رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

(فعل الإطاحة رسالة.. سبقته لحظة شديدة التكثيف والمرارة.. كانت تساؤلات الوزير: ما علاقة قطر؟.. وما سر الاهتمام بالنيل؟.. وما حجم التمويل الخليجى لسد الأزمة؟!)

أول مرة أراه غاضباً.. الوزير سامح شكرى فى العادة لا يتصرف برعونة، ولا تستطيع أن تعرف من ملامحه أى شىء مثل رجال المخابرات.. ليس لأنه وزير الخارجية، وليس لأنه رجل الدبلوماسية.. لكن لأنها طبيعة شخصية فى المقام الأول.. فلا اعرف لماذا أربط بينه وبين الراحل عمر سليمان كلما رايته؟.. إنه يشبه الصندوق الأسود.. فلماذا غضب وأطاح بميكروفون الجزيرة، تحت ترابيزة اجتماعات سد النهضة؟!

لا تعتبروا ما فعله الوزير شيئاً «عفوياً»، كما قال المتحدث الرسمى.. ولا تعتبروه شيئاً تافهاً.. ولا تقولوا إن وزير الخارجية ينبغى أن يكون اضبط لنفسه.. فى تقديرى أنه أرسل رسالة شديدة اللهجة ليس لقناة الجزيرة، ولكن لمن يديرونها.. وفى ظنى أن اللحظة كانت من التكثيف بحيث تجتر شريطاً من المرارة.. منها: ماذا جاء بقطر هنا؟.. ما علاقتها بالسد؟.. ما شأنها بالنيل؟.. وما سر اهتمامها بهذا الملف؟!

كل هذا دار فى ذهن الوزير، بمجرد أن رأى ميكروفون الجزيرة.. وعندنا فى الأمثال الشعبية نقول: لا طايق فلان ولا طايق ريحته.. بمعنى أنه لا يطيق قطر، ولا ريحتها.. ومعلوم أن وزراء الخارجية لا يتحركون طبقاً لعواطفهم.. لكن يبدو أنه ذكره بكل السخافات فى هذا الملف.. فقد راحت قطر وغيرها تمول وتدعم.. فهل نعرف من الوزير من هم وراء السد؟.. ما دخل قطر؟، وما حقيقة التمويل الخليجى لسد الكارثة؟!

 

دور قطر فى إثيوبيا!

تصرف الوزير أعجب الكثيرين، لكنه أثار تساؤلات حول دور قطر فى إثيوبيا.. لماذا ذهبت إلى هناك؟.. لا أتحدث عن تغطية قناة الجزيرة لحدث مهم.. أتحدث عن قطر، الإمارة التى تتصرف كأنها دولة عظمى.. إن كان على التغطية سهل.. وهذا حقها.. لكن الوزير من حقه أن يعطى تصريحاته لمن يشاء.. ولك أن تتخيل رد الفعل.. ولك أن تتخيل حجم المرارة.. ولك ان تتخيل كيف طفح الكيل من تصرفات قطر وأميرها؟!

لم نسمع من سامح شكرى شيئاً.. وزير الرى هو من أدلى بالتصريحات.. المتحدث الرسمى للخارجية هو من اجتهد ليلطف الأجواء.. برغم هذا رأى الوزير حسام مغازى ان ما جرى يستحق الإشادة.. قال الوزير «أنا اللي نبّهته».. إذن الإطاحة هنا فعل يليق بإمارة تستحق أن تكون تحت المنضدة وليس فوقها.. هذا مكانها.. الإطاحة رسالة.. وربما قطر لا تستحق أكثر من فعل صغير كهذا، للخلاص من شرورها تماماً والسلام!

من النادر أن يغضب وزير الخارجية.. خاصة سامح شكرى.. معناه أن الأمر تعدى حدود الدبلوماسية.. عارف عندما يشكو الأسد من ذبابة تقف على أنفه.. هكذا هى ذبابة تقرفك فى كل مكان.. لكنها ستبقى ذبابة.. إذا تركتها عرفت قدرها.. وفى حقيقة الأمر فإن مصر تركت قطر كثيراً.. كانت أكثر حلماً معها.. الرئيس السيسى كان صبوراً حليما مبتسماً.. يعرف قدره ويعرف قدر مصر.. لكن لا جناح على الوزير نفسه!

 

«عفوى» أم «إرادى»؟!

هل التصرف الوزراى كان إرادياً أم عفوياً؟.. المتحدث الرسمى للخارجية قال إنه تصرف «عفوى».. وزير الرى قال إن ما قام به وزير الخارجية تصرف «إرادي».. أى أنه مقصود.. هل يؤدى إلى أزمة ددبلوماسية؟.. وهل ما نحن فيه انفراجة دبلوماسية؟.. وهل ما تفعله قطر يُبقى على شعرة معاوية؟.. الإجابة لأ.. لذلك قال حسام مغازى: «أي حد مننا كان موجوداً في المكان، لن يسمح بوجود ميكروفون قناة الجزيرة»!

مرة أخرى نعود إلى سر الحكاية.. السر معلوم ومكشوف.. لا طايقك ولا طايق حد من ريحتك.. ألا تستوعب قطر هذه الرسالة شديدة اللهجة.. خصوصاً أن الفضائيات قد نقلت اللحظة.. وخصوصاً أن قطر عرفت مكانتها الحقيقة ليس بين الكبار، وليس على الترابيزة وإنما تحت الترابيزة بالعربى.. فهل يعقب هذا التصرف البسيط إجراءات تتعلق باستدعاء سفير قطر؟.. هل يحدث تصعيد؟.. هل تحتج قطر على فعل الوزير؟!

 

آخر كلام!

المثل العامى يقول: إيه اللى حشرك بين الملوك يا صعلوك؟.. إيه اللى جاب قطر هناك؟.. ما دخلها بسد النهضة، أو سد الأزمة؟.. ما علاقتها بالتحريض والتمويل؟.. لماذا لا تتصرف قطر على قدر حجمها؟.. اغرب شىء أن قطر لها سفارات فى العالم بما يعادل 200 سفارة.. هاهاها.. مع أن العالم ليس 200 دولة.. ويسخر القوم فيقولون: إذا كانت قطر لها كل هؤلاء السفراء، فمن الذى بقى هناك فى الدوحة، من أبناء الإمارة؟!