رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تداعبني الأحلام ليل نهار، وتأتي إلي بمصر جديدة، وأناس جدد، ونفوس نظيفة، وأياد طاهرة، وقلوب عامرة بحب مصر، ولما لا ونحن من نشكل الوطن، ونزين ترابه، وأبناؤنا عقود اللؤلؤ المنثورة علي  صدره الغالي، ولم لا ونحن حبات كريمة في وطن كل أحجاره كريمة.

تأتيني الأحلام بإعلاميين لا يوجد بينهم لغة التهديد والوعيد، إعلاميون لا يحولون منابر الفكر والتنوير إلي ساحات من المعارك الوهمية والشخصية، معارك علي طريقة أغاني المهرجانات التي نعيب عليها، معارك علي شاكلة «هاتعورني هاعورك.. وهاتفتح ملفاتي هافتح ملفاتك».

 هذا الأسلوب من التشويه والتهديد المستمر يدين أصحاب هذا المشهد كاملاً، إذا كنتم تملكون أدلة فساد وتورط لبعضكم البعض، وتتسترون علي فضائحكم، فلا ذنب للمشاهد أن يسمع هذا الكلام، ولا هذا التشويه المتبادل، حتي وصل إلي الناس يقين أنكم جميعاً فاسدون، لقد خلقتم عند المشاهد صورة أساءت للجميع.

 يا سادة كشف الفساد لا يكون هكذا، فما نعرفه ونؤمن به إذا وجدت أدلة ومستندات فيجب أن تعرف طريقها للنائب العام، ليأخذ القانون مجراه، ويعاقب المفسد علي فساده، أما مجال الردح والتهديد و«بلاش أفضحك» يسىء لنا جميعاً.

تداعبني أحلامي، بمجلس شعب يعبر عن الشعب، لا يوجد به هذا الكم الكبير من التوتر والانشقاق، يكون الهدف الوحيد من خلافاته مصلحة الشعب، والخلفية التي تنطلق منها هذه المشاجرات هي القاعدة الوطنية، لا مزايدات ولا إكراه في دخول ائتلافات، ولا مشاحنات من أجل المشاحنات، فأنتم لستم أعداء، لأن الشعب لا يمكن أن يكون عدو الشعب.

 فمجلس النواب يجب علي أعضائه التجرد من سياسة التوك شو والإثارة السياسية لتحقيق أعلي نسبة مشاهدة، يجب عليكم ترك مصالحكم الشخصية في العراء بعيداً عن قبه البرلمان، فخلع رداء المكاسب الفردية فريضة، والتركيز علي مصلحة بلد تهدده المخاطر من جميع الزوايا والأركان واجب، لحمايته ممن ويتربص به وكأنه فريسة ينتظر موعد التهامها، وبعثرة شعبها وكتم أنفاسها لتكون هي والعدم سواء.

تداعبني أحلامي بأناس علي قدر المسئولية والشهرة التي اكتسبوها، يعقلون ما يقولون، ويقولون ما يعقلون، أناس علي قدر من المسئولية التي تترفع عن إثارة الأزمات، والتشهير بما يعلمون ولا يعلمون، وكأن الشهرة والتشهير  أصبح صك الطفو فوق القانون.

 تداعبني أحلامي بمصر جديدة فيها الاحترام هو أساس الخلاف، والاحترام لا يفسر علي أنه ضعف، والضعيف فينا لا يضيع حقه، والكبرياء لا يكون إلا فخراً بأننا ننتمي لهذا البلد، والكبير فينا لا يجد في القانون ثغرات تجعله يهرب من العقاب.

تأتيني الأحلام ليل نهار وتداعب الطفل الموجود في عقلي، والبراءة التي لم تنتهك علي شواطئ اليونان، ولم تقتل علي الأرصفة بحثاً عن لقمة العيش بين زحام العوادم والأدخنة، ولم تذل علي زجاج السيارات.

 سيبقي الحلم يروادني، والخوف يداهمني بأن يتحول هذا الحلم إلي وهم، وسيبقي الأمل سداً منيعاً بيني وبين هذا الواقع الذي يخرج لسانه ليسخر من هذه البراءة وإن كانت في المنام.

[email protected]