رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

كان علي وأنا أصفق للدستور الجديد ألا أطلق العنان لأفكاري وأحلامي. كان علي أن أتخذ من خبراتي الحياتية طوق نجاة ينجيني من غرق حتمي في دنيا الأوهام, قالوا لنا حق التمثيل في البرلمان الجديد, وقالوا لنا المعاق مثل غيره لا فرق بين أبناء الوطن الواحد ولا تمييز, قالوا لنا إن من حق المعاق الترشح للبرلمان كما للمعاق حق الانتخاب لمن سيمثله فيه, لكن المشكلة أنني قزم. والأقزام في بلدنا منسيون رغم أننا نزيد علي السبعين ألف مواطن مصري. كلمات قالها صديقي سمير الذي لا يفوته مناسبة او مكان لا يتحدث فيها عن الحقوق الضائعة للاقزام في مصر قال لي: هل تعلمين أننا نمثل ثلث الأقزام الموجودين في العالم. وهل يعلم الجميع أن الاقزام يعانون اكثر من غيرهم في أي مكان مشاكل مأساوية من أكبر المشاكل الانسانية وذلك لما يتعرضون له من إهانة وتهميش من المجتمع لقصر قامتهم مم يؤثر عليهم نفسياً ومعنوياً وهدر إلى طاقات هذه الفئة فى خدمة المجتمع - واحترام الأشخاص الآخرين فى المجتمع للأقزام ومعاملتهم بإنسانية تدفعهم للتفانى فى العمل والدمج فى المجتمع الذى يحتاج الى كل طاقات كل فرد من أفراد الشعب المصرى للمشاركة فى التنمية أو تقديم كل الخير لهذا البلد العظيم، ولكن القدر لم يمنحهم هذه الفرصة بسبب مشاكلهم الاجتماعية وتهميش الدولة لهم بالرغم من وجود مكسب كبير فى دستور 2015 لاعتبارهم من ذوى الإعاقة ولهم كل الحقوق التى تمنحها الدولة لذوى الإعاقة منها التعيين فى وظائف الحكومية من خلال نسبة 5% وغيرها من المكاسب البسيطة التى تمنح لذوى الإعاقة. لكننا ورغم ذلك نعيش أزمات منذ الولادة وحتي التعليم. والسير في الشارع لا أحد يراعي أحجامنا المختلفة حتي في الملابس نواجه مشكلة ونضطر الي التفصيل أو إعادة توضيب الملابس الجاهزة.

أذكر أنني عندما قررت الزواج «دوخت» الي أن توصلت لتفصيل أثاث بأطوال تناسبني أنا وزوجتي القزمة أيضا وهي كادت تنهار لعدم عثورها علي فستان زفاف يناسبها. لقد سبق وطالبنا مرارا وتكرارا أن يتبني أحد فكرة مول تجاري مخصص للأقزام فيه يمكنهم العثور علي الملابس والأحذية والأثاث. وتقدم فيه خدمة لإعداد المنازل بما يناسبهم ويكون فيه مطاعم وكافيهات وسينما ومنطقة ألعاب لأطفالهم.

لابد أيضا من توعية المجتمع والتلاميذ في المدارس. علي احترام الآخر رغم اختلافه فكثير من قصار القامة والأقزام يعيشون في عزلة وقد لا يكملون تعليمهم بسبب هذه النظرة المجحفة فضلا عن عدم تكافؤ الفرص في التعليم والوظائف بناء علي الفروق الشكلية وليس المؤهلات والمهارات والامكانيات هناك قريبة لي كان كل أمنيتها أن تصبح مدرسة تاريخ لكنهم منعوها من دخول هذا القسم في كلية الآداب بحجة أن العمل كمدرسة لن يناسب طولها!! وللأسف الدراما ساهمت بشكل كبير في جعل القزم يبدو مهرجا وللأسف أيضا ساهم العديد من الأقزام في هذه الصورة السلبية.

لقد حضرت مؤتمرا عقد مؤخرا في كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة وأكد المتحدثون من الخبراء والأساتذة أن الأقزام كانوا علي درجة عالية من التقدير والاحترام في عهد الفراعنة الذين كانوا أكثر تحضراً فى معاملتهم مع «الأقزام» وفى إعطاء حقوقهم المجتمعية كاملة دون نقصان.. أما فى دولة مصر الحديثة فنحن أقل فهماً ووعياً من أجدادنا الذين عاملوا «الأقزام» بكل رقى وتحضر منذ آلاف السنين وكان أشهر الأقزام المصرية يسمى «سنب» وقد عاش في عصر الأسرة الخامسة، وكان موظفا كبيرا يتمتع بكثير من الألقاب الاجتماعية والدينية والشرفية وتزوج من امرأة ذات بنية طبيعية، ودفن في قبر فخم قريب من هرم خوفو بجبانة الجيزة.