رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلام

سيذكر التاريخ - فيما بعد - أسبابًا عديدة، قد لا تكون فى مُجملها أسبابًا مقبولة لقيام حرب عالمية ثالثة، تمامًا كالحربين الأولى والثانية، سجَّلَ التاريخُ أسبابًا لهما يراها الكثيرون اليوم أنها لا يجب أبدًا أن تكون دافعًا للقتال والدمار والإبادة.. ومن ينظر فى خريطة العالم الآن يجد أنَّ شرارات قد تطايرت من منطقة الشرق الأوسط لتُصيب دولًا فى أوروبا، وبوادر أزمة قد اندلعت بين روسيا وتركيا على خلفية إسقاط تركيا طائرة عسكرية روسية تقوم بمهمة ضرب تنظيم داعش الارهابى فى سورية، وربما يكون هذا الحادث سببًا فى الحرب الثالثة إذا تهوَّرت روسيا برد فعل عنيف يجر تحالف «الناتو» الأوروبى للانضمام لتركيا بموجب معاهدة تضمهم.. أنا شخصيًا أرى الحرب قادمة وسنكون فى القلب منها، أكثر مما كُنَّا فى الحرب الثانية، فلن تكون مصر مجرد مسرح لعمليات الدول المُتحاربة..

ومن يُعاود قراءة تاريخ الحربين السابقتين يجد أنَّ  أول حرب عالمية قد بدأت عام   1914 وانتهت عام 1918، بسبب توتر العلاقات الدولية بداية القرن العشرين، وسباق التسلح، وتزايد التنافس الاقتصادى والتجارى بين الدول الكبرى لاقتسام النفوذ عبر العالم، والسيطرة على الأسواق لتصريف فائض الإنتاج. وإنْ كان التاريخ يسوق لنا سببًا مباشرًا للحرب ربما كان كالقشة التى قصمت ظهر البعير كما يقولون، ويُرجِع الحرب إلى اغتيال ولى عهد النمسا فرانس فرديناند على يد طالب صربى فى 28 يونيو 1914م، مما دفع الإمبراطورية النمساوية المجرية إلى الحرب على صربيا. ولأنَّ صربيا كانت تحت الحماية الروسية فقد تدخلت روسيا لحمايتها، وبذلك بدأت الدول فى دخول الحرب تباعًا إلى أن تحوَّلت إلى حرب عالمية، شارك فيها العديد من جيوش العالم. وخلَّفت خسائر بشرية هائلة ووصل عدد القتلى إلى 17 مليون قتيل ومثلهم جرحى. وانتهت بتنفيذ اتفاقية سايكس بيكو وتقسيم منطقة الهلال الخصيب فى بلاد الشام بين فرنسا وبريطانيا  بعد تهاوى الامبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة. وبموجبها تم تقسيم المنطقة لتحصل فرنسا على «سوريا ولبنان» ومنطقة الموصل فى العراق. أما بريطانيا فامتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبى متوسعة بالاتجاه شرقًا، لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربى والمنطقة الفرنسية فى سورية. وتم وضع فلسطين تحت إدارة دولية.

وقبل أنْ يتجاوز العالم مُخلَّفات الحرب العالمية الأولى حتى دخل فى حرب عالمية ثانية أكثر تدميرًا، امتدت من عام 1939، وحتى عام 1945، شارك فيها أكثر من 100 مليون جندى، وكانت أطراف النزاع دولًا عديدة، وراح فيها حوالى 85  مليون قتيل.. وتعود أسباب الحرب الثانية إلى الأزمة الاقتصادية التى ضربت العالم قبلها بعشر سنوات «سنة 1929»، وبسبب فشل عصبة الأمم «هيئة الأمم المُتحدة» فى حل المشاكل الدولية بالطرق السلمية. ولم تكن الأراضى العربية فى شمال افريقيا مجرد مسرح لمعارك بين دول المحور والحُلفاء، بل أضرت الحرب الوطن العربى بتسليم فلسطين لليهود.

ومن ينظر جيدًا فى أسباب الحربين السابقتين يجد أنها جاهزة اليوم لاندلاع الحرب الثالثة.. فقط نحن فى انتظار القرار.

[email protected]