موجودة لديهم. لاحظ الرجل اندهاشي الشديد من ثقافته ومعرفته الدقيقة بتفاصيل هذه القضية التي تشغل بال المختصين. فابتسم وقال «ما تستغربيش يا أستاذة مش بيقولوا الحاجة أم الاختراع لقد أجبرتني حالة ابني أن أصبح دكتورا بالإعدادية! ومازال للقصة بقية...