رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

لفت انتباهي خبر منشور في موقع «اليوم السابع» الاثنين الماضي متصدراً الأخبار الأكثر قراءة وكان مضمون الخبر يتحدث عما جاء في كتاب «الخيارات الصعبة» لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وجاء في الخبر  «أن هيلارى كلينتون كشفت مؤامرات الإخوان فى كتاب لها أطلقت عليه اسم «خيارات صعبة»، حيث فجرت مفاجأة من الطراز الثقيل، إذ اعترفت بأن الإدارة الأمريكية قامت بتأسيس ما يسمى بتنظم الدولة الإسلامية فى العراق والشام لتقسيم منطقة الشرق الأوسط، وقالت: دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وكل شىء كان على ما يرام وجيد جدا وفجأة قامت ثورة فى مصر - تقصد ثورة 30 يونيو - وكل شىء تغير خلال 72 ساعة.

وأضافت هيلارى كلينتون، بحسب الصحيفة: تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 5 يوليو من عام 2013 وكنا ننتظر الإعلان كى نعترف نحن وأوروبا بها فوراً، قائلة: لقد زرت 112 دولة فى العالم وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء على الاعتراف بالدولة الإسلامية «داعش» حال إعلانها فوراً وفجأة تحطم كل شىء.

وجاء في الخبر «قطع الأسطول الأمريكى ناحية الإسكندرية تم رصدنا من قبل سرب غواصات حديثة جدا يطلق عليها ذئاب البحر 21 وهى مجهزة بأحدث الأسلحة وأجهزة الرصد والتتبع، وعندما حاولنا الاقتراب منها قبالة البحر الأحمر فوجئنا بسرب طائرات ميج 21، ولكن الأغرب أن رداراتنا لم تكشفها من أين أتت ولا أين ذهبت بعد ذلك، ففضلنا العودة مرة أخرى، وإلى الآن لا نعرف كيف نتعامل مع مصر وجيشها».

 هنا نكتفي ببعض ما جاء في الخبر، ونؤكد أن الخبر وما يحمله من معلومات في غاية الخطورة والأهمية - ولا أعتقد بحسن نواياهم بشكل عام  ورغم ما أحدثه هذا الكتاب من جدل في حين نشره - أنه ليس «خيارات صعبة» لأمريكا بل خيارات صعبة لنا كعرب إذا أردنا البقاء لهذه الأسباب:

أولاً:  بقليل من المجهود والبحث - للقارئ الكريم - عن الخبر تجده منشوراً في موقع عراقي منذ ما يقرب من عام وكتب عنه الكثيرون، وأثار ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي  في حينه، وأحدث هذا الكتاب جدلاً واسعاً وردود فعل متباينة ،  وإذ فجأة وعلي حين غرة ننشر الموضوع وكأنه اعترافات خطيرة تكشف لنا  لأول مرة ما كان تائهاً عنا وكأنه الكنز المفقود في مغارة الإدارة الأمريكية ومخابراتها،  وننقل الخبر من جريدة كويتية وينشرها موقع كبير مثل «اليوم السابع» علي أنه حدث خطير يذاع لأول مرة ولم يعرف عنه أحد، وهذه اشكالية كبيرة عندنا كعرب بوجه خاص حيث أننا لا ننتبه للتصريحات أو المعلومات المهمة بشكل جيد إلا بعد فوات الأوان وهذه اشكالية أخطر مما قالته هيلاري كلينتون في مذكراتها والسؤال لماذا يتم إعادة النشر الآن علي أنه حدث جلل؟.

ثانياً: إذا سلمنا - بما جاء منذ مايقرب من العام - فهذه المعلومات الخطيرة والأسرار التي جاءت في كتاب هيلاري كلينتون - وهي في النهاية علي مسئوليتها - تندرج تحت مسمي معلومات تضر بالأمن القومي الأمريكي، وتسىء إليها كدولة وتسىء إلي صاحبة هذا الكتاب، لأنها كانت مشاركة في هذا الفعل وهذا المخطط  وفي صناعة هذه القرارات، فليس من الطبيعي أو المنطقي أن يصدر منها هذا الكلام بهذه السهولة إلا إذا كانت هناك مآرب أخري من هذه التصريحات، وأن هذا الكتاب جزء من لعبة أمريكية جديدة وضمن إطار خطة مقصودة لابد من دراستها والوصول لها وتحليلها ومعرفة الهدف منها.

 ولا يجب أن نأخذ هذا الكلام بزعم أن الولايات المتحدة بلد الحريات وكل شىء فيها مباح وكل يفعل ما يريد لأنه ببساطة شديدة «كلينتون» لم تتحدث عن تجارب شخصية بل تتحدث عن أسرار عسكرية صعبة لا يمكن الإدلاء بها بهذا اليسر، إلا أن تقدم «كلينتون» للعالم مستندات ووثائق تثبت صحة ما تقول وليس كلاماً في رواية من طرف واحد لا نعرف الهدف من ورائه حتي وإن كان يحمل بعض الصدق.

ثالثاً: كان لابد في حينه أن تقيم كل الدول التي أصابها إرهاب داعش من قتل وسفك دماء أن تأخذ هذا الكلام علي ظاهره وتدخل لعبة معكوسة مع أمريكا وتقوم برفع دعاوي قضائية أمام المحكمة الدولية تطالب بمعاملة أمريكا كدولة راعية للإرهاب وتطالب بتعويضات للضحايا والأضرار وتوقيع كافة العقوبات عليها كدولة خطر علي العالم بشهادة وزيرة خارجيتها - وهذا لم يحدث - ثم نأتي لنفجر الموضوع مرة أخري ليثار الجدل من جديد!!.

 رابعاً: نحن لسنا في حاجة لشهادة «كلينتون» كي نعرف من وراء تنظيم داعش، ولسنا في حاجة لمثل هذه الشهادة كي نعرف مدي قوة الجيش المصري ولا ثقة شعبه فيه ولا تكاتف الشعب مع الجيش، فكل ما قالته  هيلاري معروف وواضح ولكن المهم لابد أن نعرف جيداً ما تريده الولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط ومن مصر، فهيلاري كلينتون لن تفضح أمريكا بهذا الشكل من منطلق كتابة الذكريات ليسجلها التاريخ حباً في العرب ولا حباً في التاريخ نفسه!!

وأخيراً لابد ألا ننساق وراء مثل هذه المذكرات بلا دراسة أو تفكير ومعرفة النوايا وأيضاً كيفية استغلالها، لأنها تتطابق مع القنابل المصنوعة بتوقيت داعش وبرعاية وتمويل أناس لا يحبون لنا الخير ولن يشكروا فينا لوجه الله والوطن  هذا إن أردنا البقاء علي قيد الحياة.

[email protected] .com