عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد حادث الطائرة الروسية وكالعادة تعالي العويل والبكاء علي السياحة مع أن كافة آثارنا مكانها ولم تسرق أو تتحرك ، ودائما معها تبدأ موجة من النفي والتبرير غير المفهومة لنفي أنها عملية إرهابية .. مع أنها لم تكن الاولي ولن تكون الاخيرة، وأنها مشكلة وقتية والجميع يعلم ذلك .. وعن هذا الهزل : هل تعتقدون ان الغرب يصدق اعلامنا ؟  بل هل هم يشاهدونه من الاصل ! وداخلياً .. المصريون عندهم موروث تاريخي بعدم تصديق الحكومة ، كما أن الأنباء العالمية تصل بمنتهي السهولة واليسر لكل بيت .. إذاً لمن تتحدثون ! إن امامكم طريقاً واحداً وهو الالتزام بالوقائع والحقائق ولا داعي للنفي والخوف ولنأخذ فرنسا الصديقة مثلاً .

 وعن الحلول قامت الحكومة بالمساعدة في الخروج من الأزمة بنفس الطرق البالية فأقامت الحفلات الراقصة والتطبيل في الشوارع وذهب اليها الفنانون (المحليون) ، وللعلم إن هذه الحفلات لن تفيد السياحة في شئ حتي لو ان الصعيدي نده أخوه البورسعيدي والسويسي .. لأنه ببساطة هذا نوع لا يستهدفه صناع السياحة إنما يسعون الي السياحة الأجنبية ، كما من دواعي العجب لماذا لا تدعم الحكومة وتعزز ما تتميز به مصر والعمل علي رفعة مكانتها بما تمتلكه من ثلث آثار العالم .. نصفها فقط في الأقصر .. ولا أدري لماذا لا نسعي ولا نتمسك بهذه المرتبة من التميز .. ويحضر في ذهني ما فعلوه مع القطن المصري طويل التيلة الذي ليس له مثيل في العالم وارضنا الوحيدة القادرة علي إنتاجه .. فجأة وبدون مقدمات صدر قرار بمنع زراعته ! وبإرادتنا فضلنا ان نكون في ذيل العالم بالقطن قصير التيلة ، وبالمثل حصرتم تنشيط السياحة علي شرم الشيخ دون باقي المناطق السياحية ، إنكم للأسف تكرروا نفس خطأ القطن ، فقد ترك المسئولون مصر كلها وقاموا بالتركيز علي بقعة صغيرة .. لاشك ان شرم الشيخ منتجع رائع وحضاري متميز ولكنه ليس هو مصر السياحة كلها ، بل ويوجد مثيله في أماكن اخري عديدة في العالم .. بينما آثارنا حاملة حضارة آلاف السنين لامثيل لها في العالم .

 أثناء فترة ركود السياحة لم تتعامل الحكومة بإيجابية بالعمل علي تنمية المتعاملين في السياحة وكذلك تطوير المناطق السياحية .. علي سبيل المثل ( شارع الهرم ) الذي اصبح حالته مذرية من قذارة وفوضوية مرورية وكل الملوثات البيئية وهو يعتبر اهم طريق سياحي في مصر للوصول الي واحدة من عجائب الدنيا السبع ، ولم يتم اي شىء في الاقصر وكل المناطق السياحية الاخري .. وعلي ارض الواقع لم تقم وزارة السياحة والتضامن الاجتماعي ووزارة الشباب والرياضة وغيرها من الوزارات المعنية بالحكومة بتقديم العون للعاملين بالسياحة بجميع طوائفهم ومهنهم في اماكنهم .. بل تم تركهم للمجهول يلهثون في سبيل الحصول علي لقمة العيش بأي وسيلة ، ولم يحاولوا ان يشغلوا الدور الاجتماعي الذي كانت تملأه جماعة الاخوان الإرهابية .. بل تركوه فارغاً ليشغله من يريد ، ولم يتم تنظيم دورات تدريبية لتطوير اداء المتعاملين في السياحة عن التعامل السياحي وترقية اخلاقهم وتعريفهم بقيمة السياحة لهم ولمصر وكيفية عدم استغلال السائح .. حتي إنكم لم تفكروا في تحسين المرور أو حتي الخدمات المرورية .. يا حكومة دوركم يجب ان يكون علي الارض وملموساً وليس مجرد شو إعلامي والرد طول الليل علي التوك شو ، ان ترك المواضيع للظروف هكذا سيرفع نسبة الجرائم بالإضافة ان الارهاب سيجد البيئة المناسبة للانتشار .. ورأينا ماحدث في بار العجوزة !

 إن الانتماء وحب الوطن لن يكونا الا عندما يحس المواطن ان الحكومة حكومته ومعه تسانده وتعلمه، وتعمل علي استئصال مشاكله من جذورها والبحث عن مخرج حقيقي منها .. حيث ان أصل العلوم ما هي الا مشاكل تم ايجاد حل لها ، ويجب ان تصدر تصريحات وبيانات صحيحة لإيجاد الحلول الحقيقية .. حيث إن النظريات العلمية تقوم من اساسها علي إدخال البيانات الحقيقية الصحيحة غير الملفقة للحصول على الحلول السليمة طبقا للمتغيرات .. ابدأوا بالتنمية الحقيقية والمستديمة فمن غير المعقول ان يكون لدينا كل هذه الآثار  (وهي الأوزة التي تبيض ذهباً) ونتركها للإهمال والفوضي وعمل الهواة .. فجميعنا في مركب واحدة وما نفعله اليوم سيكون مردوده علينا وعلي الاجيال القادمة اولادنا واحفادنا ، ولذا علينا رفع وإظهار نقاط تميزنا فهي الاصول وعدم الانسياق في طمسه ، بل يجب ان ننمي وندعم ما يميز وطننا الغالي ونطوره ونحدثه والعمل علي رفع شأنه .. وتحيا مصر يقظة العينين .. صلبة القدم .

[email protected]