رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلام

منذ فترة تنطلق شائعات وإشارات من السعودية ومن مصر تُشير إلى وجود خلافات فى الرؤي بين قيادات البلدين، يعكسها فتور ــ يراه البعض ــ  فى العلاقات. ولا يكاد يمر يوم إلا وتسمع عن مقال هنا وآخر هناك يُشير إلى هذا الخلاف.. وفى صباح  أمس الأول كان صديقى يحدثنى عن خلاف حاد بين مصر والسعودية، وظلَّ الرجل يُحاول إقناعى بصحة أخبار «أكد» أنها معلومات مؤكدة من مصادر صادقة ومطلعة، تُفيد جميعها أنَّ الخلاف المصرى السعودى أوشك أنْ يصل إلى حد المُجاهرة الرسمية. ولعل أهم ما ذكره لى صديقى «المُطلِع» أنَّ السعودية رفضت طلبًا مصريًا لتوفير منتجات بترولية، تسد العجز الحاد فى هذه المنتجات فى مصر.. ومن ضمن ما قاله أنَّ السعودية تضغط على دولة  الامارات، لتوقف دعمها لمصر. ولم يكن ذلك كل ما قاله صديقى، بل إنه أكد بكل عبارات التأكيد أنَّ تنسيقًا سعوديًا اماراتيًا أمريكيًا يتم لوقف أى دعم لمصر على الأقل خلال هذه الفترة.. هذا ما قاله صديقى فى الصباح.

وبعد ساعات كان الخبر الرئيسي على جميع مصادر الأخبار عن تشكيل تحالف إسلامي يضم مصر والسعودية و32 دولة اسلامية أخرى، بهدف تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والأفكار المتطرفة، من خلال تشكيل آلية للتنسيق المشترك، وتبادل المعلومات، ومساعدة الدول التي تواجه الإرهاب عسكريًا وإعلامياً وفكريًا..

وفى المساء كانت كل نشرات الأخبار تُذيع خبرًا هامًا يُفيد أنَّ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد أصدر توجيهاته بزيادة الاستثمارات السعودية في مصر إلى ثلاثين مليار ريال، والمساهمة في توفير احتياجات مصر من المنتجات  البترولية لمدة خمس سنوات، إضافة إلى دعم حركة النقل في قناة السويس من قبل السفن السعودية. 

ظل كثيرون فى البلدين يعزفون على نغمة الخلافات والفتور فى العلاقات، ليُفاجئنا ولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان بقرارات وتوجيهات العاهل السعودى بدعم مصر بأكثر من صورة.

ورغم النفى الرسمى لوجود خلافات بين البلدين إلا أنَّ العازفين ظلوا يعزفون، وظل الاعلام هنا وهناك يعزف أيضا على أوتار الخلافات «المزعومة»، ودخل على الخط رواد مواقع التواصل الالكترونى، وجميعهم صنعوا بأيديهم «أزمة»، ويتوهمون «فتنة» يُشعِلُونَها. ونسوا أنَّ سياسات الدول لا يرسمها الاعلام وعوام الناس. وعلاقة مصر والسعودية على وجه الخصوص تحكمها ثوابت تاريخية راسخة، بعيدة تمامًا عن هوس الموتورين.